الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران الملالي في متلاطم العواصف ومرمى المقاومة

صافي الياسري

2018 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



ايران الملالي في متلاطم العواصف ومرمى المقاومة
*** ماذا تعد لنا المقاومة الايرانية في مؤتمرها العام في حزيران المقبل؟؟
صافي الياسري
تبدو ايران الملالي راهنا كسفينة في متلاطم العواصف ولجج البحر الهائج وقد ابتعدت عن بر الامان وساحل السلامه ، فاينما التفت الملالي ثمة عاصفة تمزق اشرعة السغينة وموج يهدر حولها مهددا بتحويلها الى نثار لا يصلح الا ان يكون حطبا .
في الداخل الانتفاضة الشعبية والاحتجاجات والاضرابات التي تعم غالبية المدن الايرانية كبيرها وصغيرها وحتى قصباتها وقراها ،وقد تعددت العواصف والرياح الهوج وهي تقلب السفينة اعلى واسفل وعلى الجوانب ،فمن الغلاء والبطالة والتضخم وانهيار العملة ،الى العقوبات التي فرضت مجددا على النظام اثر انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع ايران ،الخطر الداهم الذي يهدد بعزلة دولية ستفرض على ايران بحيث يشمل منعها من بيع نفطها وعقد اتفاقات وعقود مع الشركات الدولية والتعاون الاقتصادي مع دول العالم ما يهدد بخنقها اقتصاديا لتزداد ازماتها داخليا اشتدادا والتهابا وهو ما يحدث اليوم حيث تنتفض مدن مثل كازرون والاحواز وغيرها حتى طهران وتشمل الانتفاضة كل مكونات وخيوط نسيج المجتمع الايراني وبخاصة الطلبة والشباب والمرأة والمهنيون واصحاب الاعمال الحرة التي فقدت الكثير من قدراتها على تشغيل الالاف من الايدي العاملة وتحريك الالية الحياتية اليومية وبخاصة في ظل اتساع نطاق الفساد المالي والاخلاقي وسرقة ونهب اموال المودعين وعدم الوعد باعادتها ،ما احرق قلوب الالاف منهم ،و تردي العملة الايرانية غير المسبوق وانسداد الافاق بوجه عمليات انقاذ من حكومة روحاني بسبب عجزها عن مواجهة العواصف التي تهدد بنسف اركانها واركان النظام برمته على وقع الهتاف الشعبي الذي تبدل من الموت لاميركا الى الموت لخامنئي والملالي وولاية الفقيه والتهديد باستخدام السلاح، وعدم فعالية القمع والترهيب في تحجيم الانتفاضة الشعبية فضلا على الصراع المضطرم بين عقارب النظام ما يجعله اكثر هشاشة من اي وقت مضى ويقرب من نهايته ، ولم تنفع عمليات حجب التطبيقات الدولية قي التواصل الاجتماعي والمؤسساتي الا في زيادة الغضب والكراهية الشعبية فقد حرم حجب تطبيق تلغرام وانستغرام اربعين مليون ايراني من مستخدمي هذه التطبيق من التواصل فيما بينهم واغلق اكثر من ربع مليون وظيفة كانت تشغل على هذه التطبيقات بعد فشل التطبيقات المحلية في الحلول محلها ،ونظيف هنا نقطة اخرى شديدة الاهمية تتعلق بازدياد المقبولية والدعم الدولي للمعارضة الايرانية – المجلس الوطني للمقاومة الايرانية – الذي تقوده منظمة مجاهدي خلق في المنفى داخليا وخارجيا ،وكما فجرت زعيمة المعارضة الايرانية قنبلتها المدمرة في المؤتمر العام للمقاومة الاير انية في العام الماضي بالهتاف – نريد اسقاط النظام – ورددت عناصر المقاومة ومؤيدوها واصدقاؤها وانصارها الهتاف خلفها ليكون ذلك البيئة التي تشكلت لتفجير الانتفاضة الشعبية الايرانية في عموم المدن الايرانية نهاية العام المنصرم وديمومتها وتصاعدها وتهديدها بالتحول الى عصيان مدني عام بدأنا نلاحظ بوادره في نشاطات معاقل العصيان التي ترعب تحركاتها وقدراتها على التواصل والتنسيق عمائم الملالي ،ونحن ننتظر جديد مؤتمر المقاومة في حزيران من هذا العام لتفعيل السير على طريق اسقاط النظام وتنشيط استلام السلطة من قبل البديل الايراني الديمقراطي الجاهز .
اما خارجيا ،فالاميركان اكدوا بقوة دعمهم الانتفاضة الشعبية الايرانية ،واكدوا ان سياستهم لم تعد تتسامح مع الطيش والعدوان الايراني وانها اقرت سياسة تغيير النظام وهي بصدد تاسيس تحالف دولي للوقوف بوجه ايران ، وقد قرأنا تغريدة لوزير الخارجية الاميركي نددت بقتل قوات الامن الايرانية ثلاثة مواطنين من المحتجين في مدينة كازرون واعتبارها جريمة ضد حقوق الانسان ،وفعلت ذلك حكومات اوربية وعالمية وشخصيات سياسية مرموقة ،كما فرضت وزارة الخزانة الاميركية العقوبات مجددا على النظام الايراني المتهريء اقتصاديا وعلى شخصيات مسؤولة في السلطات والحكومة الايرانية وبخاصة عماد حماية النظام الايراني – الحرس الثوري ،ولم ينفع الملالي تمسكهم بالاتفاق النووي في تشجيع الشركات الاوربية على التعامل معهم فالعصا الاميركية غليظة وتوجع ولا بديل للحماية عما توفره لها اميركا وهي لن تجازف بمخالفة الاميركان لسواد عيون الملالي ولن ينفع قانون الحجب الاوربي بتوفير بديل للحماية الاميركية ،ولن تصمد اوربا طويلا في مواجهة خسائر شركاتها بسبب ايران ،كما تواجه ايران الملالي منعا عالميا من التفاعل والنظام المالي العالمي وقد حرمت من الاستفادة منه ، الى ذلك بات التواجد العسكري الايراني في سوريا مجرد مستنقع ناري يحرق القواعد العسكرية الايرانية ويكلفها المزيد من الخسائر في الارواح والمعدات ،ما سيوصل الملالي الى الاقرار بعدم قدرة نظامهم وقوتهم على تحمل اعباء سوريا والحفاظ على نظام الاسد واذا اضفنا التخلي الروسي عن الحليف الايراني بمواجهة الغارات الاسرائيلية التي تسهدف بالحاح طرد ايران من سوريا وعدم قدرة الملالي على الرد او المطاولة ما يؤكد ان انسحابهم من سوريا لابد مقبل بالقوة ،ففي زيارته الاخيرة لموسكو اكد الاسد استجابته لما دعاه اليه بوتين من حل سياسي ترفضه ايران ،اما في العراق فان نتائج الانتخابات العراقية وفوز الصدريين بالمركز الاول يهدد الى حد بعيد النفوذ الايراني في العراق وهو ما تدعمه اميركا واوربا والغرب بعامة ،وبينما تواجه ايران هزائم كارثية على يد التحالف العربي في اليمن وتراجع وتهاوي قوى الحوثيين ، يواجه حزب الله الاداة الايرانية المعروفة مشكلات جمة في ترتيب البيت الشيعي ومواجهة اجراءات الاميركان والخسائر المتصاعدة في سوريا ،حتى لم يعد السؤال في لبنان هل سينسحب حزب الله من سوريا ام لا ؟؟ وانما تحول الى السؤال متى سينسحب حزب الله من المستنقع السوري ؟؟ وعلى الرغم من تحقيقه نتائج جيدة في الانتخابات اللبنانية التي جرت مؤخرا الا انه وباعتراف زعاماته انه لا يقف على ارض صلبة في لبنان وسوريا مع تشديد الاجراءات الاميركية ضده والاستهداف الاسرائيلي المتواتر،فحزب الله يمرر الضربات الاسرائيلية وتتاليها لعدم قدرته على المغامرة بحرب على اسرائيل يكون ضحيتها لبنان كله كما تتوعد اسرائيل،وبهذا الصدد نشرت جريدة الحياة مقاربة لمسؤول لبناني كبير لم تورد اسمه رأى أنه "يمكن رصد بعض الدلالات لتأثير التطورات الإقليمية والضغوط المتزايدة على سلوك "حزب الله" المحلي من زاوية أخرى، من زاوية الاحتياط لهذه التطورات".
وأشار إلى أن "حزب الله" قد يحتاج إلى تحضير نفسه للمرحلة المقبلة بعدة عوامل أولها أنه إذا صح الحديث عن تسويات إقليمية فإن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء لقائه الرئيس السوري بشار الأسد أول من أمس، أنه "مع النجاحات الملحوظة للجيش السوري في الحرب على الإرهاب، ومع تفعيل العملية السياسية لا بد من سحب كل القوات الأجنبية من أراضي سوريا"، يوجب على الحزب أن ينكفئ إلى الداخل ولو أنه لن يتم غداً"، مشيرا الى أن "مبعوث بوتين إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف أوضح أن المقصود بهذه القوات "الأميركيون والأتراك وحزب الله والإيرانيون"، معتبرا أن "الضغوط على إيران والحزب قد تنتهي بتفاوض أيضاً في ظل الدور الروسي للتخفيف من احتمالات المواجهة العسكرية قد يقود إلى تفاوض "على الحامي"، في ظل حديث عن الانسحاب الأميركي في الخريف المقبل من بلاد الشام
تلك هي بعض ملامح العواصف التي تزلزل اركان النظام الايراني وعمليات قصقصة اجنحته غي الشرق الاوسط التي يعتبر خسارتها في عقيدته العسكرية اشبه بالنتقال الحرب عليه الى اسوار طهران ، والتفاصيل اكثر، اما مايهيؤه المؤتمر العام للمقاومة الايرانية في ظل هذه الظروف والمتغيرات فسيكون كيفية دفع الثور الايراني الى الرفسة الاخيرة وليس بيننا وبين موعده الا القليل من الايام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة