الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اللحنُ والكَلِمات
امين يونس
2018 / 6 / 17كتابات ساخرة
أهالي العماديةِ وأنحاءها يتذكرون الراحِل " عَمَر آغا " السبينداري . بتأتأته المعروفة وسرعة بديهيته وروح النُكتة التي يتمتع بها .. كانَ عَمَر آغا يعمل في التجارة ولا سيما السُجاد الإيراني والأقمشة . وكان فوق صفاتهِ الآنِفة ، بذئ اللسان غالباً ، ولكن لا أحد يزعل من بذاءته لأنهُ ببساطة لا أحدَ يحملهُ على محمَل الجد .
مّرَ أحدهم من أمام دُكانه ، فرآهُ يستمعُ إلى عبد الباسط عبد الصمد وهو يُرَتِل أيات الذكر الحكيم ، مُندمجاً بِكُل جوارحه ، رافعاً ذراعه تارةً وخافِضها تارةً أخرى مع نغمات الشيخ . فسألهُ : أراكَ يا عَمَر آغا مُستمتعاً كثيراً ؟! .. أجابهُ الآغا متأتِئاً : ... صَ .. صَد .. صّدقني ، رغم أنني لا أفهم ماذا يقول .. ولا يهمني ذلك أصلاً ، إلا ان صَ .. صَو .. صوته جميلٌ جداً ويطربني !! .
.......................
عندما نسمع بكلماتٍ وتعابير مُعينة من قبيل : الديمقراطية / التداول السلمي للسُلطة / الحريات العامة / الأمن والأمان والرفاهية / الحقوق بأنواعها / الإصلاح والتغيير / العدالة والمساواة / النزاهة والشرف / الكرامة / الإنسانية .. إلخ . نطربُ لهذهِ الألحان الجميلة والنغمات التي تُدغدغ أحاسيسنا ، ونندمج معها كما فعل عَمَر آغا مع الشيخ عبد الباسِط . ومثله أيضاً ، أي مثل عَمَر آغا ، لا نفقه شيئاً عن هذه المفاهيم ولا يهمنا أصلاً أن نفهمها على أصولها .. بل المُهم فقط أن نطرب وأن نُرضي أوهامنا المُزمِنة ... فاللحنُ جميل ولا تهمنا الكلمات !.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي
.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل
.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ
.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع
.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي