الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق ملتبسة؟؟ .............. [ورقه/8] الحراك الأردني : موجة ثانية لل ((الثورات العربية)) ..أم هو.. استكمالاً لخراب (الربيع الأمريكي)؟؟(1-2)

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2018 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


مقدمات قهريه.. ونتائج كارثيه!!
كانت الأردن هي البلد العربي الوحيد الذي نجا من كوارث " الربيع العربي" الأمريكي، لكن هذا الحراك الواسع الأخير للجماهير الأردنية، قد يجعل من الأردن البلد العربي الأخير الذي سيدخل لـ "موجه ثانيه" مجدده لروح الثورات العربية الذي سلب بالإكراه الإسلاموي، أو أنها ستكون استكمالاً لخراب "الربيع العربي" الأمريكي، الذي يكاد أن يكون أفعى شديده السمية التفت على رقاب العرب وبلدانهم جميعها، وأخذت تنخر بأروحها وتركيباتها المجتمعية والإنسانية الواحدة تلو الأخرى.. وقد يكون الأردن ـ لا سامح الله ـ آخر هذه البلدان!!
وفي الحالتين العربية والأردنية معاً، كانت هناك مقدمات قهريه ابتدأت من العراق وفي العراق، خلفت ورائها نتائج قهريه عمت الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه، وقد تكون هي اتي حطت رحالها الأخيرة في الأردن الآن.. فمن الضرورة القصوى الاطلاع أولاً على تلك المقدمات القهرية ونتائجها الكارثية التي دخلت كل بيت وشارع ومدينه عربيه تقريباً!!
*****
فلقد فاجأت الجماهير الأردنية الحكومة والشعب الأردني والعربي وربما حتى نفسها بحراكها الشديد القوة هذا، والشبيه بحراك "الثورات العربية" مطلع عام 2011 تماما!.
وقد أكمل هذا الحراك الأردني أسبوعه الأول، واستطاع في نهايته أن يسقط حكومة (هاني الملقي) ويأتي بحكومته جديدة يرأسها (عمر الرزاز) أبن القيادي في حزب البعث العراقي، وعضو قيادته القومية المعروف "منيف الرزاز" الذي أعدمه صدام حسين في ثمانينيات القرن الماضي، لخلاف بينهما حول الحرب مع إيران كما أشيع في حينها!!
ولنفس السبب أطيح بالرئيس العراقي الأسبق (أحمد حسن البكر) وبالقيادتين القومية والقطرية للحزب، وقد تمت تصفيه القيادتين معاً فيما عرف بـ "مجزره قاعه الخلد" والتي تم على إثرها إعدام المئات من القيادات والكوادر الحزبية المتقدمة، بذريعة اشتراكهم مع "النظام السوري" في "مؤامرة على قياده الحزب والثورة" الجديدة، الممثلة بصدام حسين والمقربين منه في أجنحه الحزب المتعددة!.
وبعد هذه التصفيات الشاملة للقيادات التاريخية، خلا الحزب من جميع الرؤوس التاريخية الكبيرة التي يخاف صدام حسين منافستها ومزاحمتها له على المركز الأول في الدولة والحزب.. فبعد هذه التصفيات الشاملة لجميع القيادات، أصبح البعث "حزباً صدامياً خالصاً"، ينحصر في التصفيق لصدام والثناء على حكمته البالغة، ونظم الأشعار والأغاني والأناشيد لسيادته "حفظه الله ورعاه" وتسخير الإعلام والفن والثقافة وجميع أشكال التعبير الأخرى والدولة بكاملها، لخدمه صدام وعائلته وعشيرته و"العوجة" قريته!!
وكان صعود صدام إلى المركز الأول في الدولة والحزب، وقيامه كل هذه التصفيات الشاملة للحزب ولقياداته التاريخية المعروفة، قد تمت في نفس العام الذي قامت فيه الثورة الإيرانية، أي، عام 1979.. وكانت حالته وكأن هناك قوه خارجيه أكبر من صدام حسين نفسه، تدفع به إلى الحرب مع إيران واستعجال نتائجها، والتي تحولت واقعياً إلى بداية كوارث لا تنتهي للعراق أولاً ولعموم العرب ثانياُ.. ومنذ ذلك التاريخ المشؤوم من 1979 إلى اليوم!!
*****
ووقعت الحرب مع إيران كما خطط لها بسنواتها الثمان العجاف، وكانت وكأنها قدر لا مفر منه للعراقيين والإيرانيين معاً.. وقد تم من خلالها وفيها وبوسطتها، تجريف وتجفيف معنويات شعب العراق وثروات العراق ومستقبل العراق بكامله، ومن خلالها ملأت الأساطيل الأمريكية ـ وكأنه هذا كان مخططاً له ـ والبريطانية والغربية عموماً، الخليج العربي وبحر العرب والمحيط الهندي المقابل للجزيرة العربية بأكمله!!
ثم دخل صدام الكويت بعد انتهاء الحرب مع إيران بسنتين فقط 1990، ودخلت هذه المرة في إثرها ـ وكأنه كان مخطط له أيضاً ـ الجيوش الأمريكية والغربية بلدان الخليج العربي جميعها، وملأت قواعدها العسكرية ليس بلدان الخليج العربي وحدها، إنما الأردن ومصر والمغرب ومعظم الدول العربية الأخرى، بل وأصبحت الأرض العربية جميعها مستباحه تماماً من الدول الغربية ودول الجوار الإقليمية، كتركيا وإيران والصهاينة أيضاً!.
ودخل قبلهم جميعاً العراق وشعبه في حصار ظالم استمر لثلاثة عشر سنة عجفاء متواصلة، ودخل بها ومعها وبواسطتها في دوامه عرف بدايتها لكنه جهل نهايتها، والتي لا زالت مجهولة لديه لحد الآن.. لأن آثرها المدمرة لا زالت تخيم على حياته!!

ثم تبعها ذلك الحصار الطويل المضنى، الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وتدمير بنيته الوطنية والمجتمعية والإنسانية وحل جيشه الوطني وقواه الأمنية.. ففتح المجال واسعاً لقيام قوى مسلحه من خارج الدولة والنظام والقانون، لتحل محل الدولة الغائبة عن كل دور ومكان في العراق.. فتأخذ دورها المفقود سياسياً واجتماعياً وأمنياً!.
فجاء تنظيم القاعدة ودولتها "الإسلامية" وقائدها الزرقاوي إلى العراق، ثم قوى وتنظيمات ومسميات إسلاموية كثيره، كان آخرها وأشرسها وأكثرها وحشيه ودموية داعــــــــش، التي أكلت ثلث أرض وشعب العراق!!
وولد من قبلها أو معها توأمها ـ أي، المليشيات المسلحة بمختلف تسمياتها ـ والمقابلة لتلك التنظيمات الإرهابية بشرياً والمضادة لها نوعياً وعقائدياً وعسكرياً، وكان بعضها دفاعاً مشروعاً عن النفس أمام قوى إرهابية دموية فتكت بكل العراقيين دون تميز!.
فتحول العراق بسببها جميعها إلى ساحه لتصفيه الحسابات الدولية والإقليمية وحتى المحلية، على أرضه وبدماء شعبه، وكانت جميعها ولا زال بعضها يخوض بدماء العراقيين جميعهم إلى اليوم!!
وقبل كل هذا وإثنائه وخلاله (هُنْدِسَ وصُمُمَ) وضع العراق حسب نظريه "الفوضى الخلاقة"، فأصبح مركزاً دولياً بــ (بضاعته الطائفية) وخُلِقَ ودُرِبِ تجار متخصصون بتصدير هذه البضاعة الطائفية إلى جوار العراق والوطن العرابي بكامله، وحتى العالم الإسلامي كباكستان وأفغانستان وبعض مناطق الهند المسلمة وأجزاء كثيره من أفريقيا!!
*****
قد تبدو هذه مقدمه طويله ولا علاقه لها بالحراك الجماهيري الأردني الحالي.. لكننا بعد سطور قليله سنعرف أبوه كل هذه الأحداث وأمومتها الفعلية لهذا الحراك الشعبي الأردني الواسع، والمفتوح على كل الاحتمالات!!
[يـــــــــــــــــــــتـــــــــــــــــبـــــــــعه القسم الثاني غداً]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع