الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في تعقل المتاهة السياسية

هيثم بن محمد شطورو

2018 / 5 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


"أن الوجوه المتـنوعة التي للسلوك السلبي للوعي، أعني وجه الريـبـية من جهة، و وجه المثالية النظرية و العملية من جهة أخرى، تُمسي أشكالا تابعة بالنظر إلى الشكل الذي يكون لهذا التعقل المحض.."
(هيجل ـ فينومينولوجيا الروح)..
من خلال هذه الأسطر الموجزة و العميقة جدا لهذا الفيلسوف مثل كل ما سطره في كتابه الرئيسي المذكور، يمكننا الخروج بقانون عام في تاريخ الوعي الذي هو التاريخ الانساني..
التعـقل المحض مثلا في زمن الوحي قد تحول فعلا الى تعلق بأشكاله و هو ما ظهر فيما سمي الشريعة الاسلامية و المذاهب النـقلية و مدرسة الحديث الى غاية اقـتصار الديني تـقريـبا في العبادات و التحريمات اليوم..
كذلك كيف تحولت النظرية الثورية الماركسية كتعـقل محض للثورة ضد الرأسمالية الى تعلق بالأشكال التابعة لها و بالتالي ليس بمضمونها، مثل هذه الأشكال هو تـقديس البروليتارية و الدولة الشيوعية.
هذه الدولة البيروقراطية كما ظهرت كتجسيد لنـقيضها النظري من حيث تحولها الى رأسمالية الدولة، و حلول طبقية الحزب الشيوعي المتحكم في الدولة و المتحول بدوره في معـظمه الى مجرد انتهازيـين تابعين لأرفع أشكال الماركسوية.
أما الماركسية العربية فهي لم تكن إلا تابعا لشكل الثورة البلشفية تردد ترانيمها بقدسية و عجزت عن بناء نظري ثوري عربي بروح عربية لأنها في النهاية ليست بثورية حقيقية و انما تابعة لبعض أشكال التعقل الماركسي للثورة في العصر الحديث، و بالتالي لازالت الى اليوم و كأن الاتحاد السوفياتي و المنظومة الشيوعية لم تسقط، و كأن العالم العربي لم يعرف زلزالا رهيبا منذ حرب الخليج في 1991..
و كذلك الرأسمالية بدورها هي ليست سوى تابعة لأشكال التعقل المحض لفلسفة الحرية المعروفة بالأنوار، فالحرية تحولت الى مجرد مؤسسات و اشكال تعبير و ليست مضامين حية إلا كمظاهر باهتة عبر قنوات تلك الأشكال و دليل ذلك اننا نشاهد باستغراب اليوم كيفية تعامل البوليس في أمريكا مع الامريكان ذوي الاصول الإفريقية كما ان الحرية تـتـناقض تـناقضا جوهريا مع قمع الحركات العمالية في امريكا في بداية القرن العشرين، بل الى اليوم فالحرية تـتـناقض مع واقع الاستغلال الامريكي في الداخل و الخارج..و بشكل عام بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فهي بقدر ما تحاول تجسيد فكرة الممثل الأبرز لليبرالية و المدافع عن الحرية بقدر ما يتجلى هذا الوعي السلبي واقعيا بكونها تمثل أكبر مهدد لحرية الشعوب و السلام العالمي..
و مشكلتـنا الجوهرية الآن في واقع ثورة الشعوب العربية، أن الواقع تحرك و الوعي السياسي العام يبحث عن معقوليته وفق الأشكال الميتة لليـبرالية و الماركسية و الاسلام.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا