الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اجبار ايران على مغادرة جنوب سوريا تمهيدا لطردها من كل سوريا

صافي الياسري

2018 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


اجبار ايران على مغادرة جنوب سوريا تمهيدا لطردها من كل سوريا
صافي الياسري
تحت ظلال تصريحات الرئيس الروسي بوتين التي اطلقها بعد استدعائه الرئيس السوري الى روسيا وفرض اوامره عليه بشان انسحاب كل القوات الاجنبية من الجنوب السوري والابقاء على القوات السورية فقط في مسعى لتجنيب المنطقة صراعات اقليمية ودولية وبخاصة بين ايران واسرائيل الامر الذي يزعزع استقرارها بحسب الايضاحات الروسية ،وهو ما اغضب الملالي وعدوه غدرا من الحليف الروسي محتجين بانهم انما حضروا الى سوريا بطلب من حكومتها وانهم باقون فيها على وفق هذا الطلب ،ولكن كل الوقائع تشير الى ان ايران ستستجيب للاوامر الروسية بالانسحاب فعلى وفق تقرير اعلامي تداولته مواقع الكترونية وصفحات الميديا الاجتماعية وورد فيه ان الأحداث العسكرية والتطورات السياسية في سوريا تتسارع جداً ، وفي كل لحظة يتفاءل فيها الجميع أن الأزمة هناك شارفت على النهاية ، يطرأ جديد ليغيّر هذه القناعة وليؤكّد أن الحرب السورية لن تنتهي بهذه السهولة .
آخر فصول هذه الحرب ، ما يجري في جنوب سوريا ، وهي منطقة إستراتيجية لا تخصّ الداخل السوري فقط بل يوليها الكيان الصهيوني إهتماماً خاصاً كونها مُحاذية للجولان المحتل .
حاولت إيران منذ إندلاع الثورة السورية عام ٢٠١١ وضع يدها على هذه المنطقة ، وإستطاعت بناء قواعد لوجستية ومراقبة وإطلاق صواريخ في نقاط متقدمة ، لكنها لم تفلح في السيطرة الكاملة عليها .
بالمقابل ، كان العدو الإسرائيلي يشنّ غارات شبه يومية على هذه القواعد ، كان أعنفها في الجولة الأخيرة بعد الرد الصاروخي الإيراني على الجولان المحتل بسبب غارات إسرائيلية أودت بحياة عسكريين وضباط ومستشارين من " الحرس الثوري الإيراني ".
إثر هذا الرد الإيراني الذي لم تعترف به طهران بل قالت أن النظام السوري هو من قام به ، شنت إسرائيل في ليلة واحدة عشرات الغازات إدّعت فيها أنّها دمّرت معظم القواعد العسكرية الإيرانية في جنوب سوريا .
تزامن هذا الرد ، مع زيارة تاريخية لرئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى موسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، أعقبها بعد عدة أسابيع زيارة لوزير الدفاع أفيغدور ليبرمان لموسكو أيضاً.
الزيارة المهّمة كانت لليبرمان ، والتي تزامنت أيضا مع زيارة لرئيس النظام السوري بشار الأسد إلى سوتشي ولقائه بوتين .
في هذا اللقاء صدر كلام مفاجىء من بوتين دعا فيه جميع القوات الأجنبية في سوريا إلى مغادرتها ، وجاء رد غير مباشر من طهران بأن الوجود الإيراني في سوريا هو بالتنسيق وبطلب من دمشق.
كانت الرسالة واضحة جداً بأن الروس لن يرضوا بعد الآن بالتوسّع الإيراني ، لأنّه بدأ يوّرطهم بإلتزامات وبردود فعل ويهدّد مصالحهم، وأن الوقت قد حان لتقليم أظافر إيران .
وفي سياق هذه الزيارات إلى روسيا ، برزت إلى الإعلام أخبار عن إتفاق روسي - إسرائيلي وبرضى النظام السوري ، يتم بموجبه إنسحاب الإيرانيين وميليشياتهم وفي طليعتهم " حزب الله " من جنوب سوريا لمسافة تتجاوز ال ٢٠ كلم ، مقابل أن يستلم جيش النظام السوري المنطقة .
حاولت إيران نفي الإتفاقية في البداية ، لكن وجود الإتفاقية كان صداه أكبر ، فعادت إلى نغمتها القديمة لتؤكد أنّه في الأساس لا يوجد أي مستشار عسكري في تلك المنطقة .
هذا التصريح الإيراني ماذا يعني ؟
يعني أن الإيرانيين رضخوا للإتفاقية وأُرغموا على الإنسحاب مع ميليشياتهم من منطقة جنوب سوريا .
وهذا الأمر يُعتبر أول خسارة إستراتيجية للإيرانيين في الحرب السورية ، وهو التعارض الأول من نوعه والأبرز بوضوحه بين مصالح طهران وموسكو في سوريا منذ التدخل الروسي في الحرب .
لكن هو أيضاً خسارة إعلامية وسقوط لأكبر شعار تتغنّى به طهران وهو محاربة إسرائيل وتحرير القدس وأن الطريق إلى القدس يمر من المدن السورية ، فبعد هذا الإنسحاب ، طهران سقطت على مستوى الشعارات السياسية وباتت بشكل أكثر وضوحا ً طرف متدخل في الحرب من أجل مصالح سياسية خاصة بنظام الملالي لا بسبب القضية الفلسطينية .
لكن ما يُخيف الإيرانيين أكثر ، هو ما بعد هذه الخطوة.
فالتنازل سيجرّ تنازلا آخر ، والخطوة المقبلة قد تكون الإنسحاب من كل سوريا ، سواء بفعل ضغوط إتفاقيات مشابهة لإتفاق جنوب سوريا أو بفعل حرب باتت ملامحها واضحة في المنطقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا