الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يغادرُ سريرَ الغيمَة..!

عبدالكريم هداد
(Abdulkarim Hadad)

2018 / 6 / 23
الادب والفن


وتسألني: أتحتاجُ شيئاً..؟
: نعم..!
أحتاجُ حباً..
لا شريكَ لي به أحداً
لي وحدي أنا..
لا ينحني أبداً
أمام المحراب..
حباً
لا يغادرُ سريرَ الغيمَة..!
حباً..
صافياً
بوضوحِ الثقةِ النائمَة
في دفتر السلوك اليومي
وليسَ في خاطرهِ
لعبةً من الكيدِ
أو خنجراً
ينبتُ في حديقةِ ظهري
على حينِ غَدرٍ..
حباً..
كشعرِ الشمسِ
تجدلُهُ النهاراتُ الساخنَة
على صفاءِ مرآةٍ
تستلقي بنصفِ غَفوةٍ
فوقَ سريرٍ مبللٍ بالتأوهِ
وظمأِ النشوَة..
كما الشمعةُ في المغارة
كما دمُ الشهيد
في لحظةِ الأصرار
كما براءةُ الصغار
الخاليةُ من الخداعِ
واللؤمِ..!
حباً..
أسمر
كما لونُ وجهي..
وليسَ أكثرَ من ذلك
في الوضوح..
حباً..
لا يشبهُ ما يفعلهُ الجيران
أمام كاميراتهم
تقليداً للأفلام السخيفة
وأنا أشاهدهم
على الفيس بوك..!
حباً
عذباً ونظيفاً
كما غيمة
خرجتْ تواً من الحمام
ملفوفةً برائحةِ الصابون
والعرقِ الساخن..!
حباً..
ناصعَ البياض
كما قمصانُ السهرةِ
ونحنُ
نرتديها في رقصةِ الفرح
ومصافحات التهاني..
حباً..
لا يشوبهُ الشكُ
أو خطى عهرٍ
باتَ مُشاعَاً
عندَ مسلةِ حمورابي
وثيابِ رجالِ الدين
في مدينة بابل..
حباً..
يرسمُ بلاداً جميلة
أبحثُ عنها منذُ عُمرينْ
في مدنٍ
تضعُ المكياجَ الرخيصَ
وهي الدميمةُ بتاريخٍها الحقير
كما طعامٍ أفسدهُ الهواء الطلق..!
أحتاجُ حباً..
لا يشبهُ الأشياءَ العاديَة
لا يقبلُ قاسماً مشتركاً سِوايْ
لا يقبلُ إسماً للزَهْوي غَيري
ولا يليقَ إلا بي
ولنْ يكونَ قصةً أخرى
من الخيالِ..
حباً..
يشبهني أنا وحدي..!
حباً..
لا يُصلي على سجادةِ الوفاء
ويخون..
أو يَلفَّ رأسَهُ بنَسبِ عمامةٍ سوداء
محشوةٍ بالزيفِ
وحكاياتِ مهربٍ سافل..!
حباً..
أعصي به اللهَ
فأسرقُ التفاحةَ من شجرتهِ
كي أعيشَ المنفى
بشكلٍ آخر..!
23-5-2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا


.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا




.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو


.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا




.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر