الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين بعد المجلس الوطني

ناجح شاهين

2018 / 5 / 5
القضية الفلسطينية


بعيداً عن الآيديولوجيا:
ما تغير شيء. وإن كان قد تغير تفصيل هنا أو هناك، فإنه أبسط وأدق من أن يؤثر في مجرى السياسة الفلسطينية الراهنة.
عموماً الألعاب السياسية الفلسطينية هي هي، لم نشاهد جديداً. المثقف مثلاً خادم السياسة والمال واصل أداء دوره الذي اختبرناه منذ أوسلو، وربما قبل ذلك. وينطبق ذلك للأسف حتى على المثقف "الغربي، الليبرالي" عاشق الديمقراطية كما تتجسد في التطبيق الفرنسي والألماني والأمريكي والكندي.
لكن باختصار بقيت اللوحة هي هي. وقد برهنت حماس بتبنيها خيار الطائرات الورقية و"سلمية" مسيرات العودة على حدود القوة الفلسطينية.
إن كان هناك من أمل سياسي واقعي في تغير اتجاه الاستياء على فلسطين حتى آخر حبة رمل فهو رهن بالدور العربي بشكل أو بآخر: سوريا، حزب الله، تغير ما في مصر....الخ
نعلم أن "القومية" الفلسطينية قد تم نفخها عن طريق الأغاني الصباحية في المدارس ووسائل الإعلام لكن الواقع السياسي الصلب هو أمر آخر:
أولاً: لم يكن هناك في أي زمن من الأزمنة دولة من أي نوع في البقعة التي تسمى فلسطين. وينطبق ذلك بالطبع على أوهام التوراة بخصوص المملكة الموحدة التي لم يعد مختص واحد في التاريخ يقبل بأسطورتها.
ثانياً: لم تشكل منطقة فلسطين في أي وقت قوة سياسية أو عسكرية أو اقتصادية مهمة في سياق المشرق "السامي" أو العربي. وقد ظلت جزءاً صغيراً ملحقاً بالقوى الإقليمية الكبرى خصوصاً الحلف المصري/السوري أو الحلف العراقي/السوري.
إن نظرة صغيرة لتاريخ فلسطين الطويل تكفي لندرك أنها لم تمتلك في أي وقت الموارد البشرية أو الطبيعية الكافية لكي تحمي نفسها من العدوان الخارجي أو تقوم بإنجاز التحرير بعد وقوع الاحتلال. من هنا كانت دمشق أو القاهرة أو بغداد هي المراكز التي تنسق الجهود التي تقود إلى تحرير فلسطين.
وفي هذا الزمن المعاصر لا نجد اختلافاً يذكر من هذه الناحية، ويكفي بسرعة أن نشير إلى التدهور العميق الذي اعتور قضية فلسطين بانتقال مصر من مواقع الناصرية القومية إلى مواقع السادات المتخلية عن العروبة لمصلحة مصر الخاصة مثلما توهمها السادات ومجموعة الققط السمان المولودة مع "الانفتاح".
إن ما تعيشه فلسطين الان من تهديد يصل إلى الأسوأ تماماً إنما يتحقق "بفضل" غياب الدور العربي مع التشديد على المراكز المشرقية: بغداد، دمشق، والقاهرة. ويجب أن نعلم بدون أية أحلام عن قومية فلسطينية واقعية أو وهمية أن وجودنا جزء لا يتجزأ من وجود هؤلاء العرب الذين نحب أحياناً أن نتخلى عن انتمائنا إليهم. لكن المعادلة بدون تعقيد هي بوضوح تام: إما أن تكون العروبة ونكون، أو تزول العروبة ونزول.
نحن الان وهنا، في فلسطين في أمس الحاجة إلى الالتفات التام إلى عمقنا القومي العربي خصوصاً قواه الحية. لا نقول ذلك في باب الرومانسية القومية وإنما في باب الواقعية "السوداوية" التي تقرأ أن بوابات دمشق والقاهرة وبغداد هي التي يجب أن نطرق من أجل حشد القوة لمنع الاحتمالات الأسوأ من الحلول بنا. وبهذا المعنى لا نريد لأحد أن "يحمل" العرب (سوريا أو غيرها) أية "جمايل" في سياق ذلك. إننا هنا، الآن في إقليم فلسطين الأشد حاجة إلى العرب سواء أكنا معجبين بهم أم كارهين.
حاشية: يحب البعض منا أن يتصور نفسه أفضل من العرب علماً بأننا امتداد حرفي لإخوتنا من أبناء هذه الأمة التعسة مع أفضلية لهم في التعليم والصحة والاقتصاد...الخ بسبب الظروف "الأفضل" قليلاً التي يعيشونها من الناحية السياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اححححححححا
شجاع وبيخاف ( 2018 / 5 / 5 - 12:06 )
المشكلة الاخطر ان الاحتلال بالمشاركة مع هذه الفئة يسيرون على قدم وساق بهدم المجتمع الفلسطيني وافقاره
لان البعد الاحتلالي والسيطرة على الارض قد فرغوا منه من ايام 67 والاخطر هو تقسيم المجتمع وتفتيته الى فئات لا يمكنها التجانس فيما بعد حتى لو كانت لديها الرغبة
فاليوم انصار اوسلو او التفريط بياخذوا مصاري الصابرين والعاطلين عن العمل الذين هم بازدياد يومي والنتيجة معروفة جفاف لاسباب الصمود والاحتلال لا زال يجتر الارض ولا يلتفت اليه احد وابوات فتح شغلتهم وعملتهم شتم اي معارضة والانتقام منها حتى لو كانت من بينهم ومسرحية اللحظات الاخيرة بالمجلس توضح ما هو غائب عن البعض
فالزعنون اللي معبي كرشه من اموال الخليج التي جمعت باسم الشعب يقولك هو في انتخابات بالليل وكل قرارات هذا الطاقم لا تتم الا بعتمة الاستبداد والاستقواء بالاحتلال في النهار؟؟
والمشهد المسرحى المذهل ان المجلس صوت بالاجماع لمن شرعن سلب فلسطين وربطها استراتيجيتها بقرارات صغار ضباط المنطقة الوسطى للاحتلال
هذا يعطيك فكرة عن اللمة واللمم غير المنتخب الرخيص
الفلسطيني ان لم يجد احد يعارضه يعارض نفسه وهنا اجماع على التفريط
احححححا

اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل