الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا.. تنتظرها مصير كل الديكتاتوريات

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2018 / 6 / 1
القضية الكردية


كتب أحد الإخوة المتابعين تعليقاً مطولاً بخصوص قراءتي عن مصير مماثل لأردوغان وتركيا، كما كان مصير من سبقه كصدام حسين حينما غزا الكويت بحجة إنها المحافظة التاسعة عسر ويجب إعادة الفرع للأصل بحيث كانت بداية النهاية للنظام العراقي وهكذا فربما مشاريع أردوغان وتركيا في إعادة العمل بالميثاف الملي تكون بداية النهاية لأردوغات والدولة التركية الحالية ويبدو أن قراءتي لم تلقى قبولاً لدى ذاك الأخ المتابع لأسباب خاصة تتعلق بمواقف محددة من كل من الإدارة الذاتية وإسلامية حزب العدالة والتنمية فقد جاء تعليقه كنوع من الدفاع عن تركيا وقوتها حيث كتب يقول: "لا يجب الأعتقاد بأن المثال العراقي الكويتي ممكن أن ينطبق على تركيا الحليف الأول الشرق أوسطي للناتو، باقتصادها القوي و تجارتها القوية مع الكثير من القوة الإقليمية و خاصة العالمية و بالأخص الإسرائيلية. كما يجب عدم النسيان بأن تركيا الآن مستعدة للتنازل عن أي شيئ للغرب ولأمريكا و لاسرائيل إذ هذا التنازل قدم لها شيئاً استراتيجياً لها. لا يجب استصغار تركيا و مقارنتها بالعراق و بصدام".

وأضاف كذلك "كما يجب عدم نسيان بأن تركيا مستعدة بيع كل العرب و كل المسلمين، و تبقى مع ذلك مسلمة و حامية حمى الاسلام بنظر الكثيرين من المسلمين (كما يحصل الآن تماماً). و لا تنسى بان الغرب هو عاهر كبير: فإذا حصل هذا الغرب على شيئ من تركيا لصالح اقتصادي أو يهودي اسرائيلي أو أميركي، فالغرب مستعد أن يلمع صورة تركيا أكثر مما كانت عليه منذ عدة عقود. لا تنسى بأن الحملة الاعلامية و الهجمة الإعلامية الحالية الغربية الخجولة على اردوغان سببها ليست سياسات تركيا في عفرين، بل مواقف اطلقها اردوغان بشأن غزة و فلسطين (رغم أنو هو عم يتلاعب و يستغل هالقضية الفلسطينية)، لكن بمجرد أن يتنازل اردوغان و يخفض صوته: كل شيئ سوف يكون مسموح له. خاصة أن الغرب و امريكا يريدون أن تبقى تركيا حليفتهم و أن لا تذهب بعيدً مع الروس. لذلك: للآسف فكرتك في المقالة بريئة، مع احترامي. لكننا تعودنا على هذا النمط التفكيري و التحليلي من الكورد. أنت متل الي عم يغمض عينو و يحلم عن قصد و متعمداً الحلم، مشان ما يشوف الواقع و يتألم كتير، فبيعطي بنفسو لننفسو أمل. تركيا ليست من الدول التي تجازف، على الاطلاق".

والآن إليه الرد على ما ذكر من نقاط ومواضيع.. أولاً لقد أبديت إعجابي بتعليقك ليس موافقةً، بل للجهد والتعب ومحاولتك الطيبة لنقاش المسألة بعقلانية، لكن وبما إنك حاولت أن تذكرني بعدد من النقاط، فدعني كذلك أذكرك بالكثير مما نسيت عزيزي:

- لعملك؛ كما الآن تركيا حليف قوي للغرب والأمريكان كانت كذلك العراق وصدام في مراحل تاريخية محددة حيث في حربها مع إيران تم دعم العراق من قبل تلك الدول.

- إن الاقتصاد العراقي وبما تملك من مخزون نفطي كان وما زال أقوى من الاقتصاد التركي الذي عرف الانعاش نتيجة السياسات الأمريكية الغربية في مساعدة تركيا في مرحلة ما واليوم ها هي الليرة التركية تنهار بسبب التخلي عن دعم الاقتصاد التركي.
- العراق وصدام كان يتنازل للغرب عن كل شيء وحتى عن عروبته بشرط أن يبقى على الكرسي وأنسى قضية الشعارات القومية التي كان ينادي بها.

- الغرب كان وما زال عاهراً كبيراً يبيع كل شيء في سوق التجارة وكما باعت صدام سابقاً سوف يأتي ذاك اليوم الذي تبيع فيه أردوغان .. فهي تبحث بالأخير عن مصالحها وليس مصالح حلفائها في العالم.

- ولا تنسى أخيراً بأن الغرب في حربها الأخيرة بالمنطقة والتي بشر بها كيسنجر بأنها ستكون الحرب العالمية الثالثة، تريد إضعاف قطبي الإسلام؛ أي السنة والشيعة وعلى رأسها كل من إيران وتركيا حيث تمثلان قطبي السيادة وبذلك فإن دور تركيا في التفكيك والاضعاف سيأتي وسيوافقهم الروس كذلك حيث ليست من مصلحة الأخيرة أن تكون تركيا دولة قوية على حدودها ولأسباب دينية ثقافية وكذلك اقتصادية.

وأخيراً لنرى من منا يقع في براءة التخيلات الوهمية "ويحلم عن قصد و متعمداً الحلم، مشان ما يشوف الواقع و يتألم كتير، فبيعطي بنفسو لننفسو أمل".. طبعاً قراءتي ربما في جزئيات محددة تخضع لنوع من الحالة الرغبوية، لكن أحاول قدر الامكان أن أحافظ على موضوعيتي ولعلمك لم أقل بأن تركيا سوف تشهد خلال أيام وأشهر ذاك السيناريو، بل سنحتاج لبعض الوقت ليستكمل سيناريو الانهيار لهذه الدولة التي بدأت تخرج عن الطوق والدائرة المرسومة لها وربما باتت بعض المراكز الاستراتيجية ترسم الخطط والمخرجات المستقبلية لإيقافها وإسقاطها في وهم "ميثافها الملي".

وآخراً ولعلمك؛ ما من طاغية يستمر إلى مالا نهاية وبذلك فإن مصير تركيا ستكون مثل مصير كل الديكتاتوريات التي شهدها العالم .. والآن حاول أن تفكر وذلك قبل أن ترفض ما أوردت لك عزيزي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: عملية رفح سيكون لها تداع


.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: أميركا عليها أن تقول لإس




.. الشارع الدبلوماسي | مقابلة خاصة مع الأمين العام للأمم المتحد


.. اعتقال متضامنين وفض مخيم داعم لفلسطين أمام البرلمان الألماني




.. الحكم بإعدام مغني إيراني بتهمة «الإفساد في الأرض»