الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباك المثقوبة!

محمد ابداح

2018 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


كثر في الآونة الأخيرة حديث بعض النقاد والمعارضيين السياسيين عن قصة الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد أل مكتوم وعن سر اختفاءها، وحبسها من قبل أبيها، وكأن حال هؤلاء النقاد كمن يحاول صيد السمك في شباك مثقوبة، ففيما يتعلق بأمر الشيخة لطيفة فقد قدر لها ان تكون ابنة حاكم ثري واي حاكم هو ابيها ! وحين يكون الحال كذلك فيجب العلم بأن كافة تحركاتها هي وأمثالها من أبناء الحكام والأمراء ورجال الأعمال الأثرياء مراقبين باستمرار من قبل مافيات دولية للخطف، حيث أن الخطف مقابل طلب الفدية تحوّل إلى مهنة للكسب السريع. كثيرون من زعماء الجريمة المنظمة لديهم يقين بأن مقايضة البَشر بالمال أكثر درّاً للربح من أي مجال آخر. فلم تعد تجارة بيع المخدرات والأسلحة في السوق السوداء تدر ارباحا كبيرة لتلك العصابات الدولية نتيجة التضييق الدولي على المصادر والقنوات التسويقية البحرية والبرية والجوية للسوق السوداء من جهة، ولاحتكار تلك التجارة جهارا نهارا اشرافا وتنفيذا لصالح دول بعينها كالولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وغيرها من جهة ثانية، وعليه فالمبلغ الذي يُجنى من بيع صفقة سلاح، لا يستحق الذكر أمام الملايين التي يمكن تحصيلها من خطف أمير أو أميرة أو شخية مثل المدعوة الشيخة لطيفة والتي ملت من حياة البذخ وروتين القصور وضجت من صحبة رجال الأمن والحماية الخاص بها والملازمين لها على الدوام، وفضلت أن تعيش مغامرة عاطفية قد تتحول لرواية أدبية لاحقا، إن الشيخة لطيفة وأمثالها لن ترضى بكل المعارضين والنقاد السياسيين للإمارات حتى بكلسون بكيني تتجول به على شواطي الكاريبي، بصحبة مروض الخيول الإسكتلندي والذي يعمل في إسطبلات والدها للخيل في أبو ظبي، إن الشيخة لطيفة لو أرادت أن تكون طبيبة أسنان أو أطفال أو صاحبة جمعية خيرية انسانية لفعلت ولوافق والدها، لكن هي آثرت التمرد ونسيت العواقب، وهي ان نجحت في الهروب مع مُدرستها الخاصة وصديقتها البريطانية ومدرب الغوص الخاص بها، فلن يحميانها من الوقوع بايدي مافيات الخطف الدولية، وإن لطمة واحدة من أحد رجال المافيا الروسية ستنسيها حليب امها التي رضعته، وفي النهاية ستبكي لأبيها والذي سيدفع الفدية بالملايين ليس من ماله الخاص ولكن من خزينة المال العام المنهوب، وعليه يمكن تفهم الدوافع السياسية والإنسانية التي جعلت البعض يطبل اعلاميا على قضيتها، وحقها في الحصول على حريتها بعيدا عن رجال الأمن والحماية الخاص بها، لكن في المقابل لا يمكن التغاضي عن احتمالية خطفها ومساومة أبيها على دفع فدية مالية أوحتى سياسية، وليس دفاعا عن أبيها لكنه ليس ساذجا لكي يخاطر بمثل هذه الأمور حتى ولو على حساب الحرية الشخصية للشيخة لطيفة والتي واضحا من خلال مغامراتها الصبيانية انها لاتقدر عواقب تصرفاتها الغير مسؤولة كونها ابنة حاكم ثري قد يستغلها الكثيرون، ثمة العديد من الأمراء يعيشون في أوروبا ويمارسون كافة أنشطة حياتهم اليومية لكن ضمن حماية رجال الأمن الخاص بهم، غير أن الشيخة لطيفة تود أن تمارس مغامراتها بعيدا عن الحماية الأمنية وهذا أمر يخلو من الحكمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل