الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام في فكر ومنهج الأستاذ منير شفيق على ضوء كتابه -في نظريّات التغيير-

عمر سعلي
كاتب

(Omar Siali)

2018 / 5 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الأستاذ منير شفيق ،هو الرئيس السابق لمركز دراسات منظمة التحرير الفلسطينيّة ،ولد من عائلة مسيحيّة في مدينة القدس ثم أصبح شيوعيّا ماويا ومؤلفا في هذا المنهج، قبل أن يتحول إلى الإسلام ويكتب ومن ضمن إنتاجه في هذا التحول هذا الكتاب الذي أراده أن يكون أرضيّة لتحالف أو زواج الفكر القومي العربي الهرم مع فكرة الإسلام السياسي الشابة الصاعدة ،وحتى الجهادي الوطني (القطري) إذا ما نظرنا إلى التجربة العمليّة لمنير شفيق في مشاركته في تأسيس كتائب مسلحة جهاديّة ضد إسرائيل .

منير شفيق إذن شخصيّة تمايلت مع كل التيارات التي تقاذفت الشعوب العربيّة في كل مرحلة ، وهذا ما يجعل فهم كتبه وشخصيّتة لا يتأتى إلاّ بفهم عميق لمختلف التحولات والإنتكاسات والتطلعات التي صبغت الفكر والذهن العربي عبر العقود الستين الماضيّة .

منهج منير شفيق هو وليد كما قلنا لحالة الذهن العربي ، ووليد كذلك لتجربته الشخصيّة ونفسيته ،فهو الشيوعي الماوي الذي وجد أمامه الدولة الصينيّة الماويّة منكفئة على نفسها بلا دعم ،ولا مساندة سياسيّة لمستلهمي التجربة الحركية للزعيمها ماو الذين يزجون ويعذبون في السجون العربيّة،كما وجد أمامه أيضا فكرا قوميّا هرما شبه منبوذ لا يحيا إلا في الأبراج العاليّة للمثقفين والعسكريين .كل هذا شجع هذا الفسطيني الوارث لهم تحرير بلده فلسطين وهموم تغييريّة أخرى بأن يحاول التفكير في صياغة منهج ذاتي ،وهو ما يمكن أن يكون نظريّة نابعة من خصوصيّة التاريخ والثقافة العربيّة والإسلاميّة ،نظريّة تنتج حركة قادرة على النفير أكثر من كل نظيراتها إلى تحرير الشعوب العربيّة وهزيمة إسرائيل .

لقد رأى منير شفيق من ناحيّة الفكر أن الدين والدين الإسلامي بالخصوص قد أصبح مكونا أساسيا من مكونات هويّة الشعوب العربيّة والإسلاميّة ، وأن قوة هذه الشعوب واستثارة سيكولوجيتها ومخزون قوتها لن يتأتى كاملا إلاّ بتثوير هذا الجانب ،هذا من جانب النظر ومن جانب العمل أخذ الكاتب سيرة الرسول وتأويلاته للنصوص ،سواء من السنة أو من القرآن على كونها قواعد سياسيّة صالحة بأن تجيب عن مأزق سياسات وتحالفات الحركات الثوريّة بالعالم العربي .

ومن ناحيّة العمل نظر الأستاذ منير شفيق إلى الحركة من منظور غريب وهو دعوته إلى نبذ الخلافات والإختلافات وتصويب نضال جميع المكونات إلى هدف تكتيكي واحد محدد أو كما سماه هو بالهدف الوسيط الذي حدده في تحرير فلسطين .

وهنا المنطقة ، حيث حديث التحالفات ،الأكثر رخاوة في اجتهاد منير شفيق ،إذ وسعوه النقاد تدقيقا وعاتبوه وتساءلوا معه إن كان من ينجز معه الهدف التكتيكي سيواصل معه لإنجاز الهدف الإستراتيجي أم سيلغيه من واقع أمر تحقيق الهدف المشترك ،وخاصّة إن كان المتحالف معه ذوا أفق وطني ضيق غير قومي أو إسلامي ،إذ سنتهي معركته هو في إنجاز الدولة وتحقيق الإستقلال لقطره فقط ،وأبعد من ذلك وأخطر إن كان حليفه مبنيّا بناءا إيديولوجيّا فهو سيذبحه من أول انفراج في ظروف الإشتغال ،خصوصا إذا كان من الحركات الإسلاميّة المتطرفة التي لا ترى الإسلام في المبادئ والشعارات وإنما في تطبيق الأحكام والحدود.

هذا،إن لم نذهب أبعد من ذلك مع الأستاذ منير شفيق ونحاكمه على فهمه للتغيير ،فهو واضح من خلال الكتاب وطرحه في التحالفات أنه لا يرى في التغيير إلاّ الفعل المادي فقط ،مع أن التغيير عمليّة شاملة ،فكريّة وثقافيّة ونفسيّة ..،فكيف يمكن أن تنجز تحالفات في العمل المادي وتدافع عنها في الوقت نفسه الذي أنت تقوم بتثقيف جهورك وتعلمهم فن مقارعة المنافس والخصم معا ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24