الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
إيقاع المسحراتي واخر مطبلاتي ...
مروان صباح
2018 / 6 / 3مواضيع وابحاث سياسية
أحد عشر شهر في السنة يعيشها المرء في ظل المطبلاتي وشهر واحد يعيشها الناس مع المسحراتي ، رغم أن ، أساس إيقاع الإثنين واحد ، لكن ، شتان بين من يتراقص قبله على إيقاع الغرائز وبين من تتعالى روحه لتسمو فوق الغرائز ، ولكل شيء في هذه الحياة له إيقاعه ، ابتدءً من الأرض والسماوات وما بينهما ، من الليل والنهار وما يسقط من الأعالي أو ما يخرج من البواطن إلى تلك النطفة التى تتدحرج بإيقاع مفعم بالحنين الأبوي ، وبالتالي تقع في رحم المرأة ، ثم ينتهي الأمر بها ، بتكوين إيقاعات مختلفة ، تجتمع في إنسان ، ما أن يخرج حتى تتوالى الصرخات والصيحات ، يبدو أنها ، صيحات تعبر عن رفضه العيش أكثر من ذلك في غلاف صغير ، وهذا يدلل ، أن ما خفيَ من إيقاعات غير مسموعة أو مشاهدة ، أبلغ من إيقاعات هي ظاهرة ، لكن الايقاع اللغوي يبقى الأهم وهو المعبر عن ذلك كله ، لأن مع مرور الوقت ، تتّضح أسباب ذاك الضجيج الاول ، النقي ، الذي وقع على مسامع الوالدين بإيقاعاته الاشتياقية ، هي في نهاية المطاف ، ليست سوى مطالبة مبكرة وصريحة بالحرية ، لكنها فاقدة التعبير .
وبهذا المعنى الخفي يصبح إيقاع الكلام ، هو سيد الإيقاعات ، لكن ، بعد هذا النسل البشري ، تكشف لنا البشرية حقيقة دامغة لا لَبْس فيها ، بأن النطق المحكي ليس جدير بكل الناطقين ، تماماً ، كالكلاب ، فالعواء لا يصح في كل الأوقات ، فهناك كلاب تعوي فقط من أجل لفت الانتباه بأنها موجودة ، أي يعني ، المشاركة في ذات الوظيفة لا يعني أبداً ، أن الجميع قادر على التحليق أو التغريد ، من هنا ، قدم الله عز جل نصيحة لعباده بخفض الصوت ، لأن، إنفلات الايقاع الصوتي ، يجعله كصوت الحمير ، وايضاً جاء في النص القرآن الكريم ، أقصد في مشيك ، أي اجعله مضبوط الايقاع ، اي أن ، الايقاع في جميع المجالات مرتبط بالمعرفة والسياق الدلالي ، ومع غياب المعرفة يتحوّل الكلام والحركات إلى حالات بهلوانية ، تماماً ، كالذي يمارس الرياضة وعضلاته لم تطرأ عليها تحسن أو وزنه بالعكس يشهد زيادة .
إيقاع المُسحراتي إيقاع استيقاظي للسحور ، هي دعوة إيقاعية لاكتساب سعرات حرارية من أجل مقاومة ساعات الصوم عن المأكل والمشرب ، ومن جانب أخر ، هو إيقاعي روحي ، غير مرئي لكنه محسوس ، يتفاوت فهم دلالته من شخص لآخر وهذا يسمى الإبداع الفردي ، أما إيقاع المطبلاتي ، هي دعوة غاباتتية / غرائزية ، لا ضوابط لها وإيقاعاتها منفلتة ، فهناك من يطرب على إيقاع حسون وآخر ، تطرب غريزته على خلفية أمرأة وثالث يجمع بَيْنهمَا ، وهذا بالفعل ، هو أمر حاصل في اللغة ، هناك من ينام الليل من أجل أن ينضم إلى حلقة ثرثرية في الصباح ، يقال كل شيء فيها ، لكن ، لا معنى بكل ما قيل ، وآخر، ينام في النهار من أجل الاستماع في الليل إلى مطبلاتي ، كل قيمته ، يقف خلف امرأة ترتعش في سوق نخاسة متجدد ، بالبطع يناسب الحداثة المعاصرة ، كأن أحياناً ، المبالغة في الحركات الجسدية ، تُعبر عن نقص في إمكانية التعبير الكلامي من جهة أو خوفاً من الإفصاح عما يدور في ذهن المرء من خذلان ، لكن الملفت في كل هذه الأسواق ، سوق الجرائد الورقية التى أنتجت بعد عقود من طباعة الحبر ، مواقع اخبارية متعددة الأوصاف ، حبرها هوائي / عنكبوتي وعابر القارات ، يقال فيهما كل شيء دون استثناء ، وأهمها الإعلانات التى تروج للراقصات والكباريهات أو التجارة العامة أو ذلك الفن الذي يطغى عليه التعري تحت عناوين متعددة ، لكن ، يبقى السؤال ، كيف يكمن لكاتب أو شاعر ، الذي لا ينفك في الليل ولا في النهار من كتابة الوعظ ، وفي مطلع الفجر توضع موعظته وصورته في أكبر سوق نخاسي يختصر العصور ، إذا ، لماذا التعجب أيها القارئ ، بل ، ما عليك إلا أن تأخذ نفساً عميقاً ، لتستمع مني خلاصة مدوية ، ليسوا جميع المثقفون إيقاعهم واحد ، لكن عبدة المال ايقاعهم واحد ، فالمال يجمع العبيد على اختلاف مهنهم ، لكن من ذاق ذاك الماء النقي الحي ، لا يمكن له ، أن يذوق عرق الكابريهات الذي يصيب قلم هنا وصوت هناك أو سياسي يهرول بينهما . والسلام
كاتب عربي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا
.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت
.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا
.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي
.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة