الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملخص وكلام في كتاب _الرواية والإيديولوجيّة _ للكاتب الجزائري عمّار بلحسن.

عمر سعلي
كاتب

(Omar Siali)

2018 / 5 / 18
الادب والفن


في هذا الكتاب يحاول صاحبه أن يسلط الضوء على العلاقة والتفاعل الممكن بين الأدب والإيدلوجية .
وقبل ذلك نجد الكاتب في بداية الكتاب قد بدأ مُوسّعا بحثه إلى مناقشة قبليّة لمفهوم الإيديولوجيّة، إذ نقل كلام بهذا الشأن عن ميشال سايمون في قوله :" إن الإيديولوجيا هي تصور العالم الذي يشمل جانبا نظريّا (فكريّا) وجانبا تطبيقيا (عمليّا) لكونه إطارا للنشاط يتجسد كإيمان واعتقاد وتترجمه عيانيا مواقف وممارسات ونشاطات ملموسة" .

في هذا الصدد ينقل أيضا عن المفكر الإيطالي أنطونيوا غرامشي ما قوله عن الإيديولوجيّة بكونها " تصور للعالم يتجلى ضمنيّا في الفن ،والقانون والنشاط الإقتصادي ،وفي جميع تظاهرات الحياة الفرديّة والجماعيّة".
من هنا بدأ صاحب الكتاب كل بحثه على أساس اجتهادات غرامشي ،ليس في علاقة الفن بالإيديولوجيّة فقط ،وإنما في نقاش الإديولوجيّة والفلسفة نفسها ،إذ يقول كاتبنا " إن الفلسفة المعلقة بين السماء والأرض ،والمنفصلة عن ضجيج التاريخ وتحولات المجتمع والصراعات الإنسانيّة، هي هشّة مشلولة وبدون فاعليّة ،وحدها الوحدة الفلسفيّة (البراكسيس) كتجسيد للعلاقة الجدليّة ،بين الأفكار وحركاتها والجماهير ،هي التي تحقق الوجود الفاعل والعياني لأي نسق فكري ،وتعطيه وحدته وقدرته على فهم وتغيير العالم ".

وهذه خلاصة ومقدمة في نفس الوقت ،نجد أن الكاتب اتخذها في تعبيراتها المتعددة أساسا لبناء أطروحته حول العلاقة المفترضة بين الأدب والإيديولوجيّة .وقبل دخوله صلب مناقشة أطروحته في الجزء الثاني من الكتاب نقف عند الكاتب وقد عالج أفكار مهمة ،منها ذكر وشرح التقسيمات الغرامشيّة الأربع للإيديولوجيّة وهي : أوّلا ،الفلسلفة ،وثانيا الدين أو الإعتقاديّة ،وثالثا الحس المشترك ورابعا وأخيرا الذي سماه الفلكلور .

وفي الإيدولوجيّة نفسها يستفيض الكاتب في الدفاع عن التمييز الذي وضعه غرامشي بين الإيديولوجيّة العضويّة والأخرى المبتذلة و ينقل عن غرامشي ما نصه :" يجب إذن التمييز بين الإيديولوجيّة العضويّة تاريخيّا ،الضرورة لبنية معينة ،والإيديولوجيا المبتذلة ،العقلانيّة ،المرادة ،فضرورة الأولى تاريخيّا تعني أن لها مفعولا وصحة شرعيّة وفاعليّة سيكولوجيّة ،إنها تنظيم الجماهير الإنسانيّة ،وتكون الميدان الذي يتحرك فيه الناس ،ويكتسبون داخله الوعي بمواقفهم ،ويناضلون .
أما (ابتذاليّة ) الثانيّة فتظهر في أنها لا تخلق شيئا غير الحركات الفرديّة والمجادلات.. إلخ".

ومن الدفاع عن إنزال الفلسلفة إلى الواقع العملي ينتقل بنا الكاتب إلى المعالجات الغرامشيّة لمفهوم المثقف، وبما وسعه في هذا المفهوم، الذي جاوز ما أعطاه له ماركس من مضمون ضيق يقتصر على الفكر فقط بدون ما أضافه غرامشي في شمل الأعمال التربويّة والثقافيّة والأخلاقيّة والصحفيّة والفنيّة إلى مفهوم المثقف ،الذي بحسب نفس المفكر يكون مثقفا عضويا إلّا إذا كان فقط مرتبطا بصراع طبقته ارتباطا معلنا صريحا في الواقع والفكر ،يدافع عن طبقته ويسلحها بالمواد الفكريّة التي تربط واقعها المادي ( البنية التحتيّة) وواقعها الفكري (البنية الفوقيّة) ويقوم على خلق ونشر الإيديولوجيا وضمان انسجام وعي الطبقة التي ينتمي إليها .

في الجزء الثاني من بحث الكاتب ،وهو العلاقة بين الأدب والإيديولوجيّة ،نجد الكاتب يحذر بادئ ذي بدء من النزعات المثاليّة أو المكانيكيّة ،سواء التي ترى الأدب مجرد انعكاس بسيط للعلاقات الإجتماعيّة أو الصراع الطبقي وتبحث عن الإيديولوجيّة في مضمون النص الأدبي ،أو النزعة التي تنحوا اتجاه "نظريّة استقلال الأدب" عن الإيديولوجيا والمجتمع كله ، وكونه إنتاج لغوي عشوائي لا تهم فيه إلاّ اللغة والجماليّات .

والكاتب من بين هاتين النزعتين ،يخرج بمنهج ذاتي شارحا : " ..وللخروج من هاتين الدائرتين المغلقتين اللتين تبدوان كطرفي نقيض ،نعتقد أن الصيغة العلميّة لدراسة العلاقة بين الإيديولوجيّة والأدب هي الصيغة التي ترى هذا الأخير ممارسة إيديولوجيّة مشروطة بزمانها ،وتتم تطبيقيا في حقل اجتماعي _إيديولوجي محدد ،فالأدب لا يظهر هكذا من العدم ،أو ينزل عن طريق شياطين وعفاريت الإلهام كما يتشدق النقد المثالي الغيبي ،إن الأدب مشروط بسياق سوسيو_تاريخي ،محدد على مستوى الكتابة بالأدوات والتقنيات والتراث الأدبي_التصوري الذي يجده الكاتب كمنهج ذهني أمامه ،وعلى مستوى الممارسة بالإيديولوجيّة أو الإيديولوجيات المتصارعة في ظرفيّة تاريخيّة معينة من تطور المجتمع وعلاقته الإجتماعيّة الطبقيّة.
إذن هناك علاقة حميمة بين الإيديولوجيا والأدب ،علاقة كون الأدب شكلا من أشكال الإيديولوجيا وخطابا خصوصيّا من خطاباتها ،فهو من إنتاجها .."

وبهذا يخلص الكاتب في النهاية إلى أن "الأدب ليس مضمون ايديولوجيا له شكل أدبي جمالي أو بناء معين للإيديولوجيا العامة أو نسقا لغويا يعيد إنتاجها أو كتابة شفافة واضحة للرؤية الإيديولوجيّة للكاتب ،إن الأدب والتاريخ والزمن والعلاقة الإجتماعيّة تشكل وحدة متناقضة وديناميكيّة معقدة ،ذلك أن علاقة الأدب الموضوعيّة بالإيديولوجيا تظهر في كونه أنتج تحت تأثيرها ،وفي كونه هو ينتج آثارا إيديولوجيّة ،لذا فالإيديولوجيّة العامة تبدوا مضمرة ومخفيّة في النص الذي تكشفه وتكشف بالتالي إيديولوجيته لتصبح صريحة."

وفي الأخير وفي ظرف عشرين صفحة تقريبا يقوم الكاتب باتخاذ مثال الرواية من بين الأشكال الأدبيّة كمثال تطبيقي لمنهجه ،مدافعا عن اختياره ومعززا له باقتباسات كثيرة لتحليلات قدمها مفكرون أغلبهم يساريون للرواية والنص الأدبي بالخصوص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا


.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف




.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??