الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأدب والسياسة

حميد المصباحي

2018 / 4 / 29
الادب والفن


الكاتب ليس شبه بشبيه,و لا كل متراص الأطراف,إنه منذ البداية ,تعدد,كماهو
حال الإنسان بشكل عام,فالناس جميعا يفكرون,غيرأن فكرهم يختلف,و
بذلك,فمجال الفكر,تحضر فيه السياسة,و إن غابت كان ذلك قصدا,و هو في حد
ذاته موقف سياسي,مهما أدعى من حيادية علمية أو معرفية,فهل الأمر كذلك
بالنسبة للاآداب؟؟؟
1_الأدب و الأديب
الكتابة الأدبية,سواء كانت شعرا,أو رواية أو قصة,هي إبداعات فنية,تقول
الفكر بجمالية تأثيرية,كلما تعدد بعدها التأويلي,ازدادت جمالية,بحيث أن
المبدع بمجرد ماينتهي منها,يفقد سلطته عليها,, يتبرأ منها,, لا يصير من
حقه تحليل أبعادها,أو الكشف عن خباياها مهما كانت المبررات,هذا
خيار,فنيته واضحة,لكن هناك اتجاه آخر,يريد نيل إعجاب القراء,برسالة,يعتبر
فيها الآداب حاملة لرسالة في وجه الظلم,و الإستعباد,و كل أشكال
الدونية,بمعنى أن الأديب,له دوره الإجتماعي,فيما يبدع من رموز,و
دلالات,تحمل رسالة,,ففعليه أن يتماهى مع أدبه,و إلا صار صامتا عما يعني
الناس من مواطنيه,أو خائفا على موقعه الإعتباري الرمزي ,من خصوم التقدم و
التطور,
و هنا لابد من توضيح أمر,أنا أعتقد أننا مرغمون على التمييز بين
الآداب,في مثلهاته الحالة,و الأديب,إذ أبدع,لا أستحضر غايات ,غير أدبية و
فنية,لكنني في الوقتنفسه لا ألغيها,فأنا كاتب,لست معزولا عما يجري
اجتماعياو سياسيا,وحتما هناك دلالات سوف تخترقني رغماعني و تعبر عن
نفسها,فانا أنتمي لجماعة ما,و حضارة و حتى طبقة,لكن لا أستطيع تحويل
العمل الأدبي,لبيانات سياسية,أو صرخات إيديولوجية,لكن في المقابل,أنا
متابع لما يحدث حولي,حيث أجد أخلاقيا نفسي ملزما بتوضيح موقفي من كل
مايعرفه مجتمعي من تحولات,اقتصادية و سياسية و اجتماعية,لا أنتظر,بل
أسارع إلى إعلان موقفي,و إشهاره علنا,و بذلك أحرق كما قال بوسريف كل
أوراقي,حتى لا يراهن علي أحد,حزبا كان أو دولة و ساسة,و بذلك,لا أكون
أديبا متعاليا على مجتمعه,بل فاعل يميز بين مختلف حقول المعرفة,أنتج
أدبا,أساهم بمايبدو لي جديرا بالقراءة,تأويلا و توضيحا و حتىنقدا,حامل
لرسالة التقدم و الحرية,حامملا كالكثير من الأدباء المغاربة,لمعول
التصدي لكل ماهو تقليدي و عتيق,بدون خوف أو توجس,لكن في الوقت نفسه
,مبدعا لقيم الجمال الأدبي,رواية و قصة,بدون تحامل مكشوف,يصير معه
الأدبي,شعارات و صرخات سياسية,فالقيم الأدبية,الجمالية,كما كانت ثورة
علىكل البشاعات,في القول و الفعل و الحلم.
2_أدبية الأدبي
ليس معناها,تكريس دلالة,الفن لأجل الفن,أو الجمهور يريد,بل أعتقد,أنها
اكتشاف للعمق الإنساني,بإنتاج رموز جديدة,هي ما يشكل نسيج الوعي
البشري,في تعقيداته,التي تنتقل من المباشر الطبيعي,إلى الرمزي و
المتعالي,حضارة و إنسانية عن كل ماهو طبيعي,حيواني في
الإنسان,فالشاعر,يكشف بالكلمات و المعاني عن الخفي,في ابتسامة إمرأة
حزينة,و القاص يفجر,مفارقات الحدث عندما يكتسب دلالة تتجاوز معنى
الحكاية,إلى حكميتها,و الروائي,عندما يعرض بحبكة تعالقات بين كائنات
تشابهت لتختلف في مصير اعتقدت أنه متشابه,فتجد الشخوص,بدل الخضوع لقدر ما
,طوعته رغم اعتقادها بضعفها,و بساطتها,فقط لأنها أرادت,و الأمثلة
كثيرة,هنا الإنتصار يكون عميقا للإنسانية و الإنسان,كخالق للمعاني,و
مشيد باستمرار لرهانات الإضافة,لا التكرار الغبي للمواقف,سواء كانت
سياسية عامة أو شخصية مصلحية,تتسول تعاطف الناس و المقهورين.
3_تاريخية الآداب
الفعل الأدبي,له تاريخه,رهاناته التي تتفاعل مع الواقع السياسي و
الإجتماعي,كما أن رسالته لا يمكنهاأن تظل كما هي,فبحكم تطور الفكر
البشري,و تعدد مجالاته,و اتساع مجالات الفعالية السياسية,بماتعرفه وسائل
الإتصال و التواصل من تطرورات,أعتقد أن السياسة,لم تعد في حاجة
للأديب,لكي يحمل إبداعاته,ما يفترض في الساسة أن يفعلوه,و مختلف آليات
الصراع السياسي و الإيديولوجي,و أعتقد أن مرحلة,ربط الآداب و الفن بشكل
عام بماهو سياسة,لم تعد مطلوبة,كما أن إشعاعية الفعل السياسي و
جاذبيته,صارت أكثر مقبولية من الكتابة الأدبية,فالساسة,راكموا معرفة
بمجالات التواصل,و برغماتية القول الإيديولوجي,لكن من حق ممارسي
الآداب,تفعيل حركيتهم سياسيا,لا أقلامهم و أحاسيسهم النبيلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو


.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد




.. بسبب طوله اترفض?? موقف كوميدي من أحمد عبد الوهاب????


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كان نفسي أقدم دور




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -الحشاشين- من أعظم