الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلاميذ المدرسة ومديرها ...

مروان صباح

2018 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


بعيداً عن التفكيك البنيوي والمركب والبلاغي ، ولكي نسهل تظهير الصورة ، سنشرح الخلاصة السورية بطريقة ابسط من المبسط وايضاً بالمفيد المختصر ، عندما تجرأ بعض تلاميذ المدرسة عَلى قول جزء من الحقيقة لمديرها ، اشتاط غضبه كالمعتاد وأخرج السكاكين والبنادق ثم أرسل في إحضار أهل منطقته وصبوا جميع أشكال التعذيب والقتل على المتجرئين ، تنافرت الدماء في كل مكان وبات المشهد أقرب إلى قيامة مصغرة ، الذي استدعى استنفار جيران المدرسة ، بل أيضاً من هم أبعد قليلاً استنفروا ، وهمُّوا جميعهم لنجدت التلاميذ وأهليهم الذين فزعوا لنجدة أولادهم ، وبعد من الخذ والهات تبين بأن مدير المدرسة قد عيُن في منصبه بشاهدة مزورة وبتواطوء وزارة التعليم العالي ، لكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد ، تدخلت مدارس إقليمية وأخرى عالمية من أجل نجدة المدير ، مما زاد الصورة سوادً وخُلط الحابل بالنابل ، ولم يعد يعرف مين مع مين ، وبعد استباحة الإنسان والجغرافيا تبين بالجرم المشهود ، كون الجرم شوهد ارتكابه أثناء حدوثه وعند انتهائه ، أن الجامعات الدولية ، كانت ومازالت تدافع عن شهادة مزورة من أصدارتها ، وهذا كلّف تلاميذ المدرسة مايقارب ل 500 الف قتيل و18 مليون لاجىء ناهيك على تدمير البلد والمعتقلين والجرحى .

وبعد كل ما جرى ، مطلوب الآن عودة التلاميذ إلى المدرسة الذي مازال ابو شهادة مزورة يديرها ، وهنا يتوقف المرء ، ويلقى نظرة طويلة في السماء ، ويتساءل ، ألم يكن شعار الأول للانتفاضة السورية ، ما لنا غيرك يا الله ، ويا الله القصة طالت وضاقت على التلاميذ ، معقول يارب وهذا بين وبينك ، هؤلاء التلاميذ ما بيستاهلوا مدير جديد أو ما بيستاهلوا أصلاً يتعلموا ، سبحان حكمتك يا الله ، قربت أرحل عن الدنيا وهالحكمة عصية على الفهم ، لكن المفارقة القاتلة ، اذا كانت جامعات الدولية دافعت عن شهادة مزورة قد أصدرتها بهذه الطريقة ، فكيف سيكون دفاعها عن شهادة إسرائيلية ايضاً مزورة لكنها تعتقد بأن الموت في سبيلها يعتبر مقدس .

خططت ونجحت الجامعات العالمية بطرد حتى الآن ، ثلاثة شعوب أصيلة من أرضها ، فلسطين والعراق وسوريا ، وهذا يكشف عن خطأ استراتيجي في تفكير شعوبها ، لأن كان الأولى ، إدراك مسألة غاية من الأهمية ، بأن التغير لا يتحقق في الداخل قبل معالجته في الخارج ، فقد خسر شعب فلسطين جغرافيته وجاؤوا بشعب أخر تماماً كما حصل في العراق قبل قليل والآن في سوريا ، وهذا يطلق عليه ، التجانس الفكري للوصول إلى التجانس الجغرافي والمعتقدي ، بالرغم من الاختلاف بالشكل ، لكن الجوهر يحمل الكثير من التقارب ، أي أن ، فكرة التجانس التى طرحت في سياق مقاوم وعلى شكل محلي ، لَيْسَت قومية ، بل ، هي قابعة في الجامعات الدولية ، وما قيل في دِمَشْق ليس سوى تكرار ، مصدره خارجي ليس محلي ، ويبقى السؤال على من سيأتي الدور لاحقاً .

بل يصح التنبيه ، أن حصيلة الانتفاضات العربية ، أظهرت بشكل جلي ، أن التزوير كما يبدو افقياً ، كيف لا ، والعرب في جميع مناحى الحياة فاشلين ، لم يسجل التاريخ الحديث انتصار أو فوز واحد ، منذ 88 عام والعالم يركض وراء الطابة من أجل نيل كأس العالم بما فيهم العرب ، وبالرغم من الأموال الهائلة التى تُنفق على المرافق وإعداد المنتخبات والفرق ، اخفق العرب في الحصول على الكأس حتى لو لمرة واحدة ، ايضاً على الصعيد العسكري ، بالرغم ان العرب ، الأكثر ارتداءً بين شعوب العالم للزي العسكري ولديهم أعلى نِسب في حمل الرتب والنياشين ، لم يسجلوا انتصاراً واحداً ، بل ينتقلوا من هزيمة إلى أخرى ، بل لم يضيفوا إلى التصنيع العسكري برغي واحد ، والملفت في كل ما أسلفناه ، وكما هو معروف عن سرد العرب للحكاية ومهارة لغتهم وتاريخهم الشعري ، لكنهم اخفقوا في إيصال رواية واحدة تكون جديرة بقراءة قراء العالم ، وهذا ينطبق على الطب والتعليم والزراعة وحتى الجنس ، العرب أكثر الشعوب تثرثر حوله ، لكنهم أكثر الناس فاشلين في ممارسته ، وحقائق مثل هذه ، بالطبع لا تطمر بدورها حقيقة لامعة ، بأن العربي ليس سوى نسخة رديئة للأسف عن العالم المتحضر ، بالرغم من حضارته العريقة ، وتبقى مفارقة المفارقات ، الكل يتباهى بما لديه ، قدم كروية ذهبية وعسكري مزلزل وروائي قمري وطبيب جراح وحنجرة ذهبية وابو العبد الجنسي، وهذا بالطبع ليس بؤساً أو ضحكاً ، بل هو شكل من أشكال العجز في وقت تبددَ الكلام ، فعلى من تتباهوا ، ربما على عمال النظافة . والسلام
كاتب عربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ