الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل منظر المفاهيم السردية الأساسية

علاء موفق رشيدي

2018 / 5 / 21
الادب والفن


رحيل منظر المفاهيم السردية الأساسية

غادرنا الإسبوع الماضي، المنظر الأدبي الفرنسي جيرار جينيت (1930 – 2018 )، وصدرت عنه المقالات في الصحف الثقافية تباعاً، وابتكرت سلسلة الألقاب المبتكرة اللائقة بناقد ومنظر أدبي من الطراز المتميز والفاعل في دفع حركة الدراسات الأدبية والجمالية إلى الأفق الواسعة المتجددة التي يمكن التأريخ لإنطلاقها مع بداية الحركة البنيوية في الستينات من القرن الماضي، حيث كان جينيت يحاجج رافضاً لفرض مقولات خارجية على الأعمال الأدبية، ورافضاً للنزعة التجريبية في النقد الأدبي، أي أن الجهود التي قدمها انصبت في النهاية لصالح فرادة العمل الأدبي واستقلالية الموضوع الأدبي.

أنهى جينيت دراساته في ( معهد دار المعلمين ) في سنوات الثلاثينات بزمالة كل من بيير بورديو، وخصوصاً جاك دريدا الذي أثرت تأملاته بشكل لافت في كتابات جينيت في مجال النقد الأدبي والنظرية الأدبية. حيث برزت في مقالات جينيت المبكرة الميل إلى تفكيك نزعة النقد السيكولوجي رافضاً رد المعنى الكامن في العمل الأدبي إلى نفسية المؤلف. وقد وقف جينيت إلى جانب موريس بلانشو، رولان بارت، وميشيل فوكو الذين اعتبروا أن موت المؤلف هي نقطة الإنطلاق في التأويل الأدق للعمل الأدبي.

بدأ مقالات وأفكار جيرار جينيت بالظهور في سلسلة عرفت بإسم ( Figures ) التي ترجمت إلى العربية ك ( صور – أشكال ) صدر من هذا الكتاب أربعة أجزاء ، كان الول منها في العام 1966، والأخير أي الرابع في العام 2002. اهتمت هذه الكتب الأربعة بموضوعات مثل : معنى الخطاب، مظاهر اللغة، أصولها وآلياتها، وساهم الكتاب في توسيع مناهج التحليل البنيوي الأدبي إلى جانب آخرين.
أسهم جينيت، إلى جانب تزفيتان تودوروف في تطوير نظرية الأجناس الأدبية وأصدر كتابه بعنوان ( المدخل إلى جامع النص، 1979)، ومن ثم يتابع دراساته حول مفهوم النص في كتابه ( الناسخ والمنسوخ، 1982 )، الذي يكتب عنه جون ليتشه : ( الناسخ والمنسوخ هو أفضل كتب جينيت من حيث الدقة والصرامة ومدى الرؤية التحليلية. ففيه يصنف ويحلل مجالاً واسعاً من الطرق التي يكون فيها لأحد النصوص صدى ضمن نص آخر ، وتشمل الاقتباس والإستشهاد والإنتحال والتلميح )

في العام التالي، انتقلت دراسات جينيت إلى القص والحكاية، وذلك في كتابه الأشهر الذي ترجم على العربية بعنوان ( خطاب الحكاية بحث في المنهج، 1983 )، العمل المرجعي في تحليل بنية الحكاية وآليات القص، الموضوعة التي سيتابعها في العام 2004 بكتاب ( التخييل والبيان).
تجربة التعاون مع المنظر البلغاري تزفيتان تودوروف تستحق الوقوف عندها، فقد أسس هذا الثنائي في السبعينات، وبالتعاون مع الفرنسية هيلين سيسيكو واحدة من أهم الدوريات في مجال الدراسات الأدبية وأكثرها تقديرا تحت اسم ( الشعرية )، فعمقت هذه التجربة التنظير حول مفهوم " الشعرية أو الأسلوبية "، ومن بعد قادت أبحاث ومنشورات هذه الدورية لنشأة ما يعرف اليوم في حقل الدراسات الأكاديمية بمسمى ( علم السرد، Narratology )، فالعديد من المختصين يرون أن جهود تودوروف وجينيت هي التي أثمرت بولادة علم السرد الذي يعتبر حدثاً مفصلياً في تاريخ الدراسات الأدبية وحتى آليات التفكير بالعمل الإبداعي نفسه.
ينبه المختصون العرب إلى ندرة ترجمة أعمال جيرار جينيت إلى اللغة العربية رغم الأهمية الفائقة التي تشكلها في مسارات نظريات النقد الأدبي الحديث وفاعليتها في المناهج التدريسية الأكاديمية، فنذكر من كتبه التي نقلت إلى العربية :
مدخل لجامع النص، 1985، دار توبقال.
وترجمة أخرى : مدخل إلى النص الجامع، 1999، المجلس الأعلى للثقافة.
خطاب الحكاية بحث في المنهج، 1997، المشروع القومي للترجمة.
عتبات من النص إلى المناص، 2007، الدار العربية للعلوم ناشرون.

لقد أسهمت نتاجات جينيت في مجال النظرية الأدبية، السرد القصصي، والخواص الجمالية للنصوص بتوسيع قدرات النقد التحليلية، فإليه يعود منشأ مصطلحات أصبحت أدوات مفتاحية في النظرية الأدبية والدراسات النقدية من مثل : صوت السارد، زمن السرد، مستويات السرد. لذلك يعتبره المؤلف جون ليتشه واحداً من خمسون مفكراً أساسياً معاصراً، ويضمه إلى كتاب حمل هذا العنوان وصدر عن المنظمة العربية للترجمة، في العام 2008.

علاء رشيدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا


.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف




.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??