الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفوضية التنصيب

حسين جاسم الشمري

2018 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


مقولة مصرية تنطبق على كثير من الحالات اليومية التي يواجهها العراقي وهي (من فمك أدينك)، سالوفتي على مفوضية تنصيب الحكومة والبرلمان والهيئات ووكلاء الوزارات والقادة الامنيين ومناصب الدرجات الخاصة, لان المفوضية بالتأكيد مسؤولة عن تشكيل جميع ما ذكرت وفقا للارقام التي تعلنها والتي تتشكل تلك الدوائر والمناصب وتتوزع بناءً على مزاجيات الاسعار سواء للمقعد او لرزمة اصوات محددة، ولربما حتى لابطال اصوات من اجل ازاحة كيان او مرشح من التشكيلة الملونة.
وتتداول الاوساط ان قادة كتل وقوائم بارزة يعلمون ان حصتهم اكثر لكن توجيهات وضغوطات خارجية ارغمتهم على السكوت مع وعود بمناصب مهمة وايضا من اجل حفظ أمان الشارع العراقي من نزاعات مسلحة قد ينهار البلد بسببها.
وهنا اود ان اثير عدة نقاط بشأن عمل مفوضية التنصيب بدءً من الاختراقات التي حصلت في التصويت الخاص وعطل الاجهزة وملل الناخبين وعودتهم والآلية المطولة وتصويت الخارج وما رافقته من طرق تحايل وبيع ذمم وطرق ملتوية سيطرت على مفاصلها اجندات تابعة لجهات تحاول الصعود بشتى الطرق وهي الاكثر فسادا في عملية الاقتراع بل فاقت كل التلاعبات الداخلية، والقضية الاهم التي اثارت جدلا واسعا هي ظهور اعداد مسربة من مفوضية التنصيب للاصوات التي حصل عليها اغلب المرشحين مع اولى ساعات انتهاء عملية الاقتراع، وتنكرت المفوضية لها لقناعتها بانها ستعلن بعد حين غير ما تسرب منها، وكانت الارقام المسربة متشابهة في كل المنشورات التي ظهرت لكنها من جهات مختلفة وليس بالضرورة ان تكون المنشورات متبادلة فيما بينهم او مستنسخة لان كل جهة نشرت ذلك لها احد أضلاع المثلث في المفوضية كأن يكون مفوض او موظف يستطع الحصول على الارقام بحكم عمله، وهذا هو الشر الاساس الذي وضع الناس في حيرة من امرهم، فقد رأينا كيف صعد اناس ونزل غيرهم باصواته ومقعده الذي وصل سعره اكثر من سعر الكرسي في مجلس الشيوخ الاميركي.
وما زاد الطين بلة توقف احد المفوضين يوم اعلان النتائج بعد منتصف الليل عن اعلان اعداد الاصوات التي حصل عليها كل مرشح فائز ويؤكد انها ستنشر على موقع المفوضية بعد مغادرة الصحفيين القاعة، ولم تنشر بل لم يتم تحديث موقع المفوضية منذ مدة لان احد اهم الاخبار المتحركة والبارزة في الموقع هو اكمال الاستعدادات وجهوزية المفوضية ليوم الاقتراع، فضلا عن الوعود المتكررة بتسليم القرص المدمج للكيانات والمرشحين الذي لم يسلم ايضا وهذا ما يثير الكثير من الشكوك حول عمليات البيع والشراء رغم اننا لم نعلم سعر الكرسي الحقيقي لحد اللحظة في البورصة التي اغلقت منافذها بعد الاتفاقات ونفاذ الكمية من السوق، والدليل هو ما ظهر على شاشة قناة الشرقية في احد برامجها من مهاترات وتهديدات وبيع وشراء كراسي فهذا ينطبق عليه مثل من فمك ادينك، لانهم تكاشفوا علنا وبات تبادل الاتهامات اكثر من واضح وهنا يتداخل في الحديث مثل مصري اخر يقول ( مشافوهمش وهم بيسرقوا .. شافوهم وهم بيتقاسموا )، ولربما يصحح لي احدهم بعدم تطابق المثل مع الحالة ليقول ( شافوهمش وهم بيسرقوا وشافوهم وهم بيتقاسموا )، وعليه فان العملية يشابها الكثير خصوصا في الانبار وكركوك وكردستان, فان احد الاعلاميين اكد لي ان احد المراكز المجاورة لمقر عمله في اربيل الذي كان يكتب تقريره منه لم يحضر اليه اكثر من مئة ناخب ولكن عند العد والفرز انصدم بنتيجة المشاركة وانها لجهة واحدة فقط بارقام خيالية ما انزل الله بها من سلطان.
ومما تقدم يتوضح لنا انه لا أمل يلوح بالافق الا بتدخل اممي ودولي للتحقيق والتدقيق من اجل انصاف الناخب وعدم ضياع صوته وانصاف المرشح الذي سرقت اصوات ناخبيه ووضع الحدود القانونية للمهازل التي خيبت الآمال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص