الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوائد رمضان بين الشريعة والقانون

سمير دويكات

2018 / 6 / 7
الادب والفن



يقال بان أسوأ الناس في البلاد هم الذين يقفون موقف الحياد من الامور وخاصة في الوضع بين القانون والشريعة في بلادنا وهذا الموقف قد كلفنا هزيمة وتراجع على طوال مائة عام فمنذ سقوط الخلافة الاسلامية ونحن في تراجع مستمر، وخلال هذه الفترة لم نشعر باي انتصار في اي شىء، اذ من المعلوم ان العرب لم ينتصروا في اي من الحروب الخارجية على اساس علماني او وطني او غيرها، انما لا يمكن حصر الانتصارات في الحروب التي قادوها على مفهوم العربي الاسلامي، اي ان العرب قبل الاسلام وبعد سقوط الخلافة لم يسجلوا اي تقدم او انتصار لصالح اي شعب، بل لم تنتظم في بلادهم اي عملية سياسية او اقتصادية او غيرها.
وهنا لست في صدد القول ان اقول ان الاسلام هو الحل او ان العلمانية والوطنية شرور، لكن الانسان على المستوى الشخصي يمكن في اي وقت ان يختار الاحسن، وعلى مستوى الدولة فهي تختار الاحسن، لقد كان لي دراسات مقارنة على مستوى القوانين الخاصة الدولية فوجدت ان افضل نظام طبق فوق الارض هو القوانين المستمدة مباشرة من الشريعة واولى هذه القوانين في فرنسا والمانيا وانجلترا التي استمدت من نظريات اسلامية بحته.
اعتقال المفطرين يوم امس في رام الله، كما مرات قبل، اعاد الاضطراب لدى الناس بين التفسير وفق القانون الوضعي وبين التفسير على اساس الشريعة، فعلى اساس الشريعة تصرفهم باطل ويحتاج الى عقوبة رادعة وهو اخلال اساسي بركن من اركان الاسلام، اما على صعيد القانون فهو كذلك اذا ما فسر على انه تجاهر في الافطار وقد جرمه قانون العقوبات الساري، وهنا وفق الاتفاقيات الدولية ربما يفسر على توسعة بانه حرية شخصية، مما يصطدم بالشريعة مباشرة، ولا يمكن القول في دولة تقول ان دينها الاسلام في الدستور وتحترم الديانات، الا ان هذا التصرف مخالف للقانون ومبادىء المجتمع.
فالاسلام صريح في كل قواعده، اذ اشهر صوره هي التي تتحدث عن ان لاهل الاسلام دينهم وغيرهم لهم دينهم بنصوص صريحة لا تقبل التاويل، وبما ان المسلمين يحترمون الاديان الاخرى والشعوب الاخرى فعليها ان تحترم شعائرهم، ولكن ما حدث امس هو ان المفطرين هم من اهل الدين وبالتالي ارتكبوا فعل مخالف للقانون المطبق فيوجب العقاب، في ظل حماية الدستور لهم والقانون وفق الاجراءات المعمول بها، لكن لا يجوز من اطراف التشدد في القول ان يصلوا بالامر الى درجة المسبات او الانحراف الخلقي، فمجتمعنا ليس بسليم في تطبيق الاحكام كون اننا لسنا مجتمع خالص اسلاميا اي مطبقه فيه الشريعة وليس قانونا وضعيا مطبق بعدالة صارمة، لذلك فان المقارنة بالغرب تقوم على انهم في اعقاب الثورة الفرنسية هم قاموا بترك الدين تماما في الكنيسة وطبقوا القوانين وبالتالي سهلت عليهم، اما في دولنا فكان الاسلام له تاثيره الكبير على الناس فذهبت الدولة في واد القوانين الوضعية وبقي الناس على دين الشريعة بكل احكامه، فوقع التشوه الخلقي في جسد الشعوب والحكومات، لذلك لم تنجح اي من الدول العربية او الشعوب في النهوض.
وفي فوائد رمضان، فهو شهر في كل سنة يعيد الناس الى العبادة الكاملة والصارمة وبالتالي حفظ الشهر الاسلام من الدثور، كذلك فوائد الشعور بحياة الاقل حظا في المال والمكانة وهو تطبيق للمساواة الكاملة بين الناس، وما فيه من فوائد القيام والاستمرار، وصلة الرحم، وما له من فوائد طهارة الجسد والروح خلال فترات الصيام، وما ينتج عنه من سلوك قويم لمعظم افراد المجتمع والتي تكون سببا في انتظام القواعد الحاكمة واحترامها بلا تكلف او اضطراب.
مثال، لو غادرت اجهزة الشرطة والامن مدينة مثل نيويورك فكم جريمة سترتكب، وكيف سيكون وضع المجتمع في ظل غياب القانون؟ بينما وعقب ثورة الربيع العربي في مصر التي سكنتها لاكثر من سنة لم يكن هناك اي حالات لحدوث جرائم غير عادية على الرخم من الازدحام وغياب الامن لاشهر طويلة وحاجة الناس البسطاء، وهو ما كان سببا الا كونه شعب مسلم يتحلى باخلاق الاسلام، ونحن في فلسطين نعيش اوقات طويلة لم ارى تطور في الجريمة بشكل غير عادي كما في البلان الاخرى على الرغم من غياب التواجد الكامل والمستمر للشرطة لوجود الاحتلال، فهي طبيعة في النفس لانها تربت على قواعد واخلاق شريعة الاسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا