الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وماذا بعد....

لطيف شاكر

2018 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


تفشت ظاهرة اسلمة القبطيات في مصر واصبحت تهدد كيان العائلات القبطية وتسئ الي الدولة لما يتسبب عن هذا من انقسام بين فئات الشعب , وكل بيت منقسم علي ذاته يخرب, فلا يمر يوم حتى نسمع عن حالة او اكثر اوجعت قلوب الاقباط , خاصة وانه يوجد كثير من حالات اختفاء او اختطاف اخري ، لانسمع عنها شيئا ، ويتجاهل الاعلام الخاص او الرسمي عن قصد ذكر هذه الاحداث مادامت تخص اقباط..
علينا ان نعترف بكل شجاعة: أنه كما ان هناك حالات تغيبت فيها سيدات وفتيات تم اسلمتهم عن طريق الاختطاف والتهديد والبلطجة ، هناك حالات ذهبت برضاها وعن طيب خاطر ! ، نتيجة للتورط في علاقات عاطفية فجذبهم الهوى والاحتياج العاطفي او الشهوة او تم خداعهم بقذارة من مجرد علاقة صداقة لفتاة مسلمة او تعرضوا لمؤامرة واغتصاب وابتزازوتهديد بصور او خطابات او خلافه . كما نعلن بكل صراحة ايضا ان التشجيع على الاسلمة مخطط ممنهج معلن وواضح وتشترك فيه العديد من الجهات المعنية سواء بتوجه شخصي او مؤسسي.
ان الاسلمة فى مصر واحدة من اهم اولويات الدولة فمن الواضح ان تهميش المسيحيين ليس هو الغرض الذى يشبع رغبة المسلمين فحسب ، بل الغرض الحقيقي هو استئصال الاقباط من مصر كما يتم حاليا مع مسيحي الدول العربية المجاورة , فتحيز السلطة واضح لا تخطأه عين ، فهو مخطط منذ انقلاب العسكرالديني يوليو 52 ويعمل كل حاكم علي تنفيذ المخطط الشيطاني, حتي يحافظ علي كرسيه امام شرزمة الاسلاميين .
فنجد تعاون السلطة بكل فروعها من المؤسسة الدينية والامنية والقضائية والتكاتف لتتميم الامر بممارسة الضغوط والتهديد مع تغطية اعلامية شكلية عبارة عن تصريحات رنانة عن حقوق الاقباط وانه لا تمييز دينى فى مصر ثم فاصل عن سماحة الاسلام الوسطى مشفوعا بتوصية الرسول على اقباط مصر ؟!
وعادة توهم السلطة الامنية اسرة المخطتفة بمعسول الامل وهم يخفون الضحية لديهم ويتلاعبون بمشاعر الاهل الملتاع حتى تتم الخطة واستيفاء الاوراق ثم يعلنوا بكل وضوح انها ذهبت للاسلام بارادتها , ويتم اخذ التعهدات اللازمة من الاهل للمتحولة بعدم التعرض ثم يستكمل المشهد العابث والمخزي.
واذا كانت المتحولة متزوجة ولها ابناء يتم استكمال الخطة والمؤامرة لخطف الابناء لأسلمتهم, انها شهوة الافتخار بالتزايد العددي حتى وان كانوا اضافة الى اطفال الشوارع المشردين ! ، المهم انهم اصبحوا مسلمين ، مع شعور كبير بالزهو ونشوة الانتصار متممين القصد يعذبهم الله بايديكم ويشفى صدور قوم مؤمنين ، انه الفوز العظيم وتحقيق ازلال اهل المختطفة المغلوبين على امرهم والمهددين , وفي الغالب يهجرون ويشردون خوفا او رعبا او هروبا من الفضيحة او بحثا عن الاحساس بالامان. انه شعور عميق من المهانة والمزلة والانكسار.
لقد حرص حكام مصر منذ حركة 52 علي حرمان الاقباط من المواطنة المتساوية مثل شركاء الوطن المسلمين , رغم وطنيتهم الجارفة التي يشهد ماضيهم وحاضرهم بها ,فلولا وطنية الاقباط لكانوا حماية روسيا او انجلترا , وتصير حربا شعواء بين مصرالاسلامية والاقباط بقوة دولة الحماية . .
ان حرمان الاقباط من وطنيتهم ادي الي السماح للمتشددين بالهجوم علي بيوت الاقباط واستباحة دمائهم وعرض بناتهم وسرقة اموالهم ونهب متاجرهم , ناهيك عما يحدث من قتل الجنود الاقباط بوحداتهم يضاف الي تعنت الدولة في بناء الكنائس او بيوت الصلاة والاهانات المستمرة علي العقيدة المسيحية من الفضائيات الاسلامية , وما يحدث بقري الصعيد من تهجير الاقباط من بيوتهم والزج بهم في السجون باتهامات ملفقة وكاذبة .
الطرق الدنيئة . وقد أخذت ظاهرة "أسلمة الفتيات القبطيات" مناحي شتى منها الاستدرج، التغرير، الخداع، الأغواء، الضغوط والأغراءات المادية والعاطفية، الإبتزاز، الإجبار، والخطف. وكل هذه الأليات المتبعة فى الأسلمة تصنف ضمن الأسلمة غير الطوعية بمعني أوضح أن ظاهرة أسلمة الفتيات القبطيات لا تخضع في الكثير من حالاتها للإرادة الحرة وإنما يمكن وصفها ضمن إطار الإستهداف والإستباحة والإستحلال والتربص والتخطيط ،وكل هذا ينضوي تحت ما يعرف في علم القانون ب "الجريمة المنظمة خاصة ان القبطيات المغرر بهم شملت بنات صغار قاصرات وسيدات متزوجات لهم عائلات كانوا يعيشون بأمان , واصبح القبطي في حالة رعب علي بناته حيث لاامان ولا امن يحرس البنات وكأن الدولة خلت من الامن او بات الامن شريكا لهؤلاء الجرابيع وما ورائهم الذين يقومون بعمليات الخطف والاغتصاب .
وفي الايام القليلة السابقة كتب وكيل كلية الحقوق بعين شمس بكل وقاحة في كتابه المقرر علي طلبة الدراسات العليا :
"الدين المسيحي دين الجهلة والفرقاء! وأصبح المسيحيون اليوم ينظرون إلى المال بوصفه العنصر الهام والأساسي في حياتهم الفردية والاجتماعية، يجب الحصول عليه بكل الوسائل حتى ولو كان ذلك على حساب الآخرين، أو على حساب حياتهم، أو عن طريق إشعال الحروب وزرع افتن بين الشعوب والأفراد المختلفة. وينظر مسيحيوا اليوم إلى مبادئ وأقوال المسيح المتعلقة بالزهد ومقاطعة المال والتماس الفقر على أنها أقوال غير قابلة للتطبيق لأنها أكثر غنى من الآخرين، أو أنهم ينتمون إلى الدولة الغنية، بل والأدهى من ذلك أنهم أصبحوا ينظرون إلى الإسلام على أنه دين الفرقاء أو البسطاء أي الجهلة البدائيين، ونسوا أن الدين المسيح هو الذي يمكن أن تنسب إليه هذه الأوصاف. د. ربيع بكتابه: الكنيسة المسيحية زاخرة بالمفاسد والشعوذة وأضاف."
وتفوه احد شيوخ الازهر بلسانه الداشر علي الفضائيات الرسمية قائلا : ان الديانة المسيحية ديانة فاسدة !
وماذا بعد ياسادة...هل يستقيم وضع الاقباط في مصر ؟!
وسؤالي: هل الدولة عاجزة عن حماية الاقباط ؟ ام انها تقدم الاقباط قربانا للجماعات الاسلامية من اجل استمرار الحكم كما حدث قبلا في العهود السابقة خشية من انقلابهم علي الحكم لقد بات المسيحي مشروع شهيد او خطف .
وماالحل ؟
اذا كانت الدولة جادة في حماية الاقباط لابد من اقرار المواطنة الكاملة للاقباط وسرعة عودة جلسات النصح والارشاد بشرط ان يتم عقدها فى الجهات الامنية وان تكون فى وجود مدنيين وأن يقوم المجلس القومى لحقوق الانسان بالاشراف على تلك الجلسات بعيدا عن الجهات الأمنية بحيث تكون الجلسات أمام جهة محايدة نثق فيها ولا تقوم بممارسة اى نوع من الضغط ماديا كان أو معنويا
لابد وجود مجلس إسـتـشـاري لشئـون الأقليات يـتبـع مـؤسسـة الـرئـاسـة اجراء حضاري سوف يضع مشاكل وهمـوم كل الأقليات المصرية سواء العرقيـة أو الدينيـة في دائرة الضوء لإيجاد حلول دستورية وقانونية لـجميـع الأطيــاف بمـا يحقق مفهوم المواطنـة كقـيـمة إنسانـيـة عليا باتَ تحقيقهـا وعلى وجه السرعة من متطلبـات العالم الإنساني الحُـر.
وبالنسبة للاقباط بمصر
لابد ان يشعرالاقباط انهم اقوياء ويرفعوا صوتهم امام كل الجهات المعنية والمراسلين الاجانب وفروع حقوق الانسان .
فكيف بعد اكثر من 1400 سنة مازالوا باقون حتي اليوم رغم الاضطهادات العنيفة.
يقول المؤرخ د. عزيز عطية "أن بقاء واستمرار المسيحية في مصر رغم كل ألوان الاضطهاد والقهر والعذاب يرجع إلى عاملين: عامل داخلي وعامل خارجي.
الأول هو عمق روحانية المصريين مما دفعهم إلى التعلق بالكنيسة
والثاني هو تقبلهم كجزء أساسى من مصر مع المسلمين لاستخدام مهارة الأقباط في الأعمال والمصالح الحكومية وفي ظل الديموقراطية الشكلية.
ويقول المؤرخ عبد العزيز جمال:ان وجود المصريين الاقباط رغم الاحتلال والقهر الي يومنا هذا يعد من معجزات البقاء فعلي الرغم من الاضطهادات العاتية التي مر ويمر بها المصريون الاقباط علي مر العصور الي يومنا هذا, فمازالوا يعيشون صراعاتها ويتعايشون مع احداثها وباقون لاستكمال مسيرتهم
اما دور اقباط الخارج
في حوار قديم مع د.بطرس غالي لي سؤال بشأن مشكلة الاقباط: قال يجب علي الاقباط ان يعملوا مثل اليهود والارمن.. اي ننشر قضيتنا بالخارج امام الامم المتحدة والكونجرس الامريكي والبيت الابيض وهيئات حقوق الانسان والمحكمة الدولية والسفارات المعنية ليسمع الجميع صوتنا ونجأربالظلم الواقع علي الاقباط .
كما يجب ان نوطد العلاقة مع حكام وسيناتورات كل ولاية ,ان القضية القبطية تحتاج الي تكاتف الاقباط بل ومسيحي الجاليات العربية , وان يكون لنا جهة تمثلنا وتتكلم باسمنا علي ان تكون هذه الجهة لديها سجلات بالاحداث التي حدثت للاقباط ,وان يكون لها اتصالا كثيفا باصحاب القرار بامريكا.
هذا ليس استقواء بالخارج لان هذه الجهات تأست باشترك دول العالم لرفع الظلم واقرار العدالة علي الفئات المغلوبة علي امرها في البلاد المتخلفة , نطالب بحقوقنا التي لم تستجب لها الدولة , فنحن لانطلب سوي مواطنة متساوية وليس هذا منحة بل حق كفلها الدستور المصري وكل الهيئات الحقوقية , وعندما يكون لنا مواطنة متساوية ستحل كل مشاكلنا ويعرف الاسلاميون اننا مواطنون كل المواطنة ولسنا غرباء فنحن اصحاب الوطن لايجرؤ صعلوك ان يمسنا .
أنّ ملف الأقباط في مصر، بحاجة ماسّة إلى معالجة جدّية، وأن ينتقل الادّعاء إلى توفر النّيّة الصّادقة لتلك المعالجة؛ وإذا لم يكن ذلك متوفّرًا لدى النّظام السّابق، فإنّ أيّ نظامٍ جديدٍ ملزمٌ بالاعتراف بوجود ملف خطير يتعلّق بهُوِيَّةِ الدّولة، إذ لا يكفي وجود تسامح ظاهري في التّعامل مع الأقباط، بل إلغاء التّمييز والاعتراف بأنّهم مواطنون أصليّون لهم ارتباطهم العضويّ مع مصر وترابها ونيلها.. " ومن هنا فإنّ مفتاح التعامل مع هذا الملف هو المواطنة المتساوية. والديمقراطيّة هي الإطار الملائم لمثل هذه المقاربة..
أنّ مصر بحاجة ماسّة إلى تشريعات وقوانين مدنيّة تراعي مصالح كل أبناء المجتمع، وأن تستفيد من تجربة العراق القاسية وسوريا البائسة بانقسام مجتمعه وتشَظِّيهِ إلى طوائف وملل وجماعات. إنّنا نخشى على مصر ومستقبلها، داعين إلى أن تجد طريقها السّليم. وأتمنّى صادقا معالجة أخطر ظاهرة سياسيّة واجتماعيّة يعاني منها الاقباط وأن تكون الحلول الإنسانيّة والحضاريّة علامةً فارقةً في دروب تقدّمنا وتطوّر أجيالنا القادمة.
إنّها دعوة مخلصة ، من أجل بناء دولة مدنيّة يُخلّص الوطن من كلّ التّناقضات التي حفِلت بها، على امتداد العهود الجمهوريّة السابقة وحتي تاريخه, وحتي تتقدم مصر وتواكب ركب الحضارة ويستريح المصريون من تعب السنين ومرارة الحرمان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل