الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتحف المصري الكبير وفساد الدولة الكبير

أحمد بدوي

2018 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


المتحف المصري الكبير هو مشروع ضخم لوزارة الآثار المصرية وسيتم افتتاحه جزئيا نهاية العام الجاري وفقا لتصريحات وزير الآثار المصري خالد العناني. يستعير الوزير المصري وصف المشروع بأنه هدية من مصر إلى الإنسانية نصا من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عندما وصف الأخير مشروع حفر قناة سويس جديدة بأنه هو الآخر هدية من مصر إلى الإنسانية، وهذا المشروع الأخير أرهق الاقتصاد المصري بتكلفته العالية (8 مليارات دولار) وثبت لاحقا عدم جدواه الاقتصادية في بلد يمر بظروف اقتصادية صعبة ويطالب مواطنيه ليلا ونهارا بالتقشف. وعلى الرغم من التكلفة الضخمة لمشروع المتحف المصري الكبير وشبهات الفساد حوله وإهدار المال العام، تتفاوت تصريحات وزير الآثار المصري ومدير المتحف بخصوص التكلفة الإجمالية الفعلية للمشروع. يتحدث مدير المتحف أن تكلفة المشروع ستصل إلى مليار دولار، وأنها تكلفة منافسة جدا مقارنة بتكلفة متحف اللوفر بأبوظبي، ولكنه في الوقت نفسه يتجاهل تماما وعمدا أنه لا تصح المقارنة بين المشروعين أو الدولتين، وأنه ولو صحت المقارنة فإن المتحف الإماراتي قد صاحبه جدلا فنيا وأكاديميا كبيرين؛ نطرا لشراء الإمارات حق استخدام اسم اللوفر من فرنسا لمدة 30 عاما مقابل أكثر من نصف مليار دولار، بينما تصل تكلفة الإنشاء الفعلية للمتحف الإماراتي حوالي 100 مليار دولار فقط. يزيد الأمر شكوكا حول تكلفة ونفقات المتحف المصري الكبير تصريحات مغايرة لتصريحات مدير المتحف من قبل وزير الآثار نفسه بأن التكلفة تصل إلى مليار وخمسين مليون دولار، بعدما تم تقليصها من مليار و300 مليون من قبل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية. هذه التصريحات المتفاوتة وشبهات الفساد والتكلفة الضخمة تأتي في وقت كان قد صرح فيه الوزير نفسه بأن وزارته تقترض مبلغ 81 مليون جنيه (4.5 مليون دولار) لدفع مرتبات الموظفين. وبعيدا عن تكلفة المشروع الضخمة وجوانبه الاقتصادية، يحيط الغموض بعد افتتاح المتحف المصرى الكبير بمصير المتحف المصري العريق الواقع في قلب القاهرة والذي تم افتتاحه في بدايات القرن العشرين عام 1902 كواحد من أوائل المتاحف العامة في العالم، خاصة وأن كثيرا من القطع الأثرية الهامة لن تغادره حتى بعد افتتاح المتحف الكبير وفقا لتصريحات المسؤولين المصريين. وفي الوقت الذي يتحدث فيه المسؤولون المصريون أن المتحف المصرى الكبير سيبهر العالم ويجذب السياح، تعاني القاهرة التاريخية وبقية المحافظات المصرية من أزمات في التعليم والصحة وتهالك البنية التحتية وتهدد المناطق الأثرية والتاريخية وانتشار العشوائيات والقمامة مقابل إهمال الدولة الكبير وتسخير طاقاتها في مشروعات مليارية عملاقة مشكوك في جدواها الاقتصادية وأولويتها وطريقة إدارة نقفاتها من أمثلة هذا المتحف المصري الكبير، وقناة السويس الجديدة، وإنشاء عاصمة إدارية جديدة (45 مليار دولار)، وغيرهم من مشروعات الدولة غير الديمقراطية. إن هذه السياسة بتوابعها السلبية تتحمل مسؤوليتها الدولة المصرية وليس الشعب الذي تطالبه الحكومة بالتقشف وتحمل أعباء فسادها وفشلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس