الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد فوز حزب الله

هادي جلو مرعي

2018 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا بعد فوز حزب الله
هادي جلو مرعي
المؤشرات التي تفرزها صناديق الإقتراع في لبنان تؤكد فوز حزب الله وحلفائه بعدد من المقاعد يفوق ماكان يأمله أنصار الشيخ سعد الحريري، ومن ورائهم المملكة العربية السعودية، ودول الخليج والغرب عموما بأن يكون العدد بسيطا، أو غير مؤثر الى الحد الذي يصل الى مستوى الصدمة، لكنها في النهاية نتائج لاتؤكد هيمنة الحزب على وزارات ومؤسسات الدولة اللبنانية، وقد يبقى الحال على ماهو عليه لأسباب بعضها مرتبط بحزب الله نفسه الذي لايريد أن يدخل في صدام مباشر وخطر مع خصومه المحليين المدعومين من الخارج في وقت يعاني هو من ضغوط خارجية تستهدف إيران في الأساس، ومعها القوى المؤيدة لها في العراق وسوريا واليمن ولبنان.
هذا الفوز لايعني الحصول على الأغلبية فالقوى المسيحية والدرزية المؤيدة لحزب الله لايمكنها الركون الى النتائج التي ظهرت لتغيير المعادلة بالكامل. فلبنان لم تنته فيه الحرب الأهلية إلا بإتفاق الطائف الذي جعل الغلبة للدولة، وليست لفصيل سياسي، أو آخر مسلح بمعنى إننا نكون سوية في السلطة، ونوزع الحصص بشرط عدم الإخلال بالتوازن المتفق عليه، وبخلافه فيمكن أن تعود البلاد الى الإقتتال ثانية لأن الأمر لايعني إن الديمقراطية هي الغالبة، بل إن هناك نزاعا بين القوى المختلفة، ولابد من حله على قاعدة: أن يكون الجميع شركاء في الحكم، ولايمكن أن تتشكل حكومة بأغلبية تتيح لحزب الله أن يسير الأمور بالكيفية التي يريد..
فوز حزب الله على أية حال، وإستمرار صمود الحوثيين في الحرب التي تقودها المملكة العربية السعودية منذ أربع سنوات، وإمكانية فوز القوى الشيعية المتحالفة بقيادة الحشد الشعبي في الإنتخابات العراقية يؤكد بما لايقبل الشك إن إيران لاتريد التراجع، أو تقديم التنازلات مادامت ترى إن المكاسب تتعزز في الميدان السوري، في حين إن بيروت تشهد إحتفالات بفوز حلفائها، وهي إحتفالات قد تنتقل الى صنعاء وبغداد ودمشق.
مايكدر صفو التوهج الإيراني في المنطقة هو الإصرار الإسرائيلي على عزل طهران، ودفع الرئيس ترامب الى إتخاذ قرار صادم بإلغاء الإتفاق النووي، أو تعديله على الطريقة الأمريكية، وإضافة ملف الصواريخ الى المفاوضات التي ربما تريد دول الإتحاد الأوربي التي هي جزء من معادلة الصراع البدء بها، وتذهب لجهة تغليب المصلحة الأوربية والعالمية بضرورة الحفاظ على الإتفاق النووي من خلال صيغة يناقشونها مع نظرائهم الأمريكيين تبقي واشنطن فيه، ولكنها تعدل عليه، وتدفع طهران للقبول به لتمضية الأمور.
الملف النووي، والخطر المحدق بإسرائيل، والإنزعاج الخليجي من النفوذ الإيراني في المنطقة، ونقل السفارة الأمريكية الى القدس يعني إن إمكانية الصراع تتصاعد، وإن النتائج التي أظهرتها الإنتخابات اللبنانية تشير الى إمكانية تشكيل حكومات مواجهة مع أعداء إيران.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة