الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شجن الرّوح-19-

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 4 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


حبيبي ما مريت اليوم ع الدّار .. عساك ما ضعت بالدرب
تراه قلبي عم يغلي على نار. . . ضاع الوقت مني، والزمن دار
ولدت على مفرق طريق.. . وبعدني ع أول طريق الانتظار
حبيبي عم أحكي مع حالي.. . ناطرتك هون قدام باب الدار
حكيت بالغلط عن باب دارنا. . نسيت أنو ما بقا عنا باب دار

دارنا هو الدّرب والانتظار اسم جديد للدّار
. . .
أدق ع صدري وابكي ع حالي. . . أعاتب أمّي ع كلّ شي جرا لي
وتقول: حالك هو نفس حالي.. . ضربت -على قهر أمي- حالي
حبيبي ضاع في عز الظّهر . . . وما بقدر كمل المشوار لحالي
صدّقت أمي لما قالتلي . . . لا تزعلي. رح نفتش سوا عنو
بطلت أبكي وأشكي لأمي . . . برطلتني وقالت بلا"نا" منو
ما في حدا بيضيع ب هالزمن. . . ما صدقت أنو خلصنا منو
هيك صرت متلي متل أمّي
. . .
هذه الكلمات أهديتها لإحدى موكلاتي فيما مضى، وهذا ما أتى إلى ذاكرتي منها. ذكرتني بحواري مع أبنائي .
قالت:
حكايتنا طويلة أنا وأمي. لا زالت تعتبرني طفلة وتجاملني بالكلام، ثم تقنعني أن الواقع هو الواقع. هذا ما قلاته لي سيدة تجاوزت الأربعين من عمرها عندما أتت إلى مكتبي، وتتالت الأحداث بين النّساء اللواتي أعرفهن بشكل مشابه. أغلب من التقيتهنّ يمتدحن أزواجهن، وعندما يضيع الزّوج يكتئبن.
قبل عدّة سنوات كان هناك سيدّة شابّة تحبّ زوجها، وكانت والدتها تقول: أنظر إليه كحرامي، لكن ابنتي سلّمته كلّ شيء في حياتها، وأصبحت لا تعرف كيف تمارس الحياة. أنجب الأطفال ثم استقال من الزواج والأبّوة، فمشكلته دائماً في الآخر، وكونه إنسان عظيم لا يخطئ فإنّه غير مذنب حتى لو تسّول أولاده، وقد قالها صراحة لتلك المرأة الشّابة ، ليس ذلك فقط. بل قال لها: إن غادرت سوف تعوّين كالكلاب. هو يعتقد أنّ عالم الكلاب سيء مثل عالمه. لم يسمع بالكلب الياباني الذي حنّطوه من أجل قيمه، وقال لها أيضاً دعي أهلك يخدمونك.
. . .
أحزن على الرّجال قدر حزني على النّساء، فقد قيّدهم المجتمع مثل المرأة . عندما يصف المجتمع شخصاً بأنّه رجل فإنّه يعني بالدّرجة الأولى قدرته على التّحكم بزوجته وأولاده، إنّ السّادية والمازوخيّة ليست اضطراباً نفسياً في بلادنا . بل هي تقاليد وعادات ، على الرّجل أن يكون سادياً كي يصبح رجلاً في عيون المجتمع، وعلى المرأة أن تختار خيار الرّضوخ كي تصبح الضّحية الصبورة . ذلك الرّجل السّادي مع زوجته، والذي استقال من أبوّته .التقى امرأة توفي حبيبها في الحرب، وقد أقاموا له مزاراً وسموه مولانا، ذهب هو والمرأة إلى قبر الرّجل، وأقسما أن يخلصا له. تزوج الرّجل السّادي الأرملة الطروب ، أزالت المرأة ذكرى السّواد من طريقها، وبدأت حبّ جديد، وقد حارت: هل ترفع صورة زوجها الأوّل من الفيس بوك؟ثم قرّرت اللعب فكانت صورة أولادها بدل زوجها، وصورة الحبّ الجديد كي تستفزّ امرأة لا تعرفها. واستمر الحبّ في النمو، لكن الرّجل السّادي هو المازوخي اليوم، فالبيت بيت المرحوم، وكذلك الأولاد. هو يجاملهم بكره شديد، وابتسامة صفراء، لكنه مازوخي بإرادته إلى أن يتمكن من المال. تسألون عن أولاده؟ أطمئنكم . عندما تستيقظ المرأة من سباتها ورضوخها يمكنها أن تفعل الكثير. هم بخير، وقد قرّرت المرأة أن تشتري كلباً فهي مولعة بالحيوانات. هي تحبّ الكلاب.
. . .
إن تحدّث لكم أحدهم عن القيم لا تصدقوه، ورغم أنّ النّساء في العالم يقمن بحملة مي تو تعتقد المرأة في وطننا العربي الكبير، والصغير بأنّها عليها أن تعرض بعضاً منها كي تتطور في عمل ما، ويصبح لديها دخل محترم، وأغلب الزواجات " الناجحة" في قمّة المجتمع-أي طبقة المرتزقة في كل المجالات- يحصل الرّجل على زوجته من أحضان رجل يواليه من أصحاب السّلطة والنفوذ-، ويكون قد استبدل صداقتها فيهديها لصديقه. لا تعتبر المرأة أن التّحرش هو اعتداء من قبل الرّجل، بل تعتبر أنّها هي السّبب لأنّها لم تحتشم مثلاً. لكن لا أحد يعتدي على رجل غير محتشم ، وهذا لا يعني أنّ المرأة المحجبة لا تتعرّض لذلك. بل إنّ التّحرش اللفظي في الدروس الدينيّة للنساء يشابه على حد كبير التحرّش الفعلي، فتحت شعار" لا حياء في الدّين" يمكن الحديث بورنياً، وربما يتمتّع الجميع به.
. . .
كانت فتاة في الخامسة والعشرين. أرادت أن تكون شيئاً، صادفت أفراداً متنفّذين في حزب البعث، وأجهزة الأمن وقد كانت علاقاتها مع أحدهمم فقط. تطوّر الموضوع. لم تكن غايتها الجنس. كانت غايتها الوصول إلى مرتبة ما والعيش برفاه، وباعتبارها تنتمي لعائلة معروفة، وأصبحت بعد سيرتها الذاتية الحافلة سيدة معترف بها عربياً ومدعومة ، وتعيش في الغرب عيشة خمسة نجوم .راسلها أحدهم ليطلب لقاء، معتقداً أنها سوف تلبي طلبه . طبعاً أهملته، فقد أصبحت في منصب معارض، لها مقر دائم، وقد تفتح أمماً متحدة في المستقبل. إنها الآن امرأة مستقلّة. يحافظ زوجها عليها لأنها تلهمه. ليس لي رأي في ماضيها، فقد كان من ضمن حريتها الشخصيّة، لكن ربما لي رأي في السّياسة يتلخّص بأنّ الجميع يمرّون بفترة السيدة الملهمة يعرضون أنفسهم للبيع، وعندما يتمكنون يبيعوننا وطنيات ويكتبون لنا دساتير.
القيم المجتمعيّة والنظرة تجاهك تتغيّر بتغير الموقع ، فقد كانت إحدى قريباتي لا تقبل أن تجلس في محضر إحدى الشّابات بحجة أنّها منحلّة الأخلاق. وصدف أن تزوجت الشّابة من رجل غني كزوجة ثانية، وأصبح لديها مركزاً مقبولاً ، أصبحت قريبتي تمتدحها وتتناسى أنها " نزلت على ضرّة" وتضرب المثل بشجاعتها. قريبتي تلك تفصّل في القيم وتمارس سادية الرّجال على نساء العائلة.
لو أحببت أن تقرأ القيم فاذهب إلى الفيس، وسوف ترى كم نحن مزيّفون، ومترصّدون، وعدائيون. . عفواً هذا ليس تعميماً. ووجود قلّة مختلفة لا تنفي الصّفة العامة.. . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا تريد روسيا حقاً من هجومها على خاركيف؟ • فرانس 24


.. إدرة بايدن وحكومة نتنياهو إلى مزيد من التباعد | #غرفة_الأخبا




.. إدارة بايدن تدرس سبل حماية منظومات الذكاء الاصطناعي الأميركي


.. إسرائيل ترفع جاهزية قواتها في جبهة الشمال مع زيادة التوتر مع




.. جامعة برشلونة تستجيب لطلابها وتقطع علاقتها مع إسرائيل