الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رمضان وشهر التأهيل العسكري .

صالح حمّاية

2018 / 5 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



حسب الرواية الإسلامية المعاصرة بالنسبة لرمضان ، يعتبر رمضان شهر الرحمة والغفران ، وشهر الإحساس من المرفهين بحال الفقراء ، عدى التقرب لله و الإبتعاد عن المعاصي ، ولكن هل حقا هذا هو سبب سن فريضة الصوم أم أن للأمر أبعاد أخرى يتم إخفاءها تحت هذه الشعارات البراقة كما يزعم الفقهاء ؟

الواقع وإذا عدنا للتبريرات المقدمة من الفقهاء على مقاصد الصيام فسنلاقي العبث و الإستغباء العلني في التبريرات ، فما فائدة فقير معدم لا يجد الأكل طوال العام من الصوم فهو طوال العام صائم ولا مال له لشهوات او رغبات فعل أي اساس يصوم ؟، أما عن الرحمة و المغفرة فلا يبدو لنا أي من هذا باديا مع كل شهر رمضان يمر ، فلا رحمة وشفقة وانت ترى المستشفيات مليئة بالعجزة و الأطفال الذين اجبروا بالارهاب ، وهناك حوادث كثيرة عل هذا هي هجوم قام به بعض السلفيين في الجزائر على شخص كان يأكل في سيارته ، حيث هشموها بالحجارة ، مع أحدهم لم يتساءل لربما الشخص مريض بالسكري او أي عذر اخر له للإفطار كالسفر وهو المذكور في دينهم على الصيام ، ولكنهم طبعا لا يأبهون ، لأنه وكما شرحنا سابقا بالقول أنه لا يجب النظر للإسلام كدين ، فالاسلام ليس دين بل أيدلوجيا عسكرية هدفها غزو البلدان ، فبهذا المنظور سيصبح رمضان وكل ما رافقه من مشقة واضحا جاليا ومفهوما ، فبالنسبة للإسلام كل مسلم هو مجاهد في سبيل نشر الإسلام ، وخير العبادات الجهاد ، ولكون الجهاد يتطلب صلابة ومهارة قتالية فقد شرع الإسلام الصوم لتعويد المسلمين على الظروف القاسية ليكونوا جيشا قويا ، فتحمل الجوع و العطش من سمات الجندي المتمرس ، و للتأكيد على هذا نعود لوصايا النبي للمسلمين فهو يقول مثلا (علموا أبنائكم السباحة و الرماية وركوب الخيل )، و هذه الرياضات كما نلاحك ليست رياضات لياقة بدنية تفيد الفرد ، بل رياضة جيل موجه ليتحول الى جيل مقاتل ، الشيء الثاني الذي يؤكد ما طرحناه عن رمضان هو الصلاة مثلا ، فالصلاة ليس لها أي علاقة بقضية علاقة العبد وربه ،بل هي بمثابة طابور كما هي الطوابير العسكرية ، حيت ترتص الصفوف و يتلوا الإمام عليهم – الإمام الذي هو تقريبا بدرجة رائد - أيات الحقد و الكراهية على الأمم الأخرى ، وعلى المتخاذلين في الوسط الإسلامي عن الجهاد، و عليه تتفرد المساجد كالمعابد شبه الوحيدة في العالم التي تروج بخطاب الكراهية ، وهناك مقولة شهيرة للفقهاء المسلمين يكررونها دائما ، انه اذا صار عدد مصلي الفجر ، كمصلي يوم الجمعة ، فإننا قادرون على إحتلال العالم ، وطبعا المعنى واضح فهم يكشفون أن صلاة الفجر هي الطابور الصباحي للمسلم ، ومتى ما كان ارتزام المسلمين أكبر ، زادة قوة الجيش الإسلامي كما يفترضون ، وهناك طبعا قصة الإزياء الموحدة و ما شابه ذلك ، و التي تنم عن تصور لهيكلية جيش ، فالازياء الموحدة من سمات الجيوش، و الفتوى هي ما يماثل الأوامر العسكرية من كبار الجنرالات الخ ، الشيء الأخر الذي يدعم فرضيتنا حول الصيام ، هو قصة المسلمين المتراحمين بينهم و الأشداء على الكفار ، فبلا شك أي جيش او ميليشيا او مافيا ، أعضاءها رحماء بينهم ، فقتالهم لبعض يدمرهم ، ولكنهم أشداء على الخصوم لان هذا يوحدهم ، على هذا يمكن القول ان كل شعائر الإسلام لا تمت بالروحانية والعلاقة مع اله ما بصلة ، ولكنها تركز على صناعة جيش قوي متمسك بعقيدة النهب و السلب ليساهم في حروب دول الإسلام التوسعية.

ومنه ومن هذا المنظور نفهم التكالب الرهيب على كل من ينادي بالحرية الشخصية في بلادنا ، فالحرية الشخصية هي تهديد مباشر لهيكلية الجيش الإسلامي ، فالجيش قائم على التسليم الكامل للأوامر الصادرة من القيادة ، و اذا صار كل إنسان حر ، فلن يكون هناك جيش ، الشيء الثاني أنه اذا انتفت فرائض الإسلام من صوم وزكاة و صلاة ، فسينتفي معها الجيش الإسلامي بالتبعية ، فهذه الوسائل هي ما ما يبقيه حيا لكن كجيش إحتياطي ، على هذا يحافظ هؤلاء على بقاء وسيران هذه الأمور بكل الطرق ، و هم جادون في العمل فمثلا حبس المثقفين المعارضين أو قتلهم ، او محاربة الداعين للحريات ليس من فراغ ، بل هو حفاظا على الجيش الإسلامي الخفي الذي يبنى سريا في كل دولة ، وقد شرحنا هذا في مقال تحت عنوان ( المساجد كثكنات لا كدور عبادة )ولدينا الأدلة فلو نظرنا لحال سوريا مثلا ، فمن أين خرج مئات الالوف من المقاتلين في رمشة عين ليحاربوا جيش دولة بكل ما تملكه من عتاد عسكري و تدريبات على اعلى مستوى وفق النظم التي تسير عليها الجيوش الحديثة ؟ و طبعا الجواب هنا سهل ، إنه جيش الإسلام الخفي ، فهو مندس في الجوامع ويتلقى التدريبات في صالات الرياضة و فحوص التحمل و الصبر في الشدائد كما رمضان ، ويجب الإنتباه هنا لامر ما وقد اشرت اليه في مقالات سابقة ، وهو أن كل دولة بها مساجد و اماكن تدريس الشريعة هي هي دول في خطر ، لهذا كان جل المقاتلين ضد الجيش السوري من جنسيات مختلفة ولكن يجمعهم أمر واحد و هو الالتزام بالشريعة ، وقد حكا احد المنشقين مرة عن جماعة ارهابية – تحييدا جماعة الإخوان- و المدعو بسامح عيد في لقاء مع ابراهيم عيسى أنه كان يؤخد في جولات لليمن هو ورفاقه بحجة دراسة العلم الشرعي هناك والتنزه ، و لكنه وجد نفسه وسط معسكر لتدريب المقاتلين حيت كما حكى كان يقفز على عقبات ويتسلق جبال وفي احد المرات طلب منه شرب ماء البحر ، وهنا حكى عن صدمته كيف أن قصة تعلم الشريعة ما هي سوى عملية تجنيد وتدريب للفرد ليصبح مقاتل ، ومن تلك اللحظة بدا بفك ارتباطه بالجماعة.

من هنا وعودة لرمضان والصيام ، فمن يريد معرفة مغزى الصيام ولما احتفظ به الإسلام و لم يمنعه رغم لاشياء عديدة مفيدة للمجتمع كالفن و التبني و الحب و خلافه ، فإن القصد منه هو ابقاء الجيش الإسلامي الذي قطع رأسه –جيش الخلافة- يحل محله جيش يعمل في السر ، محضرا نفسه للحرب الكبرى ، فكما يخرج الإرهابيون من مخابئهم بعد اهتزاز الأمن في بعض البلاد كما في سوريا وليبيا ، فسيخرج اكثر و أكثر لو أهتز النظام العالمي وفقد سيطرته على الأمن فحينها سترى ليس مئات الآلاف يحاربون من إجل اقامة خلافة كداعش، بل ملايين تحارب مستغلة حالة الفوضى لبناء الخلافة الكبرى التي ينتهي بها الزمان ، أو بالتحديد يوم القيامة الذي يحلمون به .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقائق مهمة جدا
سليم اطلس ( 2018 / 5 / 30 - 19:48 )
فمن أين خرج مئات الالوف من المقاتلين في رمشة عين ليحاربوا جيش دولة بكل ما تملكه من عتاد. والله صراحة نقطة مهمة جدا وكل العالم متغافل عليها عن عمد او عن جهل نعم المساجد هي ثكنات والمصلين فيها هم جيش احتياطي ملتزم

اخر الافلام

.. آلاف اليهود يؤدون صلوات تلمودية عند حائط البراق في عيد الفصح


.. الطفلة المعجزة -صابرين الروح- تلتحق بعائلتها التي قتلها القص




.. تأهب أمني لقوات الاحتلال في مدينة القدس بسبب إحياء اليهود لع


.. بعد دعوة الناطق العسكري باسم -حماس- للتصعيد في الأردن.. جماع




.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن