الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من بقايا الذكريات …………الجزء الثالث

عامل الخوري

2018 / 5 / 19
سيرة ذاتية


من بقايا الذكريات …………الجزء الثالث

عامل الخوري
منذ اللحظة سوف لا أقول صديق اخي*** ، بل رفيقي الذي جاء باتجاهي وانا ابحث عن محله في مدينة الشعب .
قال لي الرفيق ، ستبقى هنا آمناً لحين تدبير جميع الأمور للمرحلة التالية ، جهّز لي فراشاً ، انام في المحل ويغلق عليّ ( الكبنك) بعد ان يجهزني بما احتاج من مأكل و مشرب ، ثم يأتيني صباحاً ليبدأ هو عمله ، وقد اتفق معي ان يعطيني مكاناً ، امتاراً من محله مع قطع من الحديد اتعلَّم عليها ( مهنتي الجديدة )( لحيمچي) لابعاد الشبهات عن الوجه الجديد في المنطقة ، أصبحت لاحقاً مهنتي في السويد لسنوات عديدة حتى أصبت بالربو فتركتها.
بدأ يتردد على المحل شاب جميل ممتلئ حيوي ، احسست انه يراقبني من بعيد ، الا اني كنت مطمئناً له ، حيث كان يتحدث باستمرار مع الرفيق ويتبادلان الضحك والمزاح .
بعد يوم طلب مني رفيقي الصعود معه و بصحبته ذلك الشاب الى سيارته ، قادتنا السيارة الى ستوديو للتصوير ، اخذت لي بعض الصور الشخصية ، ثم اخذها الرفيق معه و أعادوني الى المحل .
في اليوم التالي ابلغني الرفيق بأنني سوف اسافر ليلاً الى الموصل ، وسلمني هويةً غرفة تجارة بغداد و عليها صورتي ليوم أمس قائلاٍ ، فجراً في الموصل سوف يكون احد الرفاق باستقبالك و هو يعرفك ، تساءلت مع نفسي كيف يعرفني وانا لم ارى الموصل منذ عام ١٩٥٩ وكنت آنذاك في السنة الثامنة من عمري .
هكذا صعدت القطار مودعاً رفيقي و شاكراً له المساعدات التي قدمها لي بعد ان دسّ في جيبي قطعتي نقود خضراوتين ذات( خمسة و عشرون ديناراً) وكان مبلغاٍ كبيراً آنذاك مع كروصين من السكائر حيث كنت مدخناً شرهاً .
حوالي الخامسة صباحاً وصل القطار الى الموصل ، وفِي المحطة وجدت ذلك الشاب الجميل بانتظاري مرحباً بي .كان ذالك في بداية شهر شباط عام ١٩٨١.
ركبنا سيارته ولا ادري الى اين نحن متوجهين ، فكما قلت لا اتذكر من الموصل شيئاً إطلاقاً سوى لهجتها ، فأنا ابن الموصل أصلاً . نزلنا امام باب بيت ، وصعدت معه الدرج على ما اتذكر ، هي غرفة نوم العائلة ، كانت زوجته صاحية تستقبلنا و أطفال مازالوا نائمين ، جهزت لنا الافطار ، ثم اخرج الرفيق من الخزانة صورة لطلاب مدرسة ابتدائية ، سائلاً هل تعرف أحداً ، نعم بالتأكيد ، هذا انا هنا ، في مدرسة الوطن الابتدائية في السليمانية ، وقال لي مؤشراً على صورة طالب آخر ، هذا انا ، كناّ معاً في نفس الصف عام ١٩٦٢ في السليمانية . أصدقاء طفولة ، و رفاق في الحزب الشيوعي ونحن كبار ، منذ اللحظة تبدأ حياة البيوتات الحزبية التي سردتها في تواريخ سابقة .
الذكر الطيب ابداً رفيقي و صديق طفولتي الشهيد الخالد مثنى محمد لطيف القصاب ، سكرتير محلية نينوى وقت استشهاده على أيدي بقايا البعث الفاشي في الاول من آيار عام ٢٠٠٧ . نم قرير العين فأولادك الاحبة رفعة راس للعراق و الحزب

*** الرفيق المذكور أعلاه هو ( كريم الزكي ) عضو هيئة تحرير الحوار المتمدن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو