الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام والقبلة من حائط مبكى إلى حائط مكة!!(2)

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2018 / 7 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حائط مبكى في أورشليم أول قبلة للمسلمين:
والآن وبعد أن وقفنا على كل من إشكالية الزمان والشكل والأسلوب في أداء الصلاة، دعونا نأتي لقضية القبلة وتوجه المسلمين للقيام بأداء ثاني أهم ركن من أركان دينهم؛ أي الصلاة حيث في ذلك يذكر الكاتب علا العناتي في مقالة له بعنوان؛ "ما هي قبلة المسلمين" فيقول: "كانت حادثة تحويل القبلة في مرحلة ما بعد الهجرة، وذلك فى السنة الثانية من الهجرة، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالتوجه نحو الصخرة المشرفة في بيت المقدس، وهي أول قبلة توجه المسلمين نحوها، فقد كان في مكة المكرمة يصلي بين الركنين وهو مستقبل الصخرة، فعندما هاجر إلى المدينة صعب الأمر عليه فأوحى الله إليه بالتوجه نحو بيت المقدس"(3). طبعاً الكاتب يحاول أن يخفي هنا الإسم الحقيقي لتلك الصخرة وحتى إسم المدينة الحقيقي آنذاك حيث لم تكن تحمل إسم بيت المقدس أو القدس إختصاراً والذي أصبغها عليها الغزوات الإسلامية، بل إن المدينة كانت تحمل أسماء أخرى وأهمها أورشليم وفي ذلك تقول الكاتبة "يارا تعامرا" في مقالة لها بعنوان "ما اسم القدس قديماً" ما يلي:

"أورشليم وهو من أكثر أسماء القدس قدماً، حيث ظهر في النصوص الفرعونية في عهد الملك سنوسرت الثالث ما بين العام 1842 والعام 1875 قبل الميلاد، ومن ثم ظهر في رسائل تل العمارنة في سنة 1400 ق.م، وورد مجدداً ضمن الوثائق الأشورية التي ترجع لعام 691ق.م، وفي النصوص اليونانية خلال العهد اليوناني والروماني بين الأعوام 333ق.م وحتى 334 للميلاد، كما أن اسم أورشليم تكرر ذكره في التوراة لما يزيد على ستمئة مرة. وعلى الرغم من وجود اختلافات في معنى الاسم وأصله سواء كانت كردية أم آرامية، إلا أنّ الرأي الراجح هو أن الاسم عربي كنعاني معناه مدينة السلام، وأطلق عليها في القرن التاسع عشر قبل الميلاد". لاحظوا هنا المغالطة الكبيرة حيث تقول الكاتبة "وعلى الرغم من وجود اختلافات في معنى الاسم وأصله سواء كانت كردية أم آرامية، إلا أنّ الرأي الراجح هو أن الاسم عربي كنعاني معناه مدينة السلام" حيث وبعنصرية تحاول أن تلوي عنق التاريخ والحقائق التاريخية .. وتمضي الكاتبة وتقول بخصوص إسم المدينة؛ "يبوس ويدل اسم يبوس على القوة والصلابة، وقد برز الاسم في أواسط الألفية الثانية قبل الميلاد، وسميت مدينة القدس بهذا الاسم نسبةً لليبوسيين الذين كانوا يعيشون فيها، وهم أحد القبائل الكنعانية الشهيرة، ويعود لهم الفضل في بناء قلعة صهيون التي كانت موجودة في مدينة القدس".

ثم يأتينا اسم "ايليا كابيتولينا" حيث تقول الكاتبة؛ "بقيت المدينة تعرف باسم أورشليم ويبوس حتى بدأ عهد الإمبراطور هدريان الذي قام بهدم القدس بعد ثورة باركوخبا اليهودية ما بين العام 135م والعام 132م، وأمر ببناء مدينة جديدة مكانها أطلق عليها اسم ايليا كابيتولينا، وبقيت مدينة القدس تعرف بهذا الاسم حتى انتهاء العصر البيزنطي، ثمّ عرفت بإلياء فقط حتى نهاية العصر الأموي، حيث ظهر الاسم في العهدة العمرية، وفي العلامات الحجرية التي وضعت من قبل عبدالملك بن مروان (86هـ) لبيان المسافات بين مدينة القدس ومدينة دمشق ومدينة الرملة، بالإضافة إلى ظهور الاسم على النقود التي صكت في عهد الأيوبيين، وفي شعر الفرزدق الشهير: وبيات بيت الله نحن ولاته وبيت بأعلى ايلياء مشرف" وأخيراً يأتينا اسم "القدس" حيث يقول المصدر نفسه "ويعني اسم القدس المطهر، أو المكان الذي يطهر الذنوب، وقد أطلق هذا الاسم على المدينة في العصر العباسي الأول، كما حملت النقود التي صكت في عهد العباسيين اسم مدينة القدس، وذكرت العديد من المصادر التاريخية أن أهل الشام يطلقون عليها اسم القدس، بينما أطلق عليها أهل العراق والمشرق اسم بيت المقدس"(4).

إذاً لقد كانت القبلة إلى أورشليم أو يبوس أو إيليا وليس "القدس" حيث تسمية القدس جاءت في المرحلة العباسية الأولى كما وجدنا ونحن هنا في زمن ما يعرف بالرسالة والنبوة وبالتالي فإن ما يعرف بالمسجد الأقصى أو بيت المقدس والقدس لم يكن موجوداً بالأساس حتى تكون هناك قبلة للمسلمين لها، بل وعندما جاء محمد مهاجراً من مكة إلى المدينة وتعرف أكثر على الثقافة والديانة اليهودية وممارساتهم لطقوسهم الدينية ومنها الصلاة طبعاً وبحكم قوتهم الاقتصادية والاجتماعية وبأنهم من "أهل الكتاب"، فأراد الاستفادة من دورهم وقوتهم الاقتصادية والاجتماعية بحيث يصبحون من مؤيدي حركته الجديدة ولن يكون ذلك إلا من خلال التقرب منهم وأخذ بعض مقدساتهم كجزء من مقدسات "الدين الجديد" والذي هو بالأساس استمرار لليهودية والمسيحية وتعاليمهم اللاهوتية، لكن وفق صياغات وسياقات تتلائم والبيئة الاجتماعية العربية القبلية ولذلك كانت قضية التوجه لأورشليم ولحائطها المقدس لدى اليهود ونقصد به "حائط مبكى"، فما هو هذا الحائط ولما سمي بحائط المبكى ومن أين يستمد تلك القداسة الدينية بحيث يتوجه له محمد وأتباعه ولمدة ثلاث أعوام في قبلتهم وذلك قبل أن يستبدلها بحائط مكة وكعبتها القرشية وبالتالي عودة للجذور والأصول القبلية للآباء والأجداد الأولين كنوع من الوفاء التاريخي القبلي.

بحسب موقع ويكيبيديا فإن حائط المبكى _وبالمناسبة فإن المسلمين استبدلوا تلك التسمية وغيروها إلى "حائط براق" رغم أن الأول له الأسبقية التاريخية، كما رأينا من خلال مسيرة إسم المدينة؛ أي مدينة أورشليم "القدس"_ هو ذاك الجزء الباقي من المدينة القديمة أورشليم ويضيف الموقع ويقول؛ "حائط المبكى ومن تسمياته أيضا الحائط الغربي حسب التسمية اليهودية- العبرية:הכותל המערבי)[1] هو الحائط الذي يحد الحرم القدسي من الجهة الغربية، أي يشكل قسما من الحائط الغربي للحرم المحيط بالمسجد الأقصى، ويمتد بين باب المغاربة جنوبا، والمدرسة التنكزية شمالا، طوله نحو 50م, وارتفاعه يقل عن 20م" ويضيف الموقع كذلك؛ (يعتبر اليهود الحائط الأثر الأخير الباقي من هيكل سليمان. في رأي أغلبية الحاخامين اليهود يكون الدخول إلى الحرم القدسي محظورا على اليهود منذ خراب الهيكل، فلذلك الحائط هو أقرب نقطة من مكان الهيكل التي يمكن لليهود الصلاة فيها حسب الشريعة اليهودية العصرية. وأطلق عليه العرب المقدسيون اسم "حائط المبكى" نسبة إلى الطقوس التي كان اليهود يؤدونها قبالة الحائط حدادًا على خراب هيكل سليمان.. على ما يبدو من تقارير المسافرين اليهود والقرائين، أصبح الحائط مصلى يهوديا مشهورا في بداية القرن السادس عشر، وتعاظمت أهميته في نظر اليهود في القرن التاسع عشر حتى أصبح أهم المعالم اليهودية الدينية في رأي أكثريتهم. في نظر بعض اليهود خاصة الإسرائيليين منهم يعتبر الحائط رمزًا يهوديًا وطنيًا أيضًا"(5).

وهكذا نجد بأن لا شيء في قبلة محمد الأولى وأتباعه غير اليهودية وأماكن العبادة الخاصة بهم حيث هيكل سليمان وما بقي منه من حائط بعد تدميره وحرقه من قبل "الإمبراطور هدريان الذي قام بهدم القدس _بالأحرى أورشليم_ بعد ثورة باركوخبا اليهودية ما بين العام 135م والعام 132م" وبالتالي فإن توجه المسلمين في هذه المرحلة إلى حائط مبكى لا يمكن أن يفهم إلا لغايات سياسية وهي مهادنة اليهود في مرحلة تأسيس الإمبراطورية الإسلامية وذلك كنوع من تكتيك سياسي تلجأ له الحركات والجماعات في مرحلة التأسيس والضعف إلا أن تتمكن من بناء كيانك أو دينك واليوم حزبك ومن ثم تبدأ بفرض سلطتك على الآخرين وهذا ما حصل لليهود حيث تم إفنائهم تماماً بعدها وذلك من خلال مجازر مروعة لسنا بصددها حالياً وللأسف إن المسلمين لم يكتفوا بالقضاء عليهم إجتماعياً وجودياً من خلال القتل والصهر والنفي، بل حاولوا كذلك من خلال الاستلاب الثقافي حيث سنجد بأن محمد لم يقم فقط بقتلهم وسبيهم وتغيير القبلة من حائط مبكى إلى حائط مكة، بل قام المسلمين المتأخرين بتغيير اسم المدينة من أورشليم إلى "القدس" ومن ثم محاولة إنكار الوجود اليهودي في المنطقة ويهوذا أو إسرائيل و"فلسطين" وقد رأينا كيف قاموا بتغيير إسم حائط المبكى لـ"حائط براق" وبأنه؛ "الحائط الذي قام الرسول محمد ( صلى الله عليه و سلم ) بربط البراق إليه في ليلة الإسراء والمعراج" مع أن الحكاية كلها مشكوك بأمرها، ليست فقط قضية ركوب البراق وربطها بالحائط، بل كل ما يعرف بوهم الأسطرة الدينية وضمناً حكاية الإسراء والمعراج وكل الحكاية الإسلامية مما يخص النبوة والوحي والرسالة الإلهية المحمدية وغيرها من الأساطير الدينية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يستكمل البحث في الحلقة القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاقصي ايا كان مكانه
محمد البدري ( 2018 / 7 / 10 - 04:55 )
هجرة محمد الي يثرب جعلته نقطة في بحر من اليهود. فلا تاسيس ديني له الا بعض ما اكتسبه من سجع الكهان في مكة فرغم ان الدين لم يكن له نفس الثقفل بذات القدر للقبلية والانتماء للقبيلة فان ذوبانه في بحر اليهود اصابه بصدمة لا علاج لما ستسفر عنه الا باعادة توجهه الي قبلته القبلية العشائرية في مكة وهي البيت الحرام مجمع اصنام قريش. وهنا تاتي سياق قوله للايه فلنولينك قبلة ترضاها

تحياتي

اخر الافلام

.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني


.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح




.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل