الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الوحدة وقضايا التشهير.. ما هي الغاية؟

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2018 / 6 / 11
القضية الكردية




بير رستم (أحمد مصطفى)
إنني كنت على خلاف فكري وسياسي مع الإخوة في حزب الوحدة ولمراحل كثيرة من حياتي وذلك في الثمانينيات عندما كنت عضواً في الاتحاد الشعبي وكذلك في الألفية الجديدة عندما أنضممت لصفوف البارتي، بل حتى وفي مراحل إبتعادي عن العمل الحزبي، كانت لي مواقف مناهضة لعدد من المواقف السياسية لحزب الوحدة _سابقاً حزب العمل_ لكن وفي كل المراحل لم تصل خلافاتي مع الحزب إلى درجة تخوينه وتخوين قياداته، كما يفعل _وفعل البعض_ من قياداته المنشقة أو بعض الذين كانوا لفترة قريبين من الحزب، ناهيكم عن المختلفين والمناهضين لمواقف هذا التيار السياسي والذي حاول دائماً أن يقدم خطاباً كردياً سورياً ويحافظ على "مسافة واحدة" من الأفرقاء الكردستانيين ولو لدرجة ما كان أقرب للتيارات الليبرالية منها للبارزانية، مما أدخله في مواجهة البارزانيين وبأكثر من مرحلة وخاصةً إنه أنشق عن ذاك التيار في بداية الثمانينيات من القرن الماضي ومعه كانت قد تشكلت عقدة كأداء بين هذا التنظيم السياسي الجديد وبين الحزب الأم ونقصد الديمقراطي الكردستاني، سابقاً الكردي أو ما يعرف إختصاراً ب"البارتي".


إن مرادنا من تلك المقدمة السريعة هو أن نصل إلى ما يشاع اليوم حول الحزب وسكرتيره؛ السيد محي الدين شيخ آلي من إدعاءات وفبركات وتحت مسميات مختلفة، منها "حقائق مسربة من القيادة"، كما يتم تناقله مؤخراً في قضية الاحتلال التركي لعفرين حيث كتب أحد الإخوة على صفحته نقلاً عن آخرين وذلك بخصوص القضية ما يلي: "أثناء الحرب تم الإتفاق بين بعض القياديين مع الجانب التركي بقيادة الإنقلاب _ويقصد الانقلاب على الإدارة الذاتية_ و إعلان التصالح مع تركيا عبر بيان رسمي خاص بأسم الحزب و الإعلان من خلاله بأن عفرين خالية تماما من عناصر ب ك ك المرسلين من قبل قنديل و كذلك العناصر القيادية في ب ي د بعد إغتيال البعض منهم و إعتقال البعض الآخر و تسليمهم لتركيا فيما بعد . إلا إن الشيخ آلي أنقلب على الأتراك في اللحظة الأخيرة و بإيعاز من إيران و روسيا و لهذا تم إعتقال سيبان حمو مباشرة و التضحية بعفرين و أهلها و تقديم عفرين جغرافيا بدون سكانها للغرباء العرب المهجرين من الغوطة و حمص كل ذلك طبقا لإجتماعات أستانه و الدول الضامنة الروسي و الإيراني و التركي و هنا كان رد الفعل التركي قاسيا بحيث أدخل معه الفصائل المسلحة الأكثر عنصرية و شوفينية للإنتقام من أهالي عفرين و قراها و كل ما يمت الصلة بعفرين".


بل وصل الأمر إلى إتهام الحزب بقضية الاغتيالات السياسية لبعض كوادره وكوادر الأحزاب الأخرى _ولعلمي هذه جديدة حيث لم أسمع من قبل بأن حزب الوحدة يملك جهازاً مخابراتياً للتصفيات الجسدية، إلا بعض الكلام الفيسبوكي في قضية الراحل إسماعيل عمر؛ رئيس الحزب حيث أتهم البعض سكرتير الحزب السيد شيخ آلي بالتخلص منه_ طبعاً وكل الكلام السابق، ينسب لشخصيات قيادية سربت تلك المعلومات، لكن دون الكشف عن تلك الشخصية القيادية وكأن حزب الوحدة له من القدرة على إجبار مثل تلك الشخصية البارزة من التستر خوفاً من تصفيته هو أيضاً.. وهذه تذكرنا بالقصص الهوليدية ونوع من الإيحاء الروائي؛ بأن يصدق المشاهد أو القارئ ما يتلى عليه وكأنه واقعاً، يعني نوع من جعل الخيال الحكائي واقعاً في مخيلة القارئ وبذلك يكون المخرج أو المؤلف للحكاية حقق الغاية لدى المتلقي ودون أن يقدم الدليل الدامغ على تلك الإدعاءات وذلك بعكس العقلية الجدلية التي تذهب للمحاكمات العقلية للقضايا حيث يكون "المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته"، لكن وبطريقة الإخراج تلك يصبح "البريء متهماً إلى أن يثبت براءته" من التهم الموجهة إليه بحسب الأقوال.


ربما البعض يتساءل؛ لما أدافع عن الحزب وسكرتيره .. طبعاً ذاك من حق القارئ والمتلقي حيث لا كتابة ولا عمل دون غاية وهدف يرجى من تحقيقه، ليس مادياً دائماً، بل في أغلب الأحيان نأمل منه الجانب المعنوي العاطفي الوجداني أو السياسي الوطني وبالتأكيد هذا المقال هو الآخر يحقق أو يهدف لتحقيق تلك الغاية وذلك بأن نعري قضية إحتلال عفرين حيث وكما نلاحظ من قضية الاتهام لحزب الوحدة في إحتلال تركيا لعفرين، بأن من فبرك الخبر يهدف لغاية واحدة وهي تبرئة الاحتلال نفسه، أو على الأقل إعطاء المحتل _أي تركيا والميليشيات المرتزقة_ "المبرر الأخلاقي والشرعي" لاحتلال عفرين، كون "إن الشيخ آلي أنقلب على الأتراك في اللحظة الأخيرة و بإيعاز من إيران و روسيا .. و هنا كان رد الفعل التركي قاسيا بحيث أدخل معه الفصائل المسلحة الأكثر عنصرية و شوفينية للإنتقام من أهالي عفرين و قراها و كل ما يمت الصلة بعفرين" وهكذا وضحت الصورة وتم معها تحقيق الغاية حيث تركيا أنتقمت لأن شيخ آلي وحزبه قاموا ب"التضحية بعفرين و أهلها و تقديم عفرين جغرافيا بدون سكانها للغرباء العرب المهجرين من الغوطة و حمص" وكأن غاية تركيا تحرير عفرين وليس إحتلالها أساساً وبالتالي قلب الحقائق رأساً على عقب كما يقال أو جعل البريء متهماً والمتهم والمحتل بريئاً وحملاً وديعاً.

وأخيراً بقي أن نقول؛ بأن أولئك تناسوا بأن تركيا نفسها لم تقل ما قالوه، بل هي صرحت وعلى لسان أكثر من زعيم وقائد سياسي ومنهم رئيس الجمهورية الحالي؛ أردوغان: بأنها "ضد تحقيق الكرد لأي مكاسب سياسية" ولذلك هي ستحتل كل روجآفا وإقليم كردستان إن كانت لها ذلك _بالأحرى إن سمح لها بذلك_ بل وصل الأمر بقادتها أن قالوا؛ بأنهم "سيحاربون خيمة كردية ولو في أفريقيا" ورغم ذلك يأتي بعض (صبية أردوغان) ليقولوا لنا؛ بأن من كان السبب في إحتلال عفرين هو حزب الوحدة وسكرتيرها وكأن حزب الوحدة هي الولايات الأمريكية المتحدة التي لها أساطيلها في كل محيطات وبحار العالم ومنها أسطولها العاشر بعد الألف في البحر الأبيض المتوسط .. ربي لا تحرمنا مما بقي لنا من العقلانية!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال متضامنين وفض مخيم داعم لفلسطين أمام البرلمان الألماني


.. الحكم بإعدام مغني إيراني بتهمة «الإفساد في الأرض»




.. Students in the USA are protesting in support of Palestinia


.. إسرائيليون يتظاهرون قرب منزل بيني غانتس لعقد صفقة تبادل أسرى




.. برنامج الغذاء العالمي يحذر من المجاعة في شمال قطاع غزة... فك