الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجماعات الجهادية السلفية في الفخ

محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)

2018 / 6 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


وَقَعت الجماعات الجهادية السلفية التي تقاتل تحت ألوية قوات «الحزام الأمني» أو «المقاومة الجنوبية» في الفخ، وقد كشفت المعارك الدائرة في الحديدة هوية عدد من القيادات التي لم نكن نعر�ها في يوم من الأيام، ولا هي كانت من محبي الظهور الاعلامي، لكنها خرجت اليوم إلى العلن، وكشفت عن نفسها وعن سيرة حياتها، ليتكشف معها العديد من الأسرار، أبرزها العلاقة التي تجمعها بالأجهزة الامنية والاستخبارية، والدور الذي تلعبه في المعارك الدائرة على مختلف الجبهات في اليمن.
من أبرز تلك الأسرار التي تكشفت أيضاً، ارتباط تلك القيادات بعضها ببعض، إن من خلال العلاقات الأسرية أو المصاهرة. فعلى سبيل الذكر لا الحصر، يرتبط قائد الجماعات السلفية الجهادية في معارك الساحل الغربي عبدالرحمن صالح زين المحرمي أبو زرعة (متزوج من فرنسية)، باللواء أحمد سيف اليافعي، الذي قتل في المخا العام 2017م، أما صلة القرابة بينهما فتتمثل بكون أبو زرعة ابن اخت اليافعي، كذلك هناك علاقات أسرية تجمع بين ابو هارون اليافعي والعقيد الصبيحي وقائد اللواء الأول في قوات «العمالقة» العميد رائد الحبهي، وبين حمدي شكري وعبدالرحمن اللحجي، هذه الأسماء هي غيض من فيض قائمة تطول بالأسماء التي تُثقلها.
السؤال هنا يدور عن هوية المستفيد من ظهور وانكشاف تلك القيادات في العلن، حتى يأتي الجواب بأن المستفيد الأكبر هي «الأجهزة الاستخبارية العالمية»، وقد حصلت على معلومات مهمة عن تلك القيادات، وعن الدراسات التي حصَّلتها الأخيرة في «دار الحديث» بصعدة.
لقد وقعت قيادات الجماعات السلفية في فخ تلك الأجهزة، أما الخطوة المقبلة فستكون بالقضاء عليها داخل اليمن، ولا أعتقد أنه سيصار إلى منح تلك الجماعات أي دور في قادم الأيام، وتكثر لدينا الشواهد الواضحة عن كيفية التخلص من مثل تلك الجماعات في الخليج، وخاصة في دول مثل الإمارات والسعودية، وعدد من الدول الأخرى، والأيام بيننا.
باعتقادي أن هذه الجماعات تحلم بمعاودة نشاطها السابق بعد انتهاء العمليات القتالية، تماماً كما كان في صعدة بـ«دار الحديث» في وادي ذماج، لكن ما لا تعلمه تلك الجماعات هو أن المرحلة المقبلة لن تسمح فيها دول العالم باستعادتها لأنشطتها في اليمن.
هذا الأمر يؤكده ما ذهبت إليه الغرب في تصنيف تلك الجماعات بأنها إرهابية، وقد أكدت مشاركتها في القتال هذا الأمر، فلا فرق بينها وبين تلك الجماعات الاسلامية التي شاركت بالقتال مع دول «التحالف العالمي» بقيادة الولايات المتحدة، أكان في افغانستان او العراق او سوريا او ليبيا. هذ الطرح يبرره استمرار الحملة العالمية لمكافحة الإرهاب، ولنا في تجارب أفغانستان والعراق وسوريا الكثير من الدروس التي يمكن الاستفادة منها، خاصة وأن من يقود الحرب في اليمن هي امريكا وبريطانيا وفرنسا.
لم يعد خافياً إذاً أن الصراع في اليمن هو صراع تقاطع للمصالح بين مختلف القوى الاقليمية والدولية، بهدف وحيد هو السيطرة على المناطق الاستراتجية المهمة على طريق الملاحة الدولية، وحيث أن اليمن يُعدًّ أحد مناطق صراع النفوذ للسيطرة على باب المندب وخليج عدن وبحر العرب والبحر الأحمر، فإن الحل في اليمن لن يكون عسكرياً إنما سياسياً بامتياز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو