الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوثان لزجة ...............رواية للروائي الاستاذ سالم صالح سلطان

ابراهيم خليل العلاف

2018 / 6 / 29
الادب والفن


أوثان لزجة ...............رواية للروائي الاستاذ سالم صالح سلطان
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
وانا اقرأ رواية الاستاذ سالم صالح سلطان الموسومة ( أوثان لزجة ) التي صدرت عن دار نون للطباعة والنشر والتوزيع في الموصل 2018 انتابني شعور طاغ وهو انني قد عشت اجواء هذه الرواية وخاصة وقت وقوع احداثها بين 2011-2014 ، وانني اعرف شخوصها واحدا واحدا . كما انني قد عشت اجوائها واماكنها شبرا شبرا وهذا يدل على تمكن الكاتب وقدرته على ان يعبر في كل سطر كتبه عن مشاعرنا نحن اباء العراق الجريح ..نحن ابناء هذه المدينة الجريحة ، الصابرة ، المجاهدة المحتسبة وطبعا اعني بها الموصل الحدباء ام العلا ام الربيعين .
والكاتب الصديق العزيز الاستاذ سالم صالح سلطان ، وانا عرفته منذ ان قرأت روايته الاولى ( سكاكر عبد البرجس ) إنسان ايجابي مع انه ناقد كبير لمجتمعه لا بل ناقد قاسي وتسألوني كيف هي ايجابيته اجيب انه وبعد ان اكتشف اوثانه وعراها ادرك ان خطا جديدا ، ونهجا جديدا ، وسلوكا جديدا سيأتي مع الغد نعم ينبغي ان نكتشف اوثاننا الزجة التي صنعناها بأنفسنا أو صنعها لنا الاخرون ماهي الا اكذوبة وخيال متاهة سرعان ما تتهاوى عندما نعرفها ، ونعرف من صنعها وحسنا فعل عندما كتب لي في الاهداء لعلنا يادكتور ابراهيم نتخلص يوما من اوثاننا اللزجة .
الرواية - بنظري - هي أقرب الى السيرة الذاتية (بايوغرافي biography ) سيرة ذاتية ، ممتعة ، وملذة ، وجميلة ، ورائعة فيها ما فيها من الاحداث وفيها ما فيها من المنغصات لكن ( الاوثان اللزجة) تنتصب امامنا فهي كالتابوهات المتمثلة بالعيب والحرام والممنوع قضينا حياتنا ونحن نحرص على ان نلتزم بها وان نجعلها مقياسا لحياتنا فهي من عذبتنا ، وهي من سرقت احلامنا ، وهي من جرتنا الى دروب الخطيئة بحق انفسنا على الاقل ، وهي من اغتصبت شبابنا وكهولتنا وحتى شيخوختنا وهذا هو الروائي الكبير صديقي الغالي الاستاذ سالم صالح سلطان يميط اللثام عنها لنعرفها فهو يعرفها ، ويحس بها ويشعر بها اكثر مما نعرفها او نحس بها او نشعر .
والمهم انه بعد ان اكتشفها راح يحبو لصراط جديد ولسلوك جديد يجعله اكثر حرية واكثر حيوية واكثر شبابا .
نعم نحن في قرن العنف كما نحن في قرن الفهلوة سيقولها ابو لهب لو عاد وسيشهر رستم سيفه وسيؤيدها الحلاج واقرانه؛ فالعنف هو ما يطبع حياتنا ، ويشوش نظامنا المتناغم للاشياء .
من بقعة لابل من احد سطوح بيت في ( وادي حجر) وهو حي في الموصل تبدأ السيرة وسط اجواء قصف الطائرات الاميركية في ما سميت بحرب الخليج الثانية ومسلسلة عاصفة الصحراء ووصولا الى الاحتلال والغزو في 9 نيسان 2003 وما جره النفط على العراق من ويلات وما جره عداء العراق لاسرائيل جراء اغتصاب اراضي ومياه اولاد العم في فلسطين ويمتزج الحب مع الرصاص في سمفونية جميلة ..يقول الروائي :" ان عبودية الحب هي تواصل مستديم في النفس الانسانية " و" لايوجد اقسى من سلطان الحب على الانسان " .
وخلال الرواية نجد بشوري المولع بالطيور وحمادي بن يحيى العنزروت ويوسف الجني وصلاح بن غياهب ، وبشار بن طنه وعواد الرعاط ومحمود الهاجري وريام أُخته وابو عبد وابراهيم الاعرج ومشحوط الخياط المصري الذي عاش لفترة وعمل في الموصل ثم عاد الى مصر مع الجيش الاميركي والذي يعرف اهل وادي حجر واحدا واحدا هؤلاء وغيرهم يتحركون في المحلة ومقهاها ولكل هواه ورغباته ..لانعرف هل كانت هذه الزمرة تعرف الحياة ام تجهلها ولسان حال الراوي يقول :" لااظن احدا في بلدنا يفهم الحياة بنظامها العام " ولكن يستدرك ليقول "الا الواعون لحقيقة ما يعيشون " .
وخلال الرواية يعبر الكاتب عن افكاره من خلال شخوصه .. افكاره في الحرية وفي الحرب وفي الحب وفي القناعة وفي الشجاعة وفي الكرم وفي التكفير وفي الدين وفي الانتهازية .والاهم من كل ذلك ان احد شخوص الرواية وهو ابراهيم الاعرج يقف في وسط المقهى ليقول الحقيقة الدامغة :" العراق بوضعه هذا -وهو يواجه الاستبداد والعنف والحصار والغزو الاميركي - ومنذ اربعين عاما هو كمن مصلوب على عامود " وحتى مشحوط المصري الذي عاش من خير العراق والتحق بالاميركان الغزاة قال انه يخجل من نفسه لانه عمل مع الغريب ضد اخيه ، فإي وضع هذا الذي نحن فيه .
ولم يجد بطل الرواية الا الهرب من العراق ولكن الهرب من العراق هل هو الحل .قال له عبد الهارب :" هل ستهرب كما هربت منذ شبابي عن هذا البلد ؟ " وعند جسر ابراهيم الخليل وهي اخر نقطة على الحدود مع تركيا يُحدث نفسه فيقول :" لم اعد احتمل ضغوطات واقعي الذي اعيشه ..كل يوم ذات المضمون من الحرب والكآبة والخوف من التفجيرات ومطاردة الموت لكل البشر في وطني احدثت بداخلي ذلك الرهاب الى منتهي لبقية العمر " .
وفي شوارع غازي عينتاب التركية دب النشاط في جسده وتناسى الارق والسفر وهوام الافكار لكنه وبعد فترة ادرك انه لم يجد سوى الوهم قضية ملازمة لحياته...اتسع الوهم وازداد تأثير الاوثان اللزجة في حياته منذ كان صبيا يتيما فاقدا للحنان طوال سنين .وسرعان ما اخذ يفلسف موقفه فيقول :"نحن المشرقيون لانبدع الا في سحر الحزن .بقصائدنا وحواراتنا وعلاقاتنا ونكهة طعامنا وحظوظ وبنيان حياتنا المستقبلية .نحن اوفياء له ومخادعون لشهد الفرح في نفوسنا " .واستدرك ليقول :"ومع هذا كله اننا ممكن ان نصنع الحب ...وصناعة الحب لايمكن ان تكون الا عندما نكتشف اوثاننا اوثان ماضينا وندفنها عندئذ سنعرف كيف نضع نقطة بداية لغد جديد مشرق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف


.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??




.. عيني اه يا عيني علي اه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي


.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو




.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد