الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشق الوطن ,وانطلاق المقاومة من اجله من خلال رواية تحت عنوان العاشق للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني .

حسن ابراهيمي

2018 / 7 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تندرج الرواية تحت عنوان العاشق للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني ضمن الروايات التي أرخت للصراع القائم بين الشعب الفلسطيني ,والاستعمارين الانجليزي ,والصهيوني لفلسطين ,حيث ركزت أحداثها على إعطاء الانطلاقة للمقاومة من البادية بحكم الطبيعة الجبلية لها ,والتي يجهلها العدو .
بحيث حاولت خلق فضاء تبني أحداثه شخصيات من خلال موقف مسبق ضد هذا العدو ,ويتعلق الأمر بإعطاء الأوامر لتنفيذ مخططات المقاومة المسلحة من البادية الفلسطينية ذات الطبيعة الجبلية لمقاومة الاستعمارين الانجليزي ,والصهيوني ,من اجل التحرر ,ومن تم جاءت الرواية عبارة عن الرغبة في بناء مواقف تنسجم وهذا الأفق الذي يناضل من اجله الشعب الفلسطيني طوال تاريخه ضد الاستعمارين .
وعليه جاءت الرواية منددة بمختلف الممارسات القمعية التي تمارس في حق الشعب الفلسطيني ,منددة بالإجرام الذي يمارس في حق هذا الشعب الذي يناضل من اجل حقه في التحرر ,والاستقلال ,وبناء غد أفضل .
إذا كان الأمر كذلك فان ما يميز هذه الرواية هو أنها ركزت على البادية بخصوص اختيار المكان الذي دارت فيه مجموعة من الأحداث ,هذا دون الاستهانة بالمدينة كفضاء دارت فيه أحداث لا تقل أهمية عن التي دارت في البادية فيما يتعلق بممارسة الموقف من الاستعمارين ,ويتعلق الأمر بخوض مجموعة من الأشكال النضالية من اجل التحرر.
وقد يعود السبب في ذلك إلى الطبيعة الجبلية التي تتميز بها البادية الفلسطينية سبب اختارها ,إذ تساعد على تنفيذ مخططات المقاومة ضد الاستعمارين المذكورين سابقا ,بحيث اختارها السارد من اجل أن تكون منطلقا لمجموعة من الأحداث ,التي ركز عليها السارد بخصوص مواجهة الاستعمارين الانجليزي ,والصهيوني ,إن هذه الطبيعة الجبلية يصعب اختراقها من قبل جنود الاستعمارين ,بسبب عدم معرفتها , لأنها ليست من بيئته ,ومن تم فضل السارد أن تكون هذه الطبيعة الجبلية منطلقا للمقاومة المسلحة ’يحث يصعب بسبب ذلك اختراق الفصائل التي تتبنى هذا الخيار مما يضمن نجاحها .
لقد تضمنت الرواية ما يفيد هذا المعطى ,ويتعلق الأمر بالرغبة في إنجاح هذا النوع من الأشكال النضالية ,ويبدو هذا منذ الأحداث الأولى التي تضمنتها الرواية ,من هنا تضمنت الرواية بعض الشخصيات , وهي عبارة عن حيوانات للدلالة على ذلك ربما لاستعمالها في تنفيذ بعض مخططات المقاومة كحمل الأسلحة لتنفيذ الهجمات ضد العدو .
من هذا المنطلق جاءت بعض أحداث الرواية حاملة لهذا الموقف الذي يؤكد السارد على اختيار المكان بخصوص انطلاق المقاومة ,من اجل نجاحها .
كل ذلك تحسبا لتدخل الاستخبارات الانجليزية ,او الصهيونية التي ترصد فصائل المقاومة ,وكوادرها من اجل إفشال عملها ,من اجل تنفيذ مخططاتها الاستعمارية بدون مقاومة انسجاما مع طبيعة السياسات التي ينهجها الاستعمارين الانجليزي ,والصهيوني ,من اجل نهب خيرات البلاد ,واستغلال شعبه ,وقمعه أثناء المطالبة بحقوقه ,وعلى رأسها الحق في التحرر,
إذ جاءت الرواية ممتلئة بالأحداث التي تفيد تنفيذ هجمات ضد المناضلين ,والمناضلات لترهيبهم ودفعهم للتراجع على النضال من اجل حق الشعب الفلسطيني في التحرر .
إذا تمكنت الرواية من تسجيل الانطلاقة المشرفة للمقاومة المسلحة ضد المحتلين بهاجس الرغبة في نجاحها ,اذا كان الأمر كذلك فإنها لم تتمكن من تتبع سيرورتها التاريخية ,إذ لم يرد بالرواية ما يفيد الاستمرار في تنفيذ مخططات المقاومة ,كما لم يرد بها تحديد الفصائل التي لها السبق والشرف في الدفاع عن الوطن ,كما لم يرد بالرواية ما يفيد التخطيط لهذا الاستمرار من اجل هزم مخططات العدو الانجليزي ,والصهيوني .
ان الاقتصار على ترهيب المناضلين ,بل عامة الشعب أمر معروف ,كما أن التاريخ العربي الفلسطيني يشهد على ان الشعب الفلسطيني قدم تضحيات من اجل وطنه ,ومن اجل التحرر ,والانعتاق ,لكن على الرغم من ذلك نعتقد أن السبب في ذلك راجع إلى رغبة السارد في التركيز على انطلاق المقاومة ,وليس إلى سيرورتها التاريخية .
ومهما يكن من أمر فان الرواية تمكنت من التاريخ لانطلاق المقاومة ,واختيار المكان المناسب لها وفي ذلك تفوقت الرواية من خلال عرض أحداث تناولت بدايتها ,كما أن الرواية نجحت في نقل عزة ,وشهامة الشعب الفلسطيني ,رغم معاناته بسبب الاستعمارين الغاشمين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل