الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخيانة عادة أهل الخيانة

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن مستغربا بالنسبة لي أن يكون أول المهرولين من دول الخليج على التطبيع العلني وخلع الأقنعة هو النظام البحريني، ولم اصدم كغيري في تصريخ وزير خارجيته خالد بن أحمد الذي لم ينتقد حمام الدماء الذي تسببت به القوات الاسرائيلية في غزة وعلى العكس أعطى اسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.

لم استغرب لأني أحد ضحايا هذا النظام الذي لا يتقن الا الطعن في الظهر والتبرير والخداع، ويرى أن انتهاك حياة الناس وحقوقها حقا لا ينازعه فيه احد ولا يجب لأحد الاعتراض عليه أو رفضه.

فبعد أن عملت في احد مؤسسات هذا النظام لسنوات لأنهم لم يجدوا من يقوم بهذا العمل غيري عند أول خلاف حدث قاموا بانتهاك حياتي ومراقبة بيتي واستحلوا ايذائي والتنكيل بي وتوظيف من يحيل حياتي جحيما عليّ.

ولم يكتفوا بذلك بل أنهم وبالاشتراك مع الأجهزة الأمنية في مصر والتي تنسق معهم تنسيقا على أعلى المستويات، ضمنوا أن تظل الأوضاع على ما هي عليه حتى بعد عودتي الى مصر بسنوات طويلة.

إن هذا النظام بمؤيديه لا يتقنون الا الطعن في الظهر والتشهير بالناس والصاق ما بهم هم في اعدائهم ومعارضيهم، نظام لا يتمتع بأي درجة من النزاهة أو شرف الخصومة الذي يردعه عن ارتكاب أي من الجرائم.

وكثيرا ما اغرق في حالة من الضحك الهستيري عندما أتذكر أحد الضباط الكبار هناك وهو يؤكد لي ان الربيع العربي ما هو الا مؤامرة صهيونية للتخلص من الأنظمة الحاكمة المقاومة للتطبيع – مثل نظامهم – وأن المتظاهرين لديهم عملاء لايران ولاسرائيل، ثم تمر الأيام ليتبين للعيان بدون أي رتوش أو حجب من هم عملاء اسرائيل في المنطقة، ومن هم اكثر المنصاعين للصهاينة أعمدة المشروع الصهيوني في المنطقة.

وعلى الرغم مما تبدو عليه هذه الأنظمة من توحش وقوة وقدرة على البطش والتنكيل، إلا أن هذا لن يضمن لها البقاء على المدى الطويل فأول انكشاف الظلم يأتي عبر تبدد سحب الأكاذيب التي ابدعت هذه الأنظمة في نشرها لحجب الحقائق واستخدمت في سبيل ذلك اموال الشعوب ووظفت في الداخل والخارج عملائها للقيام بمهام التدليس وتشويه كل من يعتقد أنهم يمثلون خطرا عليهم.

إن هؤلاء لا يدركون أن أول من سيحفر قبورهم هم القوى الخارجية التي بذلوا الغالي والنفيس في خدمتها والتي قدموا مصالحها على مصالح شعوبهم، واضطهدوا الأشخاص الخطأ في سبيل الابقاء على اكاذيبهم لتغطية افعالهم.
فعند أول "خطأ" وعند أو "لا" ستكون نهايتهم لانهم لا يتمتعون بأي قاعدة شعبية على الاطلاق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا