الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا 2020 الكتاب الثالث ملحق 2

حسين عجيب

2018 / 5 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



الكتاب الثالث ملحق 2

موقف الحياء والخجل ، خطوة فردية ، ومتعثرة ، لحل جدلية القيم والأخلاق !؟
يبدأ الشعور بالخجل ، مع إدراك الطفل للعواقب الملازمة للسلوك والقرارات ، أيضا للرغبة والأفكار . مع تمييز الطفل _ة لرغباته المحرمة والمزجورة ، يبدأ شعور الحياء والخجل بالتشكل ، كدرجة أعلى من المستوى الأولي للخوف _ اضرب أو اهرب _ وهو يتمثل خلال توتر الوعي الذاتي مع الموازنة والمفاضلة بين اتجاهين : الاقدام نحو الاشباع أو قمع الرغبة والاحجام بسبب العقاب والتكلفة الباهظة ( أو الكبت اللاشعوري وغير الواعي _ كما تبين خبرات وادبيات التحليل النفسي المتنوعة ) .
أغلب السوريين _ حسب تجربتي المزدوجة اجتماعيا ومعرفيا _ لا يبلغون هذا الطور .
قبله ودونه الموقف النرجسي ، وقبله الطور الفصامي والشخصية المفككة .
بعبارة مختصرة ومدمجة بشكل قسري ، الخجل طور ثالث في عملية اكتساب الادراك والمعرفة _ المزدوجة والمتبادلة _ العاطفية والاجتماعية ، والمتدرجة أيضا .
الطور الأول يمثله الوعي البدائي والمشترك ، أو المستوى الهلوسي _ النرجسي ، حيث يتميز بالكلية والاطلاق عند البالغ الذي يعلق بهذا الطور : كل شيء أو لا شيء ، وموقفه الوحيد ثابت ومتحجر في سلوك واحد يتكرر في مواقف مختلفة ومتناقضة ، ويتعذر تبديله .
باستثناء الحالات الخطيرة من الخلل الجيني والبيولوجي أو في المجتمعات الفاشية _ الدينية أو القومية _ معظم البشر يتجاوزون هذه المرحلة بنجاح .
والبعض يعلقون في حلقة مفرغة ، خلال ما يمكن اعتباره مرحلة ثانية ، يطلق عليها في عملية التحليل النفسي " استعادة الكمال النرجسي " .
علامتها وماهيتها المحورية ، ضمور البعد العاطفي إلى درجة الشلل .
الفرد النرجسي _ امرأة أو رجل _ لا يشعر بالعاطفة تجاه أحد وحتى أولاده ( بالرغم من نجاحه في اكتساب بعض المهارات المعقدة ) سوى بشكل غائم ومتقطع وواهن جدا ، إلى حد أنه يمكن أن ت _ يؤذيهم جسديا من خلال العقاب على أخطاء بسيطة وأحيانا كثيرة بدون أي خطأ .
الاختلاف النوعي بين الشخصيتين النرجسية والأنانية ، أن النرجسية لا تدرك حاجات الآخرين ورغباتهم ، ولا تدرك الوجود الموضوعي إلا كأدوات لرغباتها ، بينما الأنانية حالة تضخم في الأحاسيس والمشاعر الذاتية وتمركز شديد حول الأنا ، مع بقية المهارات الاجتماعية في حالة ضعف عن المعدل بالطبع .
....
التجانس الشخصي ، أو العملية الجديدة _ المتجددة ... لإعادة التوازن بشكل دوري بين الفكر والسلوك ، وبين الفرد والبيئة تمثل حالة النجاح في مهارة استعادة الكمال النرجسي .
أعتقد أنه ، نوع من التحرر من إدمان الالفة والعادة والتكرار .
كيف يحدث ذلك بشكل تفصيلي ومتسلسل ، خطوة بعد أخرى ...!؟
معالجة الإدمان ، هي حالة من النجاح الإبداعي _ النوعي ، يتعذر وضعها في خطة متسلسلة ، عبر خطوات محددة زمنيا ، ثم تعميمها بعد ذلك .
لا أعرف كيف يمكن فعل ذلك !
ولا أستطيع تحديد المعيقات المختلفة ، والمتنوعة ، التي تحول دون تحقيق ذلك الهدف ...
هل اكتساب المعارف الجديدة والابداعات ، يتم عبر قفزة معرفية وسلوكية أم بالعكس بشكل تدرجي وموحد ... لا أعرف .
خلال السنوات القليلة الماضية ، حدث نوع من النجاح النوعي في تضييق الفجوة بين القطبين للكثير من القضايا الجدلية ... وهذا يدعو إلى التفاؤل الموضوعي بالغد الأفضل .
تجربتي الشخصية ... اليوم افضل من الأمس
وأعتقد أن الغد افضل من اليوم
واشعر أن ذلك سوف يستمر بعد السبعين أيضا !
....
بالإضافة إلى الفروق النوعية والكمية بين القيم والأخلاق ، حيث القيم منظومة أبوية تراتبية وهرمية بطبيعتها ، على النقيض تماما من الأخلاق ، ذات الأصل الأمومي الذي يتمحور حول المساواة والتكافؤ كقيمة دائرية شاملة . وبعبارة ثانية الأخلاق نظام دغمائي _ ثنائي بطبيعته إما أو : إيمان أو كفر وطنية أو خيانة ، بينما القيم نظام تعددي ، يميز بين الأفراد بشكل كمي ، وبحسب درجة تحقيق الفرد للقيم النوعية والمفضلة بين مجتمع وآخر .
يوجد فرق ثاني بينهما ، بينما تقوم القيم على المبادرة الفردية والإرادة الحرة ، على العكس من النظام الأخلاقي الذي يفرض بالقوة على الأفراد داخل الجماعة أو المجتمع أو الفريق .
بعبارة ثانية ، تشبه القيم الهوايات الفردية _ التي يمارسها الفرد برغبته الثابتة ، بينما تشبه الأخلاق الطقوس الاجتماعية المفروضة على الفرد من الخارج ، ومع الزمن والتكرار تتحول إلى عادات انفعالية ، طقسية ولا شعورية في معظم الحالات .
بالإضافة إلى الفرق الكمي ، حيث نظام القيم المعاصر فردي وإنساني ، بينما النظام الأخلاقي اجتماعي وعنصري أو فئوي ...
الأخلاق تختلف بين جماعة وأخرى ، وبين دولة وأخرى ، وبين ثقافة أو حزب أو فريق ...مع غيره . بينما حركة وانتشار وتعميم القيم الإنسانية ، سريعة ومتزامنة في العالم المعاصر !؟
أعتقد أن هذا ليس جيدا ولا جميلا ولا عادلا ...
إنه حدث استثنائي في روعته وعظمته ، ونسبة شكي بذلك تقارب الصفر .
بلا شك سوف يحدث الكثير من المقاومة العنيفة والدموية ، والتأخير الزمني ...
لكن ، كما تجاوزت الإنسانية العبودية والرق والاستغلال للطفل والمرأة والغريب والمختلف ، سوف تتجاوز أشكال التسلط القائمة _ خصوصا في بلاد العرب والمسلمين ...بلاد الخوف !؟
....
التجانس حل ثابت ودائم لمشكلة الجدل !؟
سؤال الغد هو الأهم _ الذي لا يتقادم مع الزمن ولا تتغير أهميته .
( التجانس حل قضية الجدل إما أو :
نكوص سلبي إلى الماضي و الصراع المفتوح... والعودة إلى لغة القوة فقط
أو
قفزة الثقة إلى الغد بعدما وصل / وصار اسمه اليوم )
سؤال الغد هو الأصعب والأهم بشكل ثابت ...
اليوم كل يوم .
....
القيم سقف الأخلاق وذروة التحقق الأخلاقي للفرد .
القيم نظام ذكوري وتراتبي ، هرمي ، كمي ومحدد بوضوح .
القيم نظام الفرد والانسان .
يشبه الأمر ، العلاقة بين الجدل والحوار _ الحوار سقف الجدل ويمثل ذروة التجانس في العلاقة الاجتماعية ... سواء الثنائية أو المتنوعة كالفرق والجمعيات والشركات وغيرها .
الأخلاق نظام أمومي ودائري ، مسطح ، دغمائي وثنائي إما أو .. كفر أو الحاد ، وطنية أو خيانة ، صدق أو كذب .
الأخلاق نظام الجماعة والمؤسسة والفريق .
الأخلاق الحالية ، هي تقاليد وأعراف وقوانين السلطات ( الأبوية ، والسياسية ، والدينية وغيرها ) للجيل أو الأجيال السابقة .
....
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا