الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سترة

رواسي عبد الجليل

2018 / 6 / 12
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


سترة
لا زال مصطلح " زواج البنت سترة " متداولا ومطبقا داخل منظومة مجتمعاتنا العربية ويتصدر الترتيب في ردود الفعل اتجاه أي قرار او تصرف او فرصة تطرح من قبل الفتاة , ذلك ان باختلاف ديانات هذه الشعوب واختلاف وضعها الاجتماعي واختلافات الاوضاع الجغرافية والسياسية لا زال ستر البنت شرط واجبا واساسيا لا بد من حدوثه واذا لم يحدث باتت خطر يهدد الاستقرار الاسري والمجتمعي بأسره .
تطور الحال ليصبح المصطلح أداة قمع للعديد من الاحلام والطموحات التي تزين فضاء عقول الفتيات , يحرمهن حق الحلم وحق التفكير ويجبرهن العيش طواعية ضمن نطاق الصلاحية التي يقدمها دون المطالبة او التجرأ على طلب ماهو اكثر , تزج الطفولة باسم السترة في زنزانة القيد والعبودية ويطلب منها الرضا وحمد الله على أنها سترت .
تم حشو المصطلح داخل عقول الفتيات حتى أصبحن هن ذاتهن من يجلدن بعضهن البعض باسم السترة ومن لم تطع المبدأ الخالد تصبح من المغضوب عليهن , ويتم تمجيد كل من دخلت دائرة السترة على أنها حققت سبب الوجودية لها وكيف لا وهي قد أجتازت الاختبار الاصعب , ومن ثم تستلم الممجدة مشوار الحث والتشجيع والحمل على تطبيق شريعة هذا المصطلح دونما تراجع متناسية نفسها وذاتها , المحزن بالامر ان ذوات الجنس نفسه هن من يصنعن من بعضهن ضحايا لمصطلحات لا اساس لها من العقلانية , تناست جميعهن ان الخليقة سواء وان لا حق لاحد أن يجعل السترة عنصر اساسي في وجودية كل واحدة منهن , اصبحت الطبيبة تعامل بدونية لو لم تجر زوج يستر عليها ويعطيها وسام التشريف ولا تساوي سنوات الدراسة ولا المعدل المرتفع ولا الشهادة شيء دونه بجانبها .
لا زالت المنظومة الاجتماعية تعزز هذا المفهوم اذ تجد الاب المتعلم المثقف صاحب الشهادة العليا يخشى ان يفوت القطار بناته ويتركهن دونما صمام الامان ويحث الواحدة فيهن أن تركز الى جانب دراستها وتطوير عقلها الحصول على تذكرة القطار بأسرع ما أوتت من وقت حتى وأن كانت ستغامر بعدم إستكمال دراستها وما الضير في أن تكمل دراستها في بيت زوجها !
أن الخلاص يكمن فالمقاومة , ولكن المقاومة ذات ثمن باهظ لا يتقن الجميع دفعه , ولا يفضل الجميع خوض حرب لربما تكون طويلة وعنيفة وذات أضرار كثيرة , لذلك يتم أختيار أسهل الطرق واقلهن ألما وهو الامتثال والطاعة وعلى قول المثل المأثور " ظل راجل ولا ظل حيطة ! " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء صحفي يتناول موضوع المتاجرة بالنساء المغربيات إعلامياً


.. الناشطة الإعلامية والسياسية والنقابية والحقوقية أسماء المران




.. الكاتبة حنان رحاب


.. شهادات لأسرى محررين تعكس سوء الأوضاع في السجون والمعتقلات ال




.. الإعلامية دانيا جمال