الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع السعودى/ الإيرانى: والضحية الشعب اليمنى

طلعت رضوان

2018 / 5 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



اشتدّ الصراع السنى- الشيعى خاصة بعد اطلاق التنظيمات التابعة لإيران الصواريخ على السعودية. ومنذ يناير2011والشعب اليمنى يتعرّض للإبادة. وصورالخراب تــُـشيرإلى زمن العصورالوسطى.
وبغض النظرعن أسباب الصراع، وإدراكى لخطورة الدورالذى تتزعمّـه إيران لنشرالمذهب الشيعى، ودورالسعودية لنشرالمذهب السنى، ومحاولة فرض الهيمنة على المنطقة، فإننى أركــّـزعلى الجانب الإنسانى من المأساة، فإذا كانت السعودية تخشى من المد الشيعى (وهذا حقها) فلماذا لم تطرق وتـُجرّب أية وسائل أخرى (سلمية) قبل قرارضرب الشعب اليمنى بالقاذفات (الأمريكية)؟ ولماذا لم يتدخل (العرب) لوقف تلك الجريمة فى حق الشعب اليمنى؟ والمفارقة أنّ الدول (المُـفترض أنها عربية) لم تكتف بعدم التدخل لوقف المذبحة، وإنما انقسمتْ بين مؤيد للجانب السعودى، ومؤيد للتدخل الإيرانى.
وبينما تتظاهرالدولتان (السعودية وإيران) بالدفاع عن الدين فإنّ حقيقة الصراع أبعد ما يكون عن (الدين) لأنه صراع تقف وراءه القوى الاستعمارية، من أجل السيطرة على منطقة الخليج (العربى كما يُسميه العرب) أو(الفارسى كما تــُـسميه إيران) والسيطرة الأمريكية/ الأوروبية تأخذ عدة أشكال: منها ماهومـُـتعلــّـق بالسيطرة على آبارالبترول (يحتفظ الخبراء الأمريكيون والأوروبيون بالخرائط الجيولوجية لتلك الآبار، ولايعلم (العرب) عنها أى شىء، وربما يختلف الأمر- نسبيًا– فى إيران) والسبب الثانى هو(ضخ) الأموال (العربية) فى البنوك الأمريكية والأوروبية، بل وسندات خزانة من (العرب) لصالح الخزانة الأمريكية. وذكرحسن إبراهيم (الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية سابقــًا) إنّ ((رؤوس الأموال العربية المُستثمرة خارج الوطن العربى (فى أميركا وأوروبا) تتجاوزألف ملياردولار. كما أنّ هذه الأموال تتعرّض لمخاطرعديدة مثل تجميد الأرصدة)) (مجلة الغد العربى- العدد العاشر- يناير99) وعندما كان د.إبراهيم قويدريشغل منصب المديرالعام لمنظمة العمل العربية أدلى بتصريح قال فيه إنّ ((إجمالى استثمارات العرب خارج الوطن العربى تصل إلى تريليون و200 ملياردولار)) وأشارإلى أنّ نسبة الاستثمارات التى يحصل عليها (الوطن العربى) من حجم الاستثمارات العالمية لاتتجاوز2% فقط (أهرام12أكتوبر2003)
وإذا كانت إيران لايهمها إبادة اليمنيين، فلماذا تطابق موقفها مع (العرب)؟ وأليس ذلك أكبردليل على أنّ العرب لايستوعبون دروس الماضى. ففى التاريخ القديم تعرّض الشعب اليمنى لغزوالحبشة. وكانت (الحجة أوالذريعة) حجة (دينية) بينما كانت الأسباب اقتصادية. وفى تلك الغزوة أدى حكام اليمن (الجزية) لدولة الحبشة. وقبل الغزوالحبشى لليمن فإنّ كتب التاريخ، ذكرتْ أنّ الأحباش ((نزلوا بأرض حميرقبل قيام (ذى نواس) بتعذيب نصارى حميربسنين. وأنهم انتصروا على (ذى نواس) الذى لجأ إلى الخداع والغش، ففاوض النجرانيين على التسليم له، وتعهّد لهم إنْ فتحوا المدينة وتغلبوا على الأحباش، أنْ لايتعرّض لهم بسوء، وبعد أنْ صـدّقوه وفتحوا له المدينة، أعمل فيهم السيف، فأدى ذلك إلى تمكن الجيش الحبشى من غزواليمن من جديد)) (جواد على- تاريخ العرب قبل الإسلام - طبعة هيئة قصورالثقافة المصرية- عام 2010- ج3- ص188)
وبعد تفاصيل كثيرة تعرّض اليمن لمشهد وصول (أبرهة) القائد الحبشى ليكون ملكــًا على صنعاء بعد تغلب الحبشة على حمير، وعلى أنْ تدفع اليمن (جزية) سنوية للحبشة. وحكم أبرهة بلاد اليمن والحجاز(قبل الإسلام) فى الفترة من 531 م أو(فى رواية أخرى) من 547 م حتى 555 م أو 556. وبنى كنيسة فى مأرب. أما حكاية جيشه المُــكوّن من الفيلة (جمع فيل) فإنّ كثيرين من الباحثين توقفوا أمام تلك الحكاية، وذكروا أنّ الفيلة تستهلك الكثيرمن الماء، فكيف تحمّــلتْ تلك المسافة من الحبشة إلى مكة وهى مسافة ألف كيلومتر؟ وفى المصادرالإسلامية أنّ عبد المطلب (سيد قريش) دخل على أبرهة وطلب منه أنْ يرد له الإبل والبعير، فاندهش أبرهة وقال له: جئتَ تطلب الإبل ولم تطلب حماية البيت؟ فقال عبد المطلب: أنا رب الإبل وأنّ للبيت ربًا يحميه. ولما خرج أهالى قريش إلى الجبال ورأوا ما فعله أبرهة بكعبتهم، فإنّ شخصًا اسمه (الخثعمى) الذى أسره أبرهة همس فى أذن الفيل وقال له ابرك وارجع راشدًا من حيث جئتَ فإنك فى بلد الله الحرام، فبرك الفيل ولم يقم، ووجّهه أبرهة جهة مخالفة عن مكة، فقام الفيل ورفض الهرولة ناحية مكة. ثمّ خرجتْ طيورتحمل الحجارة . وذكرالطبرى أنّ جنود جيش أبرهة ((خرجوا يتساقطون. وأصيب أبرهة فى جسده وسقطتْ أنامله كلها. ومات أبرهة حتى انصدع صدره عن قلبه فيما يزعمون)) (تفسيرالطبرى لسورة الفيل- ج 24- ص610)
كانت حجة أبرهة تشييد كنيسة فى مكة كما فعل فى مأرب. ورغم أنّ الإسلام اعترف بالمسيحية فإنّ القرآن انحاز(للوثنية) وهوما عبّرتْ عنه سورة الفيل، حيث أرسل الله على العدو((طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل)) وتلك الآية جاءت شبيهة بما كتبه شاعرمعاصرللأحداث (رؤبة بن العجاج) قال: ((ومسّـهم مامسّ أصحاب الفيل/ ترميهم حجارة من سجيل/ فصيـّـروا مثل عصف مأكول/ ولعبت طيربهم أبابيل))
وذكرجواد على أنّ (سيف بن ذى يزن) استعان بالفرس لإنقاذ بلاده من الأحباش. وأنّ العالم فى ذلك الوقت كان جبهتيْن: جبهة غربية وجبهة شرقية (الروم والفرس) والطبالون والمزمرون من الممالك الصغيرة والمشيخات يُـطبلون ويزمرون، ويُـثابون أويُعاقبون ارضاءً للجبهة التى هم فيها. وزلفى إليها وتقربًا. وسخـّـرالروم كل قواهم السياسية للهيمنة على جزيرة العرب وإبعادها عن الفرس وعن الميّـالين إليهم على الاقل. وعمل الفرس من جانبهم على تحطيم كل جبهة تميل إلى الروم وتؤيد وجهة نظرهم، وعلى منع سفنهم من الدخول إلى البحرالهندى. وعمل المعسكران بكل جد وحزم على نشروسائل الدعاية للتأثيرعلى العقول، فسعى الروم لنشر(النصرانية) فى الجزيرة وحرّضوا الحبشة على نشرها ونصرها. وهوما فعله الفرس رغم أنّ دينهم لم يكن (النصرانية) ولا اليهودية. كما أنّ غرض الروم من نشر(النصرانية) لم يكن من أجل الدين، وإنما حاولوا استغلال الدين لحماية مصالحهم السياسية ولتوسع نفوذهم السياسى والاقتصادى فى الشرق (من 196- 205)
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليهود يؤدون صلوات تلمودية عند حائط البراق في عيد الفصح


.. الطفلة المعجزة -صابرين الروح- تلتحق بعائلتها التي قتلها القص




.. تأهب أمني لقوات الاحتلال في مدينة القدس بسبب إحياء اليهود لع


.. بعد دعوة الناطق العسكري باسم -حماس- للتصعيد في الأردن.. جماع




.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن