الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داخل الاخوان المسلمين

محمد فخري حسن

2018 / 6 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قرأة في كتاب
داخل الاخوان المسلمين ...الدين والهوية السياسية ...

عن الشبكة العربية للأبحاثوالنشر في بيروت صدر للكاتب العربي –المصري خليل العناني الاستاذ في جامعة فرجينيا ترجمة عبد الرحمن عياش و وعمرية سلطاني كتاب ( داخل الاخوان المسلمين –الدين والهوية السياسية ) بعدد من الصفحات (256) من القطع الكبير ط1عام 2018 وهو دراسة قيمة جدا عن جماعة الاخوان المسلمين –الفرع المصري – يبحث في موضوع دور الدين واستغلاله من قبل الجماعة في تشكيل وبناء الهوية السياسية لها .
يتألف الكتاب من ثمانية فصول مع مراجع الكتاب التي تشمل الكتب والدوريات والمقابلات الشخصية مع عدد من اعضاء الجماعة الذين وافقوا على الحديث مع المؤلف .
في مقدمة الطبعة العربية للكتاب يقول العناني ( بدأت رحلة هذا الكتاب عام 2009وذلك حين ذهبت لدراسة الدكتوراه في جامعة درهام البريطانية وكان انشغالي بمسالة الاخوان المسلمين كظاهرة دينية-سيو-سياسية لايزال حاضرا ولكن هذه المرة من منظور مختلف ..كان علي الابتعاد قليلا عن سطح الظاهرة الاخوانية خاصة ما يتعلق بالنشاط السياسي والحركي لجماعة الإخوان والذي تناولته اعمال اخرى والغوص في اعماقها وذلك لفهم بنيتها الداخلية ومنطق تشكلها وطريقة عملها وموازين القوى بداخلها ...... ويستطرد العناني قائلا ....فاذا كان القارئ ينتظر تحليلا سياسيا للجماعة سواء نقدا او اطراء فانصحه ان يبحث عنه في في دراسات وكتابات اخرى وهي كثيرة ..... واذا كان يبحث عن فهم اعمق لبنية الجماعة وطرق وتجنيد اعضائها وتشكيل هويتهم الحركية وتأثير القمع عليها فلربما يجد في هذا الكتاب ما يفيد ......
كيف يدرس الاسلاميون ...جدل نظري ونقدي ..كان عنوان الفصل الاول من الكتاب والذي استعرض فيه العناني ما يعترض الباحث والدارس للحركات الاسلامية من صعوبات استنادا الى ما يذهب اليه المختصون في هذا المجال والذين لايمكن اخراجهم من دائرة العداء والموقف المسبقللإسلام حيث انهم يدرسون حزب العدالة والتنمية في تركيا وحركة حماس او حزب العدالة والتنمية المغربي على انهم حالة واحدة ؟؟؟ وهذا غير صحيح ...
بينما يستمر الجدل حول دراسة الاسلام بوصفه دينا حيث يشير العناني الى ان دراسة الاديان من المهمات الصعبة ليس للتغيرات التي طرأت على هذا المجال في العقود الماضية فحسب بل لان دراسة الدين والحركات الدينية اصبح اكثر ارتباطا بالحقول المعرفية الاخرى خصوصا علم الاجتماع الذي توضح اسهامات ماكس فيبر ودوركهايم مدى صعوبة تفسير السلوك الديني اذ يلفت فيبر انتباهنا الى دور الافر اد مثل الانبياء والكهنة والقديسين والزعماء الدينيين في تشكيل رؤى العالم بل وحتى القناعات الدينية والنظم القيمية ...بينما يرى دروكهايم ان المجتمع هو من يضطلع بتعريف تلك المنتجات ..ولذا يدرس العديد من اتباع فيبر ودروكايم الدين بشكل مختلف واحيانا متناقض ؟؟؟؟!! .
الفصل الثاني كان (تشكيل هوية جماعية اسلامية ) ...الاطروحة الرئيسة في هذا الفصل هي ان بناء الهوية الجماعية الاسلامية يتوقف على ثلاثة امور رئيسية هي ..اهداف الجماعة واغراضها ...وبنيتها الداخلية ...والبيئة السياسية التي تعمل فيها ..... ذاكرا ان هدفه الرئيسي من اطروحته ان يقدم اطارا تحليليا يوضح عملية بناء الهوية داخل الجركات الاسلامية يقوم على الاسئلة التالية ..كيف تبني الحركات الاجتماعية هويتها ؟ ماهي مكونات الهوية الجماعية ؟ الى أي مدى يمكن للهوية الجماعية ان تساعد على استدامة العمل الجماعي ؟وما هي العلاقة ان وجدت بين البيئة السياسية وعمليات تكوين الهوية ؟
حيث يتوصل الى ان العلاقة بين الهوية والادوار الاجتماعية موضوعا اساسيا في الحركات الاسلامية فمن خلال خلق هوية مستقلة لاتباعها يمكن للحركة الاسلامية ان تبتكر قواعد جديدة وان توسع من دوائر تاثيرها وفي الوقت نفسه يعمل الاعضاء باعتبارهم متعهدين اجتماعيين او (دعاة ) يتبنون قيم الجماعة وايديولوجيتها ويجسدونها في حياتهم اليومية ...فضلا عن ذلك توفر هذه الهوية الجديدة للاسلاميين حسا بالتميز والاختلاف والاعتراف المجتمعي .
يقول كمال الهلباوي– قيادي سابق في جماعة الاخوان (لا تفهم قيادة الإخوان الحالية تعاليم حسن البنا انهم يفتقدون للمهارات والكاريزما وقد انحرفوا عن الطريق الذي رسمه للجماعة منذ ثمانية عقود ) كان هذا القول هو ما افتتح به العناني الفصل الثالث من الكتاب الذي عنونه ب قوة الجماعة الارث الدائم لحسن البنا ...معدد المزايا التي تمتع بها البنا في تشكيل الجماعة وبناء ايديولوجيتها حيث يقدم شرحا وافيا للدور الذي قام به البنا في تشكيل هوية الجماعة وكيف استطاع ان يصوغ الاطار المؤسس لهوية الإخوان فمن خلال تأسيسه لبنيتها التنظيمية ورسمه لأهدافها الرئيسية وصياغته لنظام القيم والمعايير فيها وهب البنا الجماعة هوية مستقلة ومتسقة حفظت الحركة وكانت معينا لنشاطها السياسي والاجتماعي ؟
الفصل الرابع حمل عنوان فن التجنيد عند الإخوان المسلمين ..حيث يشير فيه بشكل وافي الى التكتيكات التي تتبعها الجماعة في التجنيد واستراتيجيتها للتعبئة وكيف يصبح المرء اخوانيا ويكشف عن تأثير التجنيد في عملية بناء الهوية وبهذا الصدد يقول عبد الرحمن عياش عضو سابق في الجماعة ( لم انظم للإخوان ..ولكن تم اختياري لكي اصير عضوا في الجماعة منذ كنت في الثامنة من عمري عبر برنامجها الخاص بالبراعم في قريتي ) وهو مايميز نظام الانتماء للجماعة ففي حين يكون مفتوحا امام الافراد في التنظيمات الاخرى يكون عند الجماعة شديدا وانتقائيا ؟؟. حيث يسمي العناني طريقتهم في التجنيد كحالة استراتيجية ( بمطاردة الفريسة ) .... فضلا عن امتلاك الحركة للمواد فان لها مئة واربعون مدرسة دعوية واكثر من خمسة واربعون داعية .تخرجوا من الازهر ..وتتم مراحل التجنيد عبر ثلاث مراحل هي 1-نشر ايديولوجية الجماعة والدعوة لها 2-تحديد الاعضاء المحتملين واختيارهم وتجنيدهم 3-اتباع ايديولوجية الجماعة وغرسها وتطبيق أنظمتها في حياتهم اليومية ...ويشرح كل واحدة منها بشكل واضح وسلس .
ايلاء التربية الاهمية الكبرى في تدعيم الهوية الاخوانية كان هو عنوان الفصل الخامس حيث يستشهد بقول البنا ( ان التربية هي الحبل الذي يربط الإخوان سويا ) .... ومن خلال هذا القول لجأ الاخوان الى ما يعرف بنموذج المحاضن الذي يقوم على دمج عملية التنشئة والتجنيد معا .يتم الوصول اليها من خلال بناء الاسر والرحلات والمعسكرات الكشفية .
وتعتبر كتابات البنا ومنها ( رسالة التعاليم ) هي الاساس النظري للعمل في مجال التربية رغم ما طرأ من تغيرات في طرق الجماعة في تعاملها مع البنية التنظيمية لها .
تضمنت الفصول البقية من الكتاب شرحا وافيا ودقيقا للبناء التنظيمي للإخوان وكيفية ادارة الجماعة والتسلسل الهرمي القيادي لها وكيف يمسك البعض من الإخوان بالتنظيم فضلا عن الفصل الثامن الذي تحدث فيه المؤلف عن حال الاخوان بعد عام 20011 ووصولهم للسلطة ومالهم بعد وصول السيسي للرئاسة والصراع بين الجيل الجديد والحرس القديم والاصلاحيون والمحافظونودور خيرت الشاطر ومحمود عزت في اجهاض المحاولات الاصلاحية التي قادها عبد المنعم ابو الفتوح وعصام العريان ومحمد حبيب وابراهيم الزعفراني والذين اصبحوا تقريبا كلهم خارج التنظيم الان ........وما هو مستقبل الجماعة ...
خلاصة الكتاب انه تفكيك لجماعة الاخوان المسلمين خصوصا للفترة من 1981-2011مركزا على الديناميات والعمليات والتفاعلات الداخلية التي تصوغ هوية الحركة وفعلها السياسي وهو يركز على التحولات التي عرفتها هذه الحركة باعتبارها حركة اجتماعية سياسية من خلال الكشف عن استراتيجية التجنيد او ما يسمى مطاردة الفريسة لاجتذاب الاعضاء الجدد وكيف تنسجم مع عمليات التنشئة والتلقين والتماثل الهوياتي واعادة تشكيل تصورات الفرد لتتطابق مع ايديولوجية الجماعة واهدافها ومن خلال استكشاف العلاقة بين مستويات الجماعة التنظيمية المختلفة ( الاسرة –الشعبة – المنطقة ) وتأثير التعديلات على نظامها .
بكلمات اخرى يهدف هذا الكتاب الى ازالة الغموض عن الطبيعة المركبة لجماعة الإخوان لتوضيح كيف تشكل الجماعة هويتها وكيف يصبح المرء اخوانيا وكيف يظهر هذا الانتماء ويتمظهر في حياته اليومية مع التركيز على خمسة قواعد اساسية البيعة-الطاعة-الثقة-الالتزام- الانتماء -....كما يتناول الكتاب البنية التنظيمية المعقدة والمنضبطة للحركة وكيف صمدت بوجه الضربات المتلاحقة التي وجهت لها فضلا عن القدرة على البقاء والاستمرارية .
ان هذا الكتاب بعد قراته سيوفر للمهتميين بمعرفة خبايا ونقاط القوة والضعف لهذه الحركة التي كانت الاساس الذي انطلقت منه الجماعات العنفية في بلادنا وهو ما يؤدي ربما الى وضع الخطط واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهتها ...انه كتاب قيم جدا في موضوعه وفيما توصل الي
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24