الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الافستا- كتاب الزرادشتية المنزّل(4)

داود السلمان

2018 / 6 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وهو الكتاب المقدس المعروف لدى هذه الديانة والذي جاء به زرادشت، وهو الافستا وفيه كافة التعليمات والاحكام والفقه والاخلاق والطب والفلك وغير ذلك.
يقول المسعودي في كتابه" التنبيه والاشراف" وهو يتحدث عن ملوك الفرس:
"وجاءه زرادشت بالكتاب المعروف «بالأبستا» وإذا عرب أثبتت فيه قاف فقيل «الأبستاق» وعدد سوره احدى وعشرون سورة، كل سورة في مائتين من الأوراق. وعدد حروفه وأصواته ستون حرفا وصوتا، لكل حرف وصوت صورة مفردة منها حروف تتكرر ومنها حروف تسقط، إذ ليست خاصة بلسان الأبستا.
وزرادشت أحدث هذا الخط، والمجوس تسميه «دين دبيره» أي كتابة الدين، وكتب في اثنى عشر ألف جلد ثور بقضبان الذهب حفرا باللغة الفارسية الاولى ولا يعلم أحد اليوم يعرف معنى تلك اللغة، وإنما نقل لهم الى هذه الفارسية شيء من السور فهي في أيديهم يقرءونها في صلواتهم «كأشتاذ، وجترشت وبانيست وهادوخت» وغيرها من السور. في جترشت الخبر عن مبدإ العالم ومنتهاه، وفي هادوخت مواعظ.
وعمل زرادشت للأبستا شرحا سماه «الزند» وهو عندهم كلام الرب المنزل على زرادشت، ثم ترجمه زرادشت من لغة الفهلوية الى الفارسية.
ثم عمل زرادشت للزند سماه «بازند» وعملت العلماء من الموابذة والهرابذة لذلك الشرح شرحا سموه «بارده» ومنهم من يسميه «اكرده» فأحرقه الإسكندر لما غلب على ملك فارس وقتل دارا بن دارا.
وأحدث زرادشت خطا آخر تسميه المجوس «كشن دبيره» تفسيره كتابة الكل يكتب به سائر لغات الأمم، وصياح البهائم والطير وغير ذلك، عدد حروفه وأصواته مائة وستون، لكل حرف وصوت صورة مفردة.
وليس في سائر خطوط الأمم أكثر حروفا من هذين الخطين، لأن حروف اليوناني وهو المسمى الرومي في هذا الوقت اربعة وعشرون حرفا، ليس لهم حاء ولا خاء ولا عين ولا باء ولا هاء، وحروف السرياني اثنان وعشرون، والعبراني هو السرياني غير أن حروفه مقطعة.
ومنها ما لا يشبه صورته صورة السرياني والحميري، وهو قلم حمير المعروف بالمسند يقرب من السرياني، وحروف العربيّ بالخطين تسعة وعشرون حرفا، وما عدا ذلك من حروف الأمم يقرب بعضها من بعض.
وللفرس غير هذين الخطين الذين أحدثهما زرادشت خمسة خطوط منها ما تدخله اللغة النبطية، ومنها ما لا تدخله، وقد أتينا على شرح جميع ذلك، وما ذكروا له من المعجزات والدلائل والعلامات، وما يذهبون اليه في الخمسة القدماء عندهم «أورمزد» وهو الله عز وجل و «أهرمن» وهو الشيطان الشرير، و «كاه» وهو الزمان، و «جاى» وهو المكان، و «هوم» وهو الطينة والخميرة وحجاجهم لذلك، وعلة تعظيمهم للنيرين وغيرهما من الأنوار، والفرق بين النار والنور، والكلام في بدء النسل، وما كان من «ميشاه» وهو مهلا بن كيومرت، ومن «ميشانى» وهو مهلينة بنت كيومرت، وان الناس من الفرس يرجعون في أنسابهم إليهما، وغير ذلك من دياناتهم، ووجوه عباداتهم ومواضع بيوت نيرانهم.
ومتكلمو الإسلام من أصحاب الكتب في المقالات، ومن قصد إلى الرد على هؤلاء القوم ممن سلف وخلف يحكمون عنهم أنهم يزعمون أن الله تفكر فحدث من فكره شر وأنه الشيطان وأنه صالحه وأمهله مدة من الزمان يفتنه فيها، وغير ذلك من مذاهبهم مما تأباه المجوس، ولا تنقاد اليه، ولا تقر به". (التنبيه والاشراف ص80- 82، بيروت دار صادر).
والافستا تعني: الاساس، الاصل، الحمى، الملاذ، كما يذكر الدكتور خليل عبد الرحمن في كتابه" الافستا"، ويضيف: عمره ثلاثة آلاف سنة" انها موسوعة الحضارة، الثقافة، الاخلاق، والأنثروبولوجيا للشعوب الآرية. بل انها تشهد على عظمة روح وثقافة الشعوب الآرية؛ حيث تمثل اقدم وثيقة، تاريخية، ثقافية، دينية، وقانونية مكتوبة تعكس المراسم والطقوس الدينية، الافكار الفلسفية، الاخلاق، علم الفقه، الشرائع الطب والفلك في المجتمع البدائي الايراني".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا