الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجدع جدع والجبان جبان...في المصريين أو الأمريكان

طارق المهدوي

2018 / 5 / 12
سيرة ذاتية


قبل ثلاثة عقود زمنية أوفدتني جهة عملي كالمعتاد لحضور احتفال السفارة السوفيتية في حي الدقي القاهري بعيد النصر، حيث قام السفير السوفيتي الذي أصبح فيما بعد وزيراً في بلده بإصلاح سوء تفاهم كان قد حدث بيني وبين صديقي الصحفي المصري الشاب أيمن نور، ثم قام السفير بتقديمنا سوياً عقب تصالحنا على يديه إلى ضيوفه الإعلاميين والصحفيين السوفييت والأجانب ومن بينهم أمريكية شابة، كانت صحيفتها الأمريكية قد نقلتها لتوها من موقعها السابق كمراسلة لصحيفتها في موسكو إلى موقعها الجديد كمراسلة لصحيفتها في القاهرة، ونظراً لامتداد الاحتفال إلى ما بعد منتصف الليل فقد اصطحبتُها معي في سيارتي لتوصيلها إلى مقر مكتبها وسكنها بحي الزمالك والذي لم تكن قد عرفت بعد كيف تعود إليه من حي الدقي، ونظراً لأنني كنت قد أفرطتُ في الشراب لمجاملة هذا وذاك من المشاركين في الاحتفال فقد ردت لي الجميل بتصميمها على استضافتي حتى الصباح، وسرعان ما استنجدت بي الصحفية الأمريكية الشابة لإنقاذ حياة خطيبها المهندس المعماري الشيوعي المسلم الذي أصبح لتوه بوسنياً بعد أن كان يوغوسلافياً، والمحاصر في سراييفو بعد وقوعه بين مطرقة فاشية القوميين السلافيين وسندان فاشية الإسلاميين البوسنيين رغم اعتراضه على ممارسات هؤلاء وأولئك، ولعلها لا تعلم أنني اتصلتُ بكل الذين أعرفهم من الجانبين السلافي والإسلامي لضمان عدم التعرض له إلى حين مغادرته، ولعلها لا تعلم أنني اتصلتُ بكل الذين أعرفهم من المسؤولين في مالطا ثم في ليبيا ثم في السودان لتأمين رحلة مغادرته التي انتهت في ضيافتي داخل فندق الأكروبول بالخرطوم حيث كنت قد توليتُ لتوي موقع المستشار الإعلامي للسفارة المصرية في السودان، لكنها حتماً تعلم أنني اتصلتُ بها من الخرطوم وهو بجواري وحتماً تعلم أنني سهلتُ وصولها في اليوم التالي إلى الخرطوم كي تلتقيه، وحتماً تعلم أنني رتبتُ ونفذتُ من خلال صديقي الشيوعي السابق وزير العدل السوداني جميع الإجراءات الرسمية لزواجهما، وحتماً تعلم أنني بصفتي الدبلوماسية منحتُ زوجها تأشيرة دخول وإقامة في القاهرة رغم حمله لجنسية كانت محظورة آنذاك، ولعلها لا تعلم أنني اعتذرتُ لزملاء عملي عن تجاوز بعض الاعتبارات الإدارية بسبب حماسي الزائد لها ولخطيبها وهو الحماس الذي أوقع بين كبار المسؤولين في القاهرة صراعاً مستعراً كانت له عدة آثار سلبية على مستقبلي المهني، ولعلها لا تعلم أنني قدمتُ اعتذاري وتقبلتُ الآثار السلبية لهذا الحماس وأنا سعيد لأنني نجحتُ في الدفاع عن حق إنسان مسالم في الحياة وعن حق خطيبين متحابين في الزواج، ثم ما لبثت الصحفية الشابة أن أنهت مدة عملها كمراسلة لصحيفتها الأمريكية في القاهرة وعادت بصحبة زوجها المهندس البوسني إلى بلادها، حيث ظلت تصعد لأعلى السلم الصحفي طوال العقود الثلاثة المنصرمة إلى أن أصبحت حالياً واحدة من أكبر الصحفيين الأمريكان ذوي الكلمة المسموعة والمؤثرة في الداخل والخارج، وقبل أيام غلبني الحنين فأرسلتُ لها على البريد الإلكتروني وعلى صفحتها الفيسبوكية وعلى حسابها التويتري تحياتي فردت فوراً بتحيات وأشواق منها ومن زوجها قائلة أنهما لا ينسيان أبداً شجاعتي معهما، مما شجعني على إبلاغها بأن الأهوال التي سبق لي أن أنقذتُ زوجها منها في تلك الأيام قد حاصرتني من كل صوب وأصابتني بكل شر دون أن أجد في هذه الأيام من ينقذني أو حتى يربت على كتفي، فلم ترد!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو