الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اخوان اليمن والتحرك فى الظل

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2018 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


منذ اليوم الأول للوحدة اليمنية , كانت اهتمامات النخبة الشمالية وتابعيها هو كيفية السيطرة على الجنوب وتحويله إلى منطقة نفوذ و غنيمة لها , ونجحت بذلك بعد حرب صيف 1994 , عندما سقط الجنوب في براثن قوى الظلام والمكر والغدر القبلي والسياسي المتخلف , التي قادها عفاش والزنداني وحزبيهما المؤتمر والإصلاح ( أخوان اليمن ) , الذين تقاسموا الجنوب كغنيمة حرب فيما بينهم , وقاموا بعدها باستجلاب العناصر المتطرفة والإرهابية من كل بقاع العالم واسكنوهم في محافظات الجنوب, و فتحوا لهم معسكرات قريبه من عدن للدفاع عن مصالحهم ولابتزاز الجنوبيين ودول الجوار والمحيط الإقليمي والدولي , ولكن اليوم ورغم الصعوبات ومؤامرات الأخوان وحرب الحوثي وعفاش , استطاع أبناء الجنوب إعادة وجه الجنوب الحضاري إلى ما كان عليه قبل الوحدة والقادم أفضل .
الخلاف بين المؤتمر والإصلاح في نهاية تسعينيات القرن الماضي لم ينهي ود التقاسم والحفاظ على ما تم نهبه في الجنوب ورغم الخلاف السياسي بينهم , إلا أن الجنوب ظل منطقة هادئة لا يمسها أي ضرر أو خصومه رغم خروج الإصلاح من الشراكة السياسية في السلطة مع المؤتمر , ولكن خروج أخوان اليمن من إدارة البلاد كان يعني الشروع في تنفيذ سيناريو جديد للعودة إلى السلطة ولو بالتأمر أو بقوة السلاح , وهو ما عملوا عليه وبصمت أفضى في النهاية إلى محاولة اغتيال عفاش ومن معه في جامع النهدين و بروز ترسانة قوية من القوات والسلاح على رأسها كانت الفرقة الأولى مدرع , التي فر اغلب منتسبها إلى مأرب , بينما بعض القيادات العسكرية والسياسية الإخوانية هربت إلى خارج صنعاء بعبايات وآخرين لجئوا إلى تركيا حيث أموالهم , التي نهبوها من الشعب وحولوها إلى تركيا ودول أخرى عبر شبكات مصرفية إسلامية داخلية وخارجية لها ارتباطات مع النظام المالي العالمي من خلال الاستثمارات باسم شركات خاصة و وطنية في اليمن .
لا يخفي على احد في الشمال والجنوب قوة تماسك جماعة الأخوان في اليمن وحبها لنشر إيديولوجيتها واستغلالها للدين من اجل الوصول إلى السلطة ونهب الثروات وإزاحة كل من يقف في طريقها , و تاريخ هذه الجماعة منذ تأسيسها عام 1928 في مصر أي قبل تأسيس واستقلال العديد من الدول العربية حافل بالاغتيالات والمؤامرات والانقلابات , وفي اليمن كذلك , حيث تحالفوا مع عفاش من اجل تقاسم السلطة و الجنوب , وعندما أخرجهم عفاش من مواقع السلطة تحالفوا مع الحوثي ضد عفاش وحاولوا اغتياله , وعندما تحالف الحوثي وعفاش ضدهم لم يكن أمامهم من مخرج سوى لبس العبايات والفرار من الشمال والتحالف مع الشرعية مع إبقاء قواتهم المرابطة في الجنوب ( حضرموت ) في حالة هدوء تحت اسم الشرعية إلى حين استخدامها كالعادة في تحالف شمالي شمالي ضد الجنوب , فهذه الجماعة في الوقت الحاضر مشغولة في الخروج من النفق المظلم والمخزي , الذي وضعت الجماعة فيه نفسها بعد اجتياح الحوثي لصنعاء و محاولتهم المكشوفة لتخريب الجنوب المحرر في ظل الشرعية الرخوة .

جماعة الأخوان والمؤتمر وأنصار الله والقوى السياسية والحزبية في الشمال من الممكن أن تختلف فيما بينها , ولكن عند ذكر اسم الجنوب فهم دائما يتوحدون , وأخوان اليمن بالذات في كل صراعات ما بعد الوحدة وخاصة في الشق , الذي يرتبط بالجنوب لم يكونوا عفويين رغم فقدانهم للروئ الإستراتيجية , فهم كانوا ينجحون بسبب عملهم الدائم في الظل وبطريقة ميه من تحت تبن وتجنبهم المواجهة المباشرة, يستخدمون سلاح الازدواج السياسي و يقفون دائما مع الخصم و ضده والطرف التابع لهم , الذي يكسب يعمل في السر على لم شمل الجماعة من جديد لتوحيدها , إلا في الوضع الراهن و خاصة بعد المواقف الصلبة للجنوبيين ومقاومتهم وهبتهم الشعبية لدحر الحوثي وعفاش من المناطق الجنوبية وصولا إلى عمق الشمال بمساعدة التحالف وعلى رأسهم السعودية والإمارات , أصبح الإخوان يدركون أكثر من أي وقت مضى أن عنصر المكر واستعراض العضلات القبلية والعسكرية قد ولى بغير رجعه , وأن صمت الجنوبيين عن قواتهم المكدسة في حضرموت وتعز ومأرب لم تعد ترهبهم , وهم تحت المجهر الجنوبي بشقية السياسي والمقاوم , فالحيطة والحذر واجب من أخوان الغدر , فهؤلاء بالإمكان أن يتفقوا مع من تبقى من قوات الحوثي و بإسناد من جهلة القبائل للقيام بمحاولة يأسه لاجتياح الجنوب من جديد , وما الحديث عن الزنداني وافتتاحه مقهى فخم لتعاطي الشيشة في مدينة إسطنبول وردم وإخفاء عفاش قبل مماته لآبار نفطية في محافطة الجوف والحديدة وذمار , ليس سوى طريقة رخيصة لصرف الأنظار عن سيناريو جديد يتزعمه أخوان اليمن مع بقايا الحوثي والمؤتمر لفرض الوحدة المغفورة سياسياً وإن لم تنجح اللغة السياسية يمكنهم اللجوء إلى القوة العسكرية , ولكن إن استخدموا القوة في هذه المرة فستكون هذه ألمحاوله الأخيرة والخاتمة لقوى الشر القبلي والعسكري في الشمال وأولهم الأخوان , الذين سيختفون مثلما اختفوا في مصر , التي انطلقوا منها قبل 90 سنه ,أما أعضاء المؤتمر سيتفرقون ويتمزق حزبهم أكثر مما هو عليه حاليا ويبقى منه الاسم والتاريخ الأسود شاهد عليهم وعلى تدميرهم للوحدة والبلاد , وأنصار الله ربما يفكرون بعدها بفتح لوكندات في كهوف زعيمهم الحوثي للنوم وتعاطي القات والشمه .


د . مروان هائل عبدالمولى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ