الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرد والطابور الخامس .. إنها سلوكية الشخصية الاستعبادية..!!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2018 / 7 / 13
القضية الكردية



بير رستم (أحمد مصطفى)
إن ظاهرة الخيانة أو ما تعرف بالطابور الخامس والشخصية الهورباكية باتت ظاهرة في سلوكيات الكثير من الكرد، بل هي ظاهرة مستفحلة تشغل مجتمعنا لما لها من آثار كارثية وبهذا الخصوص فقد وجه أحد الأصدقاء السؤال التالي؛ "استاذ بير رستم ما سر وجود طابور خامس في كل نكساتنا، هل هو بفعل شخصية الكوردي التي ادمنت الخنوع ام لقوة الاستخبارات وايادي اعدائنا.." إننا وقبل محاولة الإجابة نود أن نقول؛ بأن هذا السؤال بات يشغل بال الغالبية المطلقة لأبناء شعبنا وهو يشاهد الإنتكاسة وراء الأخرى وذلك بفعل خيانة البعض من أبنائها، أو على الأقل لمشاركتهم ومساهمتهم فيها ولذلك بات الكثير منا يبحث عن الإجابات الوافية لمعرفة الأسباب والدوافع وراء ظاهرة الخيانة وتحرك أولئك ك"طابور خامس" يساهم في ضرب مشاريع وطنية يوجب عليه أن يكون مساهماً فيها أو على الأقل داعماً لها، لا أن يكون "حصان طروادة" فيها بحيث يركبه الأعداء لضرب مشروع سياسي يخدم القضايا الكردية.


طبعاً وبكل تأكيد أن هكذا موضوع يحتاج لدراسات وأبحاث جادة ولا يمكن الوقوف عليه من خلال تعليق أو بوست قصير، لكن نحاول فقط أن نشير لجزئية مهمة وأساسية تقف وراء هذه الظاهرة السلبية في المجتمع الكردي بحيث تدفع بهؤلاء إلى مواقع الخيانة الوطنية وإننا سنحاول أن نختصره في الإجابة التالية: إن وراء الظاهرة بقناعتي الكثير من الأسباب، منها التي تتعلق بالمصالح الشخصية من إرتزاق وغيرها ومنها الخلافات والانقسامات الكردية _قديماً القبلية وحديثاً الحزبية_ كما أن الدول الغاصبة وما تملك من أجهزة استخباراتية وإمكانيات كبيرة قادرة على خرق بعض البيئات بحيث تسخر البعض وفق مصالحها وأجنداتها السياسية وهذه جزء من سياسات تلك الدول حيث العمل على تخريب المجتمعات الخاضعة لها.


لكن نعتقد بأن ما تقدم من مسائل الارتزاق أو الخلافات وحتى الأدوار القذرة لأجهزة المخابرات للدول الغاصبة لكردستان تبقى عوامل ومؤثرات ثانوية أمام عامل يشكل برأينا أهم، بل العامل الشبه حاسن في هذه الشخصية الهورباكية العميلة للآخر ونقصد به العامل التاريخي الثقافي وظروف الاحتلال، بل الاستعباد الطويلة لكردستان وعدم تشكيل دولة كردية خلال كل تلك الأحقاب والمراحل التاريخية بحيث جعلت أو تطبعت الشخصية الكردية بنوع من الشخصية المستعبدة حيث يجد في خدمة الآخر واجباً مفروضاً عليه، بل جزء من دور موكل له بالحياة .. بمعنى إنه جزء من "سلوك طبيعي" _طبعاً وفق منظور هذه الشخصية المستعبدة أو المقهورة_ حيث يرى بأن كل من السيد والعبد له دوره، فالسيد لا يمكن أن يكون عبداً وكذلك العبد لا يمكن أن يكون سيداً.


وهكذا ووفق تحليل الشخصية الكردية التي جعلتها ظروف الاحتلال والاستعباد الطويلة بأن تمتهن ما يمكن أن نقول؛ الاستعباد بحيث أصبحت هذه الخاصية جزء من شخصيته وسلوكيته حيث يقول د.مصطفى حجازي في كتابه المعروف باسم "سلوكية الإنسان المقهور"، بأن هذه الشخصية ومع الواقع المستدام "يتحول من كره المتسلط إلى حبه وتقديره" وبذلك يجد في تقديم خدماته للمستبد والمتسلط _أي "السيد"_ ليس فقط واجباً وطيفياً مفروضاً عليه، بل هو واجب أخلاقي ولهذه الظاهرة دوافعها النفسية حيث الرغبة في تلبية تلك الخدمات ولذلك علينا أن لا نستغرب عندما يقدم الكثير من القيادات السياسية تلك الخدمات المجانية للآخرين _إن كانت في صفوف المعارضة أو النظام_ حيث تجدهم يقدمون خدماتهم رغم أن أولئك "الأسياد" يتعاملون معهم بفوقية وأحياناً كثيراً بقلة إحترام لهم ولشعبهم وقضاياهم وأعتقد كلنا شاهدنا وقرأنا تصريحات القيادات السورية في المعارضة والنظام بحق الكرد وقضاياهم ورغم ذلك لم تحرك النخوة في رؤوس تلك القيادات الكردية.

ما نود قوله أخيراً؛ بأن الخلل أو العلة تكمن في قضية الثقافة التي توارثناها عبر عصور الاستعباد الطويلة تلك التي فرضت على شعبنا وليس كجزء من شخصية وسلوك عنصري خاص بعناصر بشرية محددة حيث لا أمة أو شعب أو أي كائن يرضى على نفسه العبودية والخنوع للآخر؛ أي أن ظاهرة الاستعباد ليس سلوكاً طبيعياً سوياً نابعاً أو خاصاً بأفراد ومجموعات محددة كجزء من ثقافة تلك المجموعة البشرية، لكن وكما الأفراد والكائن الطبيعي الذي يخضع لفترات طويلة إلى التدريب على الطاعة بحيث مع الزمن تتحول إلى جزء من سلوكية ذاك الكائن، فتجده قد تتطبع بتلك السلوكية الوظيفية .. وللتخلص من هذه الظاهرة يحتاج شعبنا إلى وعي ثقافي جديد وهذه بالتأكيد تقع على عاتق النخب الثقافية الفكرية ودور المؤسسات والأحزاب وأعتقد أن المرحلة تساعدنا جميعاً للتصدي لهذه الظاهرة _أو بالأحرى الكارثة_ خاصةً أن العصر الحديث فتح الأبواب أمام الجميع للقيام بواجباتهم تجاه قضايا شعبهم .. وهكذا ولكي نحقق حرية شعبنا، علينا أولاً أن نحرره ثقافياً حيث لا تتحرر الجغرافيات دون تحرير السلوكيات، فالإنسان هو الجوهر وغاية الغايات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟ •


.. نتنياهو: أحكام المحكمة الجنائية الدولية لن تؤثر على تصرفات إ




.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: عملية رفح سيكون لها تداع


.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: أميركا عليها أن تقول لإس




.. الشارع الدبلوماسي | مقابلة خاصة مع الأمين العام للأمم المتحد