الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش في الدراما الرمضانية

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2018 / 6 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


دراما التلفزيون لهذا العام رسمت صورة المجتمع من غير الوان الطلاء او الرحمة بالافراد. وكأننا امام لوحة اختزنت كل الوان الشر والحقد وقد اظهرت معظم الاعمال التلفزيونية ان لم يكن جميعها ملامح معظمنا بتعبيرات لم يكن ينقصها الا رؤية ارواحنا المتخمة بالشر من خلال ملامح لم تعد تنفع معها مساحيق تستخدم لاظهار البراءة التي لم تعد تعني معظمنا ايضا.
الرغبة في القتل وشهوة القتل هي العنوان الرسمي لمسلسلات رمضان الاخير، حتى ان بعض هذه المسلسلات كانت تساوي بين شهوة الجنس والقتل وكأن العادي الممارسة خارج الاطار الشرعي الحقيقي لهما.
الداعشية صارت سمة لا نخجل من انفسنا ومن سوانا ونحن نكتسبها ونرعاها بمجموع اقوالنا وافعالنا للاسف. اي وقت يحلّ بنا ونحن نجاهر بكل هذا القبح!. اي كبرياء سيأخذ بنا الى الجحيم ونحن نبرر افعال القتل وكأنها اخذ للحق.
ليت كُتاب الدراما قد استخدموا الطلاء والالوان لوصف الود والرغبة التي تتوارى بعيدا، ليتهم اخبرونا كيف يمكننا اعادة التواصل والمشاركة مع الاخرين، ليتهم اعادونا الى حب الحياة بدلا من وصفهم وتركيزهم على تفاهة الحياة التي اصبحت السجن الذي يضيق علينا ونحن نتوقف عند النظر الى الاسفل.
كان يمكن ان يبقى الشر مجرد شر لو ان الاحساس بالحرية بكل ابعادها كان حقيقيا نتنفس عبيره في اختيارات افعالنا وفي ردودها.
التفنن بازهاق الارواح بالاعمال الدرامية لهذا العام لم يثيننا عن المشاهدة والمتابعة وهذه مفارقة ولكن مهلا! اين هي الوجهة التي ستمنح ظلال الجمال بأن يطل باسقا شاقا طريقه بين الركام، حتى احلام اليقظة فقدت صوت الحياة والركام يتماسك من حولنا ونحن نتنفس خيبات الامل المتواصلة.
ندرك ان المسألة لم تعد دراما تلفزيونية سرعان ما تنتهي وان من يموت وهو يؤدي دور المقتول سرعان ما سيفيق للعب ادوار اخرى.
الحياة لم تعد تعطي تلك الفرصة وارتكاب الاخطاء يعني السقوط التام، واخطاء الاخرين تعني السقوط التام ايضا.
مشاهد الدراما التلفزيونية تشبه مجريات الحياة. ذات يوم رمضاني تابعنا خبر مقتل زوجة شابة ما زالت طالبة جامعية لم تكمل السنة الاولى كزوجة مع والدتها ووالدها على يد الزوج الذي بالكاد نال حقه بالانتخاب، وقد باع اثاث بيته واشترى سلاحا قضى فيه على حياته وحياة من كان سيصنع معها الحياة.
هذا يحدث قريبا من منزلنا ومن افراد طبيعيين عاديين. المسألة تحتاج الى وقفة، ليست احلام رديئة وستنتهي بل على الجميع ان يترك دور المتفرج المغلوب على امره ويتحمل مسؤولية الحياة التي خلق لاجلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس