الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقصيدته (عراق...... يا منارة المجد الذي استقرْ) !!

وجدان عبدالعزيز

2018 / 7 / 5
الادب والفن


قصيدة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تصلح ان نتحدث فيها عن العراق كبلد عربي، وعن الشاعر كاحد المسؤولين العرب المعروفين، وما بين العراق وسمو الشيخ آل مكتوم نرسم الكثير من علامات التعجب والاندهاش، هذه العلامات تبرز في اكثر من نقطة ممكن الوقوف عندها ومحاكمتها لماذا؟، فالعراق علامة بارزة في وجنة التاريخ العربي، وسمو الشيخ آل مكتوم علامة بارزة عربيا، كونه شخصية سياسية حاكمة وحكيمة، اضاف لها عمقا اخرا بقصيدته عن العراق .. عمقا قد تمثل في العروبة والقومية المنفتحة انسانيا اولا، وثانيا لم يكتف في مواقفه الرسمية كونه حاكما، انما راح يتضامن مع بلده الاخر العراق ابداعيا من خلال الشعر العربي، ليكون هذا الموقف مخلدا لدى عامة الناس، بدليل ان الشعر تراث حضاري وثقافي، وثالثا كان سمو الشيخ آل مكتوم يتصف بالحس الانساني وهو معدن الانسان المتمسك بدينه وموروثه الحضاري وما يملكه من حس إنساني، فمواقفه الانسانية معروفة لدى شعب الامارات ولدى الشعوب العربية، ولاسيما تلك الداعمة للابداع وللشباب العربي، وكان مصدر تفاؤل للانسان العربي، حيث حضر افتتاح القمة العالمية للحكومات، فقال (إننا اليوم نتحدث عن استئناف الحضارة وهو أمر يحتاج تعاونا من الجميع .. مضيفا سموه لابد من وجود الأمل فهذه المنطقة هي مهد الحضارة الإنسانية وأنا متفائل.. فالإنسان هو الذي يصنع الحضارات والاقتصاد والمال وإذا نجح الإنسان العربي والمسلم في بناء حضارة في الماضي فهو قادر من جديد على استئنافها)، هذه قبسات من سيرته الانسانية، التي تؤكد انه حاكم وحكيم، وحاكم وانسان، فلاغرابة ان يذكر بلده الثاني العراق بقصيدة تقطر انسانية ووجعا، بسبب الظروف التي احاطت بالعراق، وسببت له الجراح وهددت مستقبله العربي والانساني ودوره الحضاري .. يقول سمو الشيخ آل مكتوم في قصيدته (عراق...... يا منارة المجد الذي استقرْ) :

(طعم الفرات مرْ
من حيث ما تدفقت مياهه وحيث ما يمرْ
والوطن المجروح من جراحه يساق نحو قبرْ
وللعراق دمعه وشمعه وليس سرا أن لللعراق سرْ
تمزقت أشلاؤه، وماؤه نهر يشق نهرْ
أعرب نحن ..... أعرب نحن ؟
وفي عراقنا للموت نصل غدرْ
أعرب نحن ...... اعرب نحن ؟
ومن عراقنا الأنباء لا تسرْ)
بدأ الشاعر الشيخ من النهر"الفرات"، لكون النهر عنوان حياة وحضارة وخلود، ثم ذكر العراق علانية وجعله شمعة يُهتدى بها، ثم ان كينونة العراق تحتوي على سر، لايدركه الا من خبر البلد العراقي وعرفه عن كثب، وطرح الشاعر الشيخ سؤاله، أعرب نحن ....أعرب نحن؟ والعراق تمزقت اشلاؤه، ويؤكد : ومن عراقنا الانباء لاتسر .. اذن هو انتمى الى العراق، وهذا تأكيد على ان سمو الشيخ آل مكتوم يحمل الهوية العربية الاصيلة، وبما ان العراق بلد عربي، وبالنهاية انه ينتمي للعراق، مثلما ينتمي للامارات، او لأي بلد عربي آخر.. بعد هذا يتوعد اعداء العراق والامة العربية بقوله :

(الله الله الله أكبر
يا أيها الطامع في عراقنا هلا وجدت عذرْ
يا أيها الوالغ في دمائنا أن الصدور كثرْ
يا أيها الجاهل ما أسمائنا ان الجباه سمرْ
ذاك الجراد في عراقنا للناس يوم قهرْ)
وهنا يتوعد الاعداء الوالغين بدماء ابناء العراق، بأن نحن اصحاب الجباه السمر، لابد ان نثور، ولابد ان يستجيب القدر، حيث يؤكد الشاعر الشيخ : (والحرب في قانونها كر يليه فرْ/والغدر في قانونه أن يستحيل نصرْ).. فهو يؤكد حقيقة الغدر والحرب في قانون الكر والفر، وكأني به يؤكد على شجاعة العراقيين واصالتهم وشجاعتهم في مقارعة ملمات الكوارث والهجمات البربرية التي مرت بهم عبر عصور التتار وغيرها ... فان الشعب في العراق وفي اقطار الوطن العربي له صبر، (وللقوي لو طغى نهاية وللظلام عمرْ)، ثم يتعالى صوت الشاعر الشيخ من خلال قوله الاخر في نفس القصيدة :

(قد علم التاريخ من يقرأه ان لا يدوم قهرْ
وعلم التاريخ من يكتبه ان الحروف حمرْ
عراق...... يا منارة المجد الذي استقرْ
نحتاج في تاريخنا يوما كيوم بدرْ
يعُلم الجاثم فوق صدرنا أن العراق حرْ)

وهنا اؤكد ان تفسير التاريخ لدى العرب والمسلمين سعى إلى اكتشاف قانون أو قاعدة عامة, ناظمة للتطور التاريخي, تندمج فيها منظومة من المسببات الجغرافية والسياسية والسيكولوجية, تسير وفقاً لها عملية تطور التاريخ, وخير مثال على ذلك شيخ المؤرخين العرب ابن خلدون.وكان في مقدمته، اي ابن خلدون نجد أنه يشير في عدة مواقع إلى طبيعة الملك, وطبيعة العصبية, وطبائع الأكوان, وطبيعة الوجود. فطبيعة العمران لديه هي تعليل جميع أحوال العمران بأسباب طبيعية, وقوانين حتمية. أي إن الظواهر الإنسانية لدى ابن خلدون مقيدة بقوانين طبيعة كغيرها من ظواهر الطبيعة. وهذا ما أكده الشاعر الشيخ بقوله : (قد علم التاريخ من يقرأه ان لا يدوم قهرْ).. اي ان هناك حتمية تاريخية، متخذا طريقة ابن خلدون في التعليل الذي يتجاوز قيود الزمان، كطابع عام قائم على وحدة الطبيعة البشرية، وهذه اهم خصائص التعليل في فلسفة التاريخ. انه ليس تعليلا ظاهريا برانيا كما هو الحال في العلوم الطبيعية، ولكنه تعليل باطني جواني كامن خلف احداث تاريخ الظاهرة، بل ليست هذه إلا معلولة لها، وهو ما اشار اليه ابن خلدون لقوله: وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها الدقيق. اذن الشاعر سمو الشيخ آل مكتوم اتخذ لقصيدته مرجعيات تاريخية وحضارية، فاشعاره ليست من الاقوال العابرة التي تمس العاطفة، انما تستقر لتكون هي الاخرى مرجعيات تاريخية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف


.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??




.. عيني اه يا عيني علي اه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي


.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو




.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد