الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وايزمن والعرب 2

تميم منصور

2018 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


حاييم وايزمن والعرب -2-
تميم منصور
يؤكد الباحث " بيني موريس " معتمداً على تحليل شخصية حاييم وايزمن ، ومعتمداً أكثر على موافقة المعلنة من العرب ، وعلى أقواله وتصريحاته ورسائله الى زوجته وأصدقائه ، كما أنه اعتمد على كتاباته الكثيرة .
ما يمكن استخلاصه من هذا المخلوط المترسخ في مفاهيم وايزمن وادراكه وايمانه وتأثره من الفيلسوف اليهودي المعروف "أحاد هعام " بأن وايزمن في فكره نسخة مصغرة من عقلية الكثير من الأوروبيين ، ونظرتهم للشعوب النامية خلال القرن التاسع عشر ، أنه ابن هذا القرن وليس ابن القرن العشرين ، شاركهم في توجهه العنصري وتقيمه للشعوب على أساس أثني .
من وجهة نظره الالمان يختلفون عن الايطاليين واليهود يختلفون عن العرب ، حسب مفهومه الفوارق بين العرب واليهود لم تنبع من عوامل ثقافية أو اجتماعية فقط ، هناك فوارق لها علاقة بالجنس البشري ، متناسياً أن الشعبين من أصول سامية ، وأنه لا يوجد فرق بين يهود العراق واخوانهم العرب في هذا القطر ، أو يهود اليمن وعرب اليمن ، أو يهود المغرب وعرب المغرب ، لم يردد وايزمن هذه الفوارق الأثنية كثيراً لأنه خجل منها فعاد وكرر الفوارق الثقافية والاجتماعية .
يؤكد " بيني موريس " بأن نظرة وايزمن للعرب ، كانت مغايرة لنظرته للشعوب الأخرى ، لأنه وضع في حسابه أن المواجهة بين الشعبين العربي واليهودي في فلسطين حتمية في المستقبل .
أن احداث الثورة العربية الكبرى في فلسطين ، التي امتدت بين 1936 -1939 ضاعفت من شحنات حقد وايزمن على الفلسطينيين ، لأنه تطلع الى الثورة بعيون صهيونية عنصرية ، لم ينظر إلا للجانب الإرهابي كما أراد تسميته ، خاصة أنه لم يعتبر الاحتلال البريطاني لفلسطين نوعاً من الاستعمار ، ولكي يؤلب وايزمن دول الحلفاء ضد العرب أثناء الحرب العالمية الثانية ، اتهمهم بدعم دول المحور ، خاصة المانيا ، وقد تجاهل مشاركة عشرات الألوف من المتطوعين العرب في القتال داخل صفوف قوات الحلفاء ، خاصة في مصر وشمال أفريقيا ، وقد اعترف ضابط بريطاني بأن الجنرال عزيز علي المصري من مصر هو من أشار على الجنرال منتغومري قائد الجيش الثامن البريطاني كيفية نشر قواته في الصحراء الغربية ، لمواجهة الجيش الألماني بقيادة رومل .
وفي المقابلة التي جرت بين وايزمن مع السفير السوفياتي في لندن، ويدعى " ايفان مايسكي " عام 1941 ، حاول تفريغ حقده ضد الفلسطينيين أمام السفير المذكور ، فقال : العرب هم أبناء الصحراء ، يختلفون عن بقية الشعوب ، بالاهمال والبطالة والتخلف الذي يلاحقهم أينما وجدوا ، رفض السفير السوفياتي موقف وايزمن وقال له : هذا موقف سياسي ،لا تحمل الشعب الفلسطيني جريرة ما تقوم به قيادته .
ما عبر عنه وايزمن بحضور السفير السوفياتي ما هو إلا جزء من عقيدته العنصرية اتجاه سكان فلسطين ، لقد كتب في عام 1936 بأننا إذا سلمنا منطقة النقب للعرب في فلسطين سيبقى النقب منطقة صحراوية الى الأبد ، لأن العرب من وجهة نظره عنصراً هداماً ، أما اليهود فهم عنصر للأعمار والبناء ، مع العلم أنه من بين أسباب اللاسامية في أوروبا التي أدت الى كراهية اليهود ، اتهام اليهود بالكسل وأنهم شعب غير منتج ، يرفض العمل في المصانع والأرض ، الى درجة أنهم أخذوا يعرفون " بأبناء الموت " موقف وايزمن من العرب في فلسطين يناقض أيضاً ما ورد في الموسوعة " هتسيونوت " ومعناها الصهيونية الجزء الأول فقد كتب البروفسور " موشي جورني " مقالاً مطولاً أثنى فيه على العرب في فلسطين ، واعترف بأن العامل اليهودي لا يستطيع منافسة العامل العربي في العمل ، ويعترف بفضل العرب في مساعدة المهاجرين الجدد من اليهود ، فقد ساعدوهم في نقل المياه وقدموا لهم المشورة في كيفية غرس مساحات واسعة من الأراضي بأشجار الحمضيات .
كذلك فأن أحد المبشرين في الصهيونية ويدعى " موشيه منتوفيوري " استعان بالعمال العرب بإنشاء العديد من البيارات خاصة في منطقة يافا ، هذه الحقائق وغيرها لم تغير وتبدل من مواقف وايزمن السيء والسلبي من العرب .
في كل مناسبة كان يلحق بالعرب مزايا وصفات بعيدة عنهم ، فقد تحدث أمام مجموعة من أصدقائه في مدينة لندن وقال : عقل العربي مغلق غير قابل للتطور ، وهم لا يختلفون كثيراً عن الزنوج المتوحشين الذين يعيشون عراة في أدغال افريقيا .
لكنه يعود ويناقض نفسه بعد أن اتيحت له فرصة اللقاء مع الأمير فيصل أبن الشريف حسين في جنوب شرق الأردن ، لقد عبر وايزمن عن اعجابه الشديد بالأمير فيصل ، فكتب الى زوجته : قابلت رجلاً جميل الطلعة حسن الهيئة ، رقيقاً ، أنه يختلف عن رجال الصحراء ، لمست فيه كل معاني الرقة والوطنية والقومية والاستقامة ، أنه يختلف كل الاختلاف عن القيادات الفلسطينية التي قابلتها ، لقد وصف هذه القيادات بالخشونة والعناد ، وهي بعيدة عن الحضارة .
طبعاً القاصي والداني يعرف ما هي الأسباب التي جعلت وايزمن يغدق على الأمير فيصل هذا المديح المنافق والمزيف ، كون الأمير قد تجاوب مع مطالبه خلال اللقاء المذكور ، لقد وافق فيصل على طلب وايزمن بقبول وعد بلفور ، كما وافق على تدفق المهاجرين اليهود الى فلسطين ، دون أن يأخذ بعين الاعتبار كيف سيكون مصير الشعب الفلسطيني .
اعترف وايزمن في رسائله أن القيادات الفلسطينية التي قابلها كانت جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية التي ظهرت في تلك الفترة ، وان حقده عليها نابع من محاولاتها التصدي لكل المخططات الصهيونية ، رفضت هذه القيادات مطالب وايزمن التي قبلها فيصل ، لذلك قام وايزمن باتهامها بشتى التهم .
أضاف وايزمن الى قاموس عدائه للفلسطينيين خلال زيارته لفلسطين في ربيع عام 1918 ، أثناء هذه الزيارة كتب لوزير خارجية بريطانيا " جيمس بلفور " صاحب الوعد المشؤوم ( العرب لا يعرفون سوى المعارضة ، لا يعرفون التسامح ، هم شعب غدار ، مستعدون لمهاجمة وطعن جنود بريطانيا في ظهورهم ، والدليل على ذلك أنهم غدروا بأبناء جلدتهم ودينهم المسلمون الاتراك .
حتى الموظف العربي العادي الذي كان يعمل في مؤسسات الاحتلال البريطاني – مثل الشرطة والبنوك والشركات والجمرك - لم يسلم من عنصرية وايزمن فقد وصفه ، بالكذب والغدر والتحايل ، أما القيادات الفلسطينية فهي من وجهة نظره كالسراب من غير الممكن التوصل معها الى نتائج .
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ