الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يين المفوّه والخرساء

شعوب محمود علي

2018 / 6 / 3
الادب والفن


بين المفوّه والخرساء

سكت المفوّه واعتلت خرساءُ
وتصاغرت قمم وغاض الماءُ
حتى البلابل حوصرت اجراسها
وخبت حناجر ماج فيها الداء
واستغرقت سوداء تعرض سحرها
وتراجعت في العالم الحسناء
واستعرض اللص المشين مخادعاً
حتى تهيّب كيده الشرفاء
يا يوم يوم الحسم كيف تطاولت
اقزام جيل وارتقت حرباء
كنّا مراصد أنجم ببروجها
تخبو وتطفو خنافس سوداء
ويظلّ وجهك عالقاً في ليله
وبعينه انطفئت فلاح بلاء
النجمة الخضراء خفّ وميضها
وتخبّطت في ليلها عمياء
من أين تنحدر الخطوب لساحنا
زلزالها يأتي ويأتي الداء
هذا الخليط أتى ليرسم لوحة
في قعرها ماء طما ودماء
واصطفّ في المضمار مهر عراقنا
فتجاوزته بغلة عرجاء
كنّا نردّد في ظلال مناحة
في بحر أدعية فجاس نداء
ليغيث منهوبين ما برحت
في الظل تغزل حزنها الخنساء
يتظاهرون بعمّة وبتربة
إبليس يجبل طينها ويشاء
حملوا الأمانة مثل شيطان أتى
في ثوب قدّيس علاه دهاء
يا زمرة طبعت على شرّ نما
في ظلّ سرّاق نضت أسماء
كي تحوي هذا الشعب مسّت قدسه
يد ناكر فاضت لها نعماء
ما أن أدار الظهر حتى استمرئت
طعم الحرام فغاب عنها بهاء
يا شعب كم مرّوا بحلمك فاستوت
أقزامهم من يوم حلّ الداء
سلخوك شاة يوم مصّوا عظامها
حتى النخاع فجلجل الخصماء
في الظلّ كم رضعوا حليبكَ دافئاً
ونبات شَعْركَ منه كان فراء
يقضون في المشتى بقيّة فصلهم
وبجلدك العربي كان رجاء
من قبح فعلتهم فقصّوا نواصياً
ليد جّنوك وأنت أنت سماء
داسوا جبينك واستحلّوا بكفرهم
ديناً وتاريخاً فطاح لواء
هم نكّسوه وجلّلوا أبناءه
ذلّاً وما قصرت يد جذّاء
يتذرّعون وما بهم من محنة
أيديهم اسودّت وغاب بهاء
كانوا هنا سقط المتاع وجوههم
تحت القناع تلفّها الظلماء
شربوا السعادة من كؤوس ذنوبهم
وذنوبهم ضاقت بها البيداء
حصبوا النجوم وفي الظلام تصافحوا
أحلامهم قصرت فغاب وفاء
وتكدّر الوطن الحليم بزمرة
شاب الرضيع وضجّت الأحياء
من فعل ما اقترفوا فتلك عصابة
درجت على السرقات ساعة جاؤوا
شربوا السعادة من دموع صغارنا
وتمايلوا رقصاً فهبّ بلاء
لمسوحهم بالأمس ما قد كرّسوا
أحلامهم كبرت فمات نماء
وتكدّر الوطن الغني بعصبة
شاب الرضيع وضجّت الأحياء
قتلوك يا وطني بفضل سلاحهم
عمّ الفساد فغرّد الضعفاء
جاسوا لكسر العظم وانتشروا هنا
مثل القراد لنا فكان عزاء
ضمروا الشرور فكنت انت ضحيّة
مذ شيّعوك تألّقت أسماء
جاسوا لكسر العظم وانتشروا هنا
قدراً وصحنك امّه الفقراء
زاروا وللزوّار صرت مدارياً
يوم ابتليت فجدّد الرقباء
دفنوك قبل الموت واحتفلوا هنا
عند المقابر عدّد الرقباء
أسباب موتك كان موتك شائعاً
بين الجموع فمجّد الشعراء
ذكراك بعد الأربعين فجدّدوا
والذكر يكمل لو رعى الامراء



























التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم


.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع




.. هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية