الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب يريد اسقاط ؟2

ماهر ضياء محيي الدين

2018 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الشعب يريد إسقاط ؟

تحدثنا في المقالة السابقة عن موضوع المظاهرات القائمة اليوم،وخيارنا الأمثل بوجود قيادة حكيمة تتولى مسؤولية الأمور من اجل التغيير والإصلاح ، لسنوات مريرة عشناها من الحرمان من الخدمات .
تغير الأمور لن تكون مهمة سهلة بل هي المهمة المستحيلة، وأكثر من ذلك بكثير، لان وضع البلد معقد للغاية ، ونعيش وسط تحديات وصراعات بين قوى داخلية وخارجية ، مستعدة لفعل إي شي من اجل مصالحهم .
مطالب اغلب الناس في توفير الخدمات ، والبعض يريد تغيير الأحزاب ، وآخرون يرفعون سقف مطالبهم، ويذهبون أكثر من ذلك ، ويطالبون بتغير النظام العام .
نسال ماذا لو سقطت الحكومة أو انهار النظام العام للبلد ( لا سامح الله ) ، كيف سيكون وضع البلد ، وهناك أكثر تسعى إلى ذلك من اجل مأربهم الشيطانية .
لو فرضنا جدلا وصلوا الأوضاع إلى حافة الانهيار الكامل،وعجز الحكومة في حل مشاكلنا ، وعدم قدرتها في تدارك الأمور،لتكون الأحزاب في ضع يحسد علية ، لترفع شعار لو العب لو أخرب الملعب ، لتختار الخيار الثاني لان الأول صعب عليها ، لتكون الساحة العراقية مفتوحة إمام الجميع في فرض أجندته و كل الاحتمالات واردة وفراغة من إي قوى سياسية بعد هروب الجميع وترك مقراتها ومكاتبها ، لتنهار الحكومة المركزية والمحلية ، ومؤسساتها ودوائرها الرسمية .
من البديل عن السلطة والنظام ، بمعنى من سيتولى المسؤولية للحفاظ على النظام العام للبلد ، وعدم تعرض المؤسسات للنهب والسلب ، القوات الأمنية ، الحشد الشعبي ، تتدخل دول الجوار،إما ستدخل أمريكا وقواتها بشكل مباشر .
حقيقة معروفه من الجميع إن قواتنا الأمنية اغلب قيادتها مرتبطة بالأحزاب ،أو من نفس الأحزاب بمختلف صنوفها وتشكيلاتها،ولا يعتمد على اغلبها في الأوقات الصعبة لو صلت الأمور لهذا الحد ،وتجربة سقوط الموصل بين ليلة وضحاها بعد هروب القيادات العليا لقواتنا الأمنية المتواجدة هناك خير دليل ، لتسقط خلال ساعات وليس أيام مع محافظات أخرى ، فكيف سيكون المشهد لو تطورات الأمور في كل المحافظات العراقية عدا إقليم كردستان ، ليكون البلد بدون قوة إي أمنية ، وان بقيت صنف منها أو صنفين ، تصعب عليه المهمة لان الأمر سقوط نظام عام للبلد .
لو تحولت المسؤولية للحشد الشعبي وحقيقة معروفة من الجميع ، إن لدى بعض الفصائل المنطوية في الحشد وغير المنطوية بيه ارتباطات خارجية ، وهنا ستعلب السياسية لعبتها ، إمام يكون من مصلحة الآخرين تدهور الأوضاع لتحقق مأربها فلن تتدخل هذه الفصائل ، أو تدخل في صدم مسلحة مع الفصائل الأخرى أو غيرها ولأسباب تريد فرض وجودها وقوتها ، أو تسعى إلى تنفيذ أهداف أو إغراض معينة ، وهي تتعارض مع رغبة وتوجهات الآخرين،لتكون الفصائل في مواجهة هذه التحديات والمخاطر مع هذه الفصائل والمجموعات الإرهابية والتدخلات الخارجية ، وهو أمر يصعب عليه المسالة في حفظ الأمن والاستقرار في اغلب مناطق البلد ، قد نكون في حرب الاقتتال الداخلي الأمر المفروض علينا .
إما دور دول الجوار فلن تقف مكتوفة الأيدي وخصوصا إيران والسعودية وتركيا في التدخل المباشر والعسكري وبحجج عديدة ، لنكون ساحة لمعركة ستحرق المتبقي لنا من الأخضر واليابس، ونكون في وضع أسوا من الماضي بكثير جدا ، ومصيرنا مجهول وغامض لان كل الاحتمالات واردة في ظل هذا الوضع المعقد والحساس .
إما دور أمريكا ستدخل وفق حساباتها المعهودة ، بمعنى تجعل الأمور في نهاية المطاف تصب في مصالحتها بعد صراع مرير يكون الكل فيه خاسر ، لتحسم الأمر ويكون تدخلها المباشر ومدمر للبلد وأهله ، وتفرض حكم جديد بعد إن تضمن مصالحها مع شركائها ، وهو أسوء من حكم كل الأنظمة التي مرت في تاريخ العراق المعاصر ، وحتى من حكم الأحزاب الحاليين ، وبدليل منذ 2003 ولغاية يومنا حالنا إلى الأسوأ ، وليس من مصلحتها استقرار وأعمار البلد مع الآخرين ، لأنهم الكل مستفيد من هذا الوضع المزري ، والخاسر الأول والأخير شعبنا المظلوم في كل الأوقات والأزمان .
التغيير والإصلاح بحاجة سياسية حكيمة تقودها نخبة من الوطنيين وهو حديثنا القادم .

ماهر ضياء محيي الدين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة ترصد مخرجات اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي


.. غالانت: إسرائيل تتعامل مع عدد من البدائل كي يتمكن سكان الشما




.. صوتوا ضده واتهموه بالتجسس.. مشرعون أميركيون يحتفظون بحسابات


.. حصانة الرؤساء السابقين أمام المحكمة العليا الأميركية وترقب ك




.. انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض