الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وك اقبال ...معك سنحن لزمن الغش الجميل .

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2018 / 6 / 24
التربية والتعليم والبحث العلمي


كان ومازال التعليم يعتبر اهم ركائز الامن الوطني والقومي وكل من يريد ان يدمر او يحط من مستوى شعب يعتبره عدوه يعبث في مسالة التعليم وكلما اريد ان ان تظهر الدولة هزيلة وضعيفة في ادارة ملفها الداخلي عادت مسالة تسريب الاسئلة الى الساحة , وهنا لابد من تذكر مثال لما تقدم من كلام كحادثة المذيع المصرى – الإسرائيلى نبيه سرحان، الذى كان أول لاجئ سياسى مصرى فى إسرائيل، والذى عرض فى قرابة نهاية الستينيات أسئلة الثانوية العامة المسربة فى إذاعة صوت إسرائيل ببرنامجه الساخر "ابن الريف" وهى الحادثة التى يتداوله الى الان أبناء الأقاليم الريفية فى ريف مصر، ممن يستطيعون التقاط بث إذاعة صوت إسرائيل بسهولة في وقتها كان هناك صراع اسرائلي مصري وقد اعتبرت اسرائيل الموضوع نقطه لصالحها في المعركة.

. اليوم مايحدث في العراق يبدو المشهد برمته كأنه منقول من فيلم خيال علمي اجتماعي كوميدي. فلا الأبطال يبدون طبيعيين، ولا الحوار يخضع لقواعد منطق مكتوب أو معروف أو منقول، ولا الهزل يتوقف بمرور الأيام، أو بالأحرى السنوات، ولا رد فعل الجمهور يتحرك قيد أنملة .

أنامل يصفها البعض بـ «ذهبية» وينعتها آخرون بـ «شيطانية» تدق على لوحة مفاتيح كومبيوتر ما في مكان ، ناقلاً «بشرى خير» لقطاع عريض جداً من الطلاب و»فيروس شر» لقطاع آخر منهم، وذلك على مدار الامتحانات السنوات الماضية التي ليس فيها ما يميزها سوى الغش. الظاهرة وإن كانت غير شرعية، وتأطيرها على رغم كونها غير أخلاقية. فالغش في الامتحانات ظاهرة قديمة قدم الامتحانات. لكن هذه الأيام تحولت الظاهرة إلى وحش مفترس يأتي على أخضر وزارة التربية ويابس التعليم في العراق.

«سوف نقطع الانترنيت لضمان عدم تسرب الاسئلة»! إعلان واضح وصريح وكلمات من نار واعتراف غير مسبوق أعلنه «محمد اقبال» بوجود تسريب للأسئلة الوزارية وعدم البحث عن الثقب في وزارته الذي تتسرب منه الأسئلة ذهب إلى قطع النت وطبعا لن يجرا الى فضح المتورطين في الموضوع لانهم ببساطه اما لجنة وضع الاسئلة (احتمال خروج الاسئلة مهنم على الاقل بهذه الفوضوية وبدون مبالغ مالية عالية يكون شبه مستحيل ) او لجنة الطبع وعمال المطابع (وهنا لن يستطيع اقبال فتح فمهم لان سقوطهم يعني كشف فساد عملية الطبع برمتها ) فيلجا الى تحميل الطالب المسكين الخطا واعادة الامتحان مرة ثانية....!!!!

حقيقة ان انطلاق صفحات فيسبوكية ومجموعات على الوتس آب وغيره من التطبيقات المتخصصة في تحميل امتحانات نهاية العام المسربة مع الحلول تحولت إلى كابوس منغص حياة الطلاب الذين أهدروا عاماً دراسياً كاملاً في المذاكرة والتحصيل، ومصيبة الأهل الذين أنفقوا ما يملكون وأحياناً ما لا يملكون عبر دفع اجور الدروس الخصوصية. لكنها في الوقت نفسه تظل حلماً جميلاً يداعب طلاباً يعتبرون المدارس والتعليم والمنظومة الدراسية برمتها منغصات حقيقية وشراً لا بد منه.

ويبدو أن مؤسسي الصفحات – هويتهم غير معروفة وأحيانا ارقامهم معروفة- احداها متأثرة إلى حد كبير بفكر روبن هود، الفارس الشجاع، اللص الطيب، الحرامي النبيل. وأخرى تسعى للربح المالي الذي يكون ليس بالقليل وثالثة أعدت للنصب والاحتيال وبيع الاحلام للطلبة .. «على الوزارة (التربية ) أن تدرك أنها لو تساهلت مع أبنائها واحتضنتهم واستوعبتهم لرأت أجيالا من العلماء والمهندسين والأطباء إن لم يأتوا الآن، فلن يأتوا بعد ذلك».

مايهمني هم الفئة الاولى ( روبن هود) لان( الفئة الثانية والثالثة موجوده في مجتمعنا ومتعارف على الرشوة والفسادوالثالثة الإداري والنصب مع الاسف) وتأتي رؤيتهم ( اللص النبيل ) ..لحل متلازمة الثانوية العامة / الكارثة/ كابوس في كل بيت عراقي بوصفة واضحة تطالب الحكومة بإلغاء النظام المعمول به حالياً حيث يدور سباق تناحري على حشو الأدمغة بما ثقل حمله ورخص ثمنه من معلومات على مدى سنوات الدراسة, لتصل حد الجنون في الباكالوريا,
وهناك العديد من الصفحات العنكبوتية وعلى النهج نفسه ، حيث يختلط الجد بالهزل، وإثارة اللحظة بمصيبة المستقبل. مناقشات وحوارات و»لايك» و»شير» ومطالبات بـ «بسرعة نريد علمي بسرعة نريد ادبي» و»أرجوكم محتاجين امتحان اللغة الانكليزية قبل الامتحان بوقت كاف» وتبادل الشكر والثناء وتقييم الإجابات المختلفة التي يتم تحميلها، وأخيراً الدعاء لكل من يساهم في هذا العمل الخير الذي يعود بالنفع على الطلاب والطالبات، لا سيما أننا في شهر رمضان في ظل الأدعية الدينية مكللة بالمباركات الطلابية والمطالبات بتحميل الامتحانات المسربة وإجاباتها قبل موعد الامتحانات وليس أثناءها مذيلة بـ «جزاكم الله خيراً» تجعل المشهد برمته أقرب ما يكون إلى الكوميديا السوداء والفصامات الحمقاء.

أسئلة عدة تطرحها الظاهرة، حيث رد فعل وزارة التربية المتميز بالسكون والهدوء ونفي التسريب تارة والاعتراف بالتسريب في اخرى، وقواعد منع اصطحاب أجهزة المحمول مع الطلاب والتي يبدو جلياً إنها مهلهلة، وأخلاقيات ما يصح وما لا يصح لدى الطلاب أنفسهم إذ يبدو أن مسألة الغش لا تقلق كثيرين اولهم طلاب المدارس الدينية ومواقف الأهل الذين قلما يسمع لهم صوت أو اعتراض، ناهيك عن أسئلة أخرى تفرض نفسها. هل الطلاب الذين سينجحون ويحرزون درجات مرتفعة بفضل الامتحانات المسربة، ثم يلتحقون بأحسن الكليات وينضمون إلى سوق العمل، سيتمكنون من الارتقاء بالوطن وإكمال مسيرة البناء والتنمية مع أبنائهم على القواعد نفسها؟ وهل مثل هذه الصفحات وهذه المجموعات هي الطريقة الأمثل للضغط على الدولة لتغيير نظام التعليم العقيم؟ وهل يأتي وقت يحن فيه العراقيون نحن فيه الى «زمن الغش الجميل» حيث الكتابة على اليد وتهريب «القصقوصة» أقصى ما يطمح إليه خيال الطالب؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التسريب
محمد البدري ( 2018 / 6 / 24 - 21:58 )
إذا كان هناك تسريب للامتحان عبر اذاعة اسرائيل في نهاية الستينات فان هناك تسريب في بدايتها في العام الدراسي 59-60 الغيت بسببه الامتحانات جميعها واعيد الامتحان مرة أخري في جميع المواد بعد ثلاثة اسابيع

اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ