الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب القسم

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


من امرأة ذات وجهين إلى رجل بدون وجه
يا شعب سورية المظلوم
حتى تتخلّصوا من الدكتاتورية تلصوا من السوبر ثورية وهي الوجه الآخر لها.
الآن فهمت لماذا يفعل الأسد ما يفعله بالشعب السّوري. فقط لأنّه لم ير وجهك الذي يقطّر بالثورية. طوبى لصبرك وحلمك أنت يا رجلاً دون وجه!
إلى جميع الأصدقاء الافتراضيين: لن تنتصر قضية الشعب السّوري بوجود هذا الكمّ من العظماء. لم أر بين السوريين الافتراضيين سوى العظماء الذين يحلّقون فوق الغيم، وعندما يختلون بصفحاتهم يكيلون المديح لأصحاب النعمة. حتى لو كنت سجيناً سابقاً، أو خسرت بعض أهلك، فإن هذا لا يعطيك الحق في التجاوز. احترم نفسك عندما تحدّث أيّ إنسان، وبخاصة لو كانت امرأة!
أودّ أن أقول رأيي وفق رؤيتي. أخشى أن أمرّ على صفحات الثوريين الكبار من الفنانين والكتاب، ورجال السياسة، فلو كتبت كلمة في مديحهم لسألوك ماذا كنت تقصد؟ وما الهدف؟
بطبعي أحبّ الشباب حتى لو كانت آراؤهم مخالفة لرأيي. فهم أمرن بكثير، لكن من يصل إلى السّتين بيننا ، وهو يعتقد نفسه سوبر ثوري يكون قد أصابه" الخرف الشيخي المبّكر". أنا لست في السّتين. إنّني في السبعين، وقد أصابتني انتكاسة أعادتني إلى العشرين.
اسمحوا لي أيها السوبر ثوريون الذين تزحفون خلف بعضكم البعض- علّكم تحصلون على الفتات - أن أقول لكم وأنا أتحدّث بوجهي الحقيقي، وليس بوجهين إحداهما باطني، فالوجه الباطني خبأته لوقت الشّدة، ومن باب الاحتياط باطنياً قمت بإعلان سنيتي كي لا يقطعوا رأسي عندما يحين وقتهم. إذن أنا بوجه واحد اليوم كونني أعلنت سنيتي مع سقوط أول قطرة دم.
المأساة كبيرة، وقد كانت في البدء مأساة درعا وحمص والسّنة، وأصبحت مأساة الجميع فيما بعد ،فالموت يقهر الجبابرة، والجميع مات.
لماذا أخشاهم؟
تسألون من هم؟ عباقرة سورية الذين لا يخيب ظنهم بأنفسهم فهم قادوا مواقع، وأخبار، وهيئات في حكومة الأسد واليوم يقودون خارج السّرب ويطلبون منا البصمة على ما يقولون.
أليس عاراً أن تتجسس على صفحات الآخرين كي تعرف ما يقولون؟
وهل أنت فارغ الأشغال؟
حتى الآن لم أحذف من أصدقائي الافتراضيين سوى خمسة جميعهم كتّاب. لم يعجبني شعورهم بالعظمة ليس إلا، وباعتبار أنني انتكست إلى العشرين فأنا أحمل حساسية الشباب، ورأيت أنّ الصفحات الخمس كانت تعكر مزاجي، ولا أعرف من يحذفني إلا بالصّدفة.
أما الوجه الثاني وهو الباطني فهو الذي يسمح لي بالتحدث بحريّة على أن سلمية هي لأهل السلمية ولا يختصرها اسم شخص، وأنّني أفخر بالانتماء إلى عامودة بشخصي، فقد عرفني أهل عامودة باسمي وليس باسم زوجي. وكوني من الأقليات فإن هذا يسمح لي أن أدخل في المحظورات والحديث عن الأقليات بطريقتي، والتي أرفع وتيرتها أحياناً لدرجة أنني تجرأت أن أطلب من قيادات كردية طلب سراح شاب كردي عمل كصحفي واعتقل لأنّه مع البرزاني، وهم يقبلون مني التدخل حتى لو لم يلبوا طلبي، وأعتبر هذا ميزة لي.
خففوا من غلوائكم يا سادة، فلقد جعلتمونا نكفر بالحياة، وأخرجتم الإيمان من صدور الناس. هل أنتم سورية المستقبل؟ إذن هنيئاً عليكم سورية هذه، فقد سئمت التعامل مع أناس لا يجيدون الحديث إلى امرأة. هناك أصول للحديث ، فالحرة وسام ابتكار لا علاقة له بالحريّة. أحترم نفسك عندما تخاطب امرأة وبخاصة إذا كانت لا تواجهك.
نعم . إنّني امرأة وأعتز بأنوثتي، ولا أنتمي إلى من تسموهنّ الحرائر. أنا من الأحرار، وهي كلمة ليس فيها مذكر ومؤنث مثل العبيد فهناك امرأة عبد، ورجل عبد.
الرحمة لروح من رحلوا، واللعنة على جميع السوريين العظماء الذين يقودون العمل في جميع المجالات. سورية تحتاج لشباب متواضع يقود النّضال. ليس مؤلّفاً، ولا حتى سياسيّاً. فقط لديه مشاعر يفهم بوجع النّاس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة أكسفورد البريطانية يواصلون الضغط على جامعتهم لمقا


.. خفر السواحل الجيبوتي يكثف دورياته بمضيق باب المندب




.. وصفته بـ-التطور الشائن-.. وكالة -أونروا- تغلق مجمّع مكاتبها


.. بين مؤيد ومعارض.. مشرعون أمريكيون يعلقون على قرار بايدن بتجم




.. السويد.. مسيرة حاشدة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي في