الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمد لطفي السيد

فهد المضحكي

2018 / 5 / 19
سيرة ذاتية


أحمد لطفي السيد المفكر المصري المولود عام 1872 الذي يعد من قادة التنوير والتثقيف في مصر في القرن العشرين، الملقب بأستاذ الجيل وصاحب المقولة المشهورة «الاختلاف لا يفسد للود قضية»، تبنى المفهوم الليبرالي للحرية في أوروبا مناديا بتمتع الفرد بقدر كبير من الحرية، نادى بتحديد مفهوم للشخصية المصرية، كما نادى بتعليم المرأة، وتخرجت في عهد رئاسته للجامعة أول دفعة للطالبات.

من جملة ما كتب عن تاريخ هذه الشخصية الوطنية الليبرالية أنه تأثر بالشيخ محمد عبده الذي تعرَّف عليه في أثناء دراسته وشجعه؛ لما رأى تميزه في الكتابة وميله إلى الحرية والديمقراطية، كما تأثر بأفكار جمال الدين الأفغاني، فكانت مدرسة لطفي السيد امتدادا لمدرسة الشيخ محمد عبده في اعتناقها للإصلاح والتطوير وابتعادها عن العنف السياسي.

كتب المفكر حسين مروة عندما ذكر اسم أحمد لطفي السيد، تذكره محطات مهمة من تاريخه وتاريخ مصر، وتذكر مع تلك المحطات أدواره المهمة فيها. هذه المحطات هي أولاً تلك المتصلة ببواكير شبابه عندما شارك مع عدد من وجوه الحركة الوطنية المصرية في عمل ثوري سري انتهى بتأسيس الحزب الوطني برئاسة مصطفى كامل.

وهي ثانيا إصداره «الجزيرة» التي كان يعبِّر فيها مع وجوه فكرية وسياسية مصرية نهضوية عن مطامح الشعب المصري في الحرية، وأسس معها «حزب الأمة»، وثالثا ترؤسه الجامعة المصرية التي صارت في مطلع الخمسينات تحمل اسم جامعة القاهرة. وهي واحدة من أقدم وأهم وأرقى الجامعات التي عرفتها البلدان العربية قبل حصولها على استقلالها حتى أيامنا هذه، وكان للسيد دور مهم في تطويرها عندما ترأسها لفترتين، وهي رابعا ترؤسه دار الكتب وترؤسه المجمع العلمي العربي، وتوليه وزارة المعارف.

ومن أهم هذه المحطات في حياة أحمد لطفي السيد هي مشاركته في ثورة عام 1919 بزعامة سعد زغلول.

كانت سياسة «الجزيرة» التي أسسها السيد تقوم على النضال لتكون مصر للمصرين، وأن تتحرر من «الجامعة الإسلامية» التي كان قد أسسها السلطان عبدالحميد الثاني.

فقد كان هم السيد على الدوام الدعوة إلى حرية مصر واستقلالها. يقول السيد في سياق حديثه عن «الجامعة الإسلامية» التي أعلن رفضه لها بحزم: «بعد أن رأى القارئ أن الجامعة الإسلامية لا أثر لها في مصر ولا نظن لها وجود في غير مصر، وأنها على هذه الصفة من العدم ليس من شأنها أن تزيد الجفاء بين الشرق والغرب، ولا أن تصلح ذريعة لرجال السياسة الأوروبية يتخذونها سترا يستر أعمالهم في الشرق».

يقول الدكتور حسين فوزي النجار في كتابه عن أحمد لطفي السيد كانت الترجمة جزءا من رسالة الأستاذ لامته ودعما لأفكاره التي نادى بها، فعلى الأمم التي تخلفت لا سبيل لها إلا أن تلحق بما فاتها من علوم وفنون وفي الترجمة، ما يسد حاجة الأمة ويهديها إلى المعرفة، وهي ألف باء النهضة في كل أمة وفي كل زمان، وبهذا المعيار المنطقي الدقيق لفضل الترجمة على النهضة، أقبل على ترجمة أرسطو، فالترجمة في نظر السيد وسيلة وليست غاية، وهي أنفع من التأليف في بداية النهضة. استغرق الأستاذ في ترجمة أرسطو قرابة ربع قرن، ومترجم أرسطو أراد أن يعرف الناس بالسياسة عند أرسطو ويهدي الناس إلى أقوم وسائل الحكم التي تحقق حرية الفرد وحرية المجتمع، فهو كأرسطو يبحث في تدبير شؤون الدولة ليكون «سكانها فضلاء»، وتنقل إلينا «الأهرام» عن الكاتب محمد أبوالعنين أن ديمقراطية أحمد لطفي السيد كانت سببا في إخفاقه عندما رشّح نفسه لعضوية البرلمان عن دائرة الدقهلية، فقد خاف المرشح المنافس له من مواجهته، فاستغل الجهل وحداثة كلمة الديمقراطية في العشرينات من القرن الماضي، وأشاع في محيط الدائرة أن أحمد لطفي السيد ديمقراطي، وأن الدولة تعني الكفر، متهما لطفي السيد استبدال إيمانه بالله بالديمقراطية، وانتشرت الشائعة في القرى ولاقت سخط أهل الدائرة على المرشح «الديمقراطي» الذي يدافع عن قضاياهم وحقوقهم، بعد ما أقسم لهم المرشح المنافس أن لطفي السيد ديمقراطي وحذر أهل الدائرة من انتخاب السيد؛ معللاً بأن ذلك ترك للإسلام واعتناق للديمقراطية، وانتظر أهل الدائرة المؤتمر الانتخابي لأحمد لطفي السيد، وسألوه هل صحيح أنت ديمقراطي؟ ورد عليهم السيد نعم أنا ديمقراطي، وعندما تأكدوا أنه ديمقراطي انصرفوا عنه.

يقول عباس محمود العقاد عنه إنه كان في فكرته «أفلاطونيًا» بجميع معاني الكلمة، من غير منفعة أو بغير داعٍ من دواعي الأنانية، وإن الرجل العام ينبغي أن يعيش للمصلحة العامة تطوعا وألا يشتغل بخاصة أموره الشخصية؛ لأن الدولة التي يتجرد لخدمتها هي التي تتكفل له بكل وسائل التفرغ لتلك الخدمة.. هذا هو دستور الحكم الأفلاطوني، وقد كان «أحمد لطفي السيد» يعيش فعلاً على وفاق هذا الدستور.

في حين يقول طه حسين عن السيد: «لست أعرف له نظيرا في الكتابة، ولا في التفكير ولا في الترجمة، وأزعم أن ليس بين المصريين وغير المصريين من يستطيع أن يجد له نظيرا في هذه الوجوه الثلاثة».

توفي أحمد لطفي السيد في 5 مارس عام 1963، وله عدة مؤلفات، منها «صفحات مطوية من تاريخ الحركة الاستقلالية»، و«تأملات في الفلسفة والأدب والسياسة والاجتماع»، وترجم عـدة مؤلفات لأرسطو، منها «علم الطبيعة»، و«السياسـة»، وله كتاب عن مذكراته، عنوانه «قصة حياتي»، وغيرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو