الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى الرفيقة منيب: دروس بالمجان

شنوان الحسين

2018 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


ان ممارسة السلطة من طرف فئة معينة لا يمكن بالضرورة ان يدخلها في تناقض مع فئات اخرى داخل نفس المنضومة الحاكمة بخلفية ايديولوجية -اي الفكر والثقافة- ولا يختلف اثنان ان الثقافة المصطنعة لهذا الشعب بخلفية قبلية او دينية خلقت "الرقيب الفكري الثقافي" بمعنى اخر مخزنة الثقافة والفكر ومنه الايديولوجية، العروبة والاسلام (لهذا لا تعرفين عن قصد وبخلفية مبيتة الحركة الامازيغية).
هذا التمهيد سيقودنا الى الرسالة الواجب استيعابها، إننا نعيش في مغرب مناطقي، مغرب المركز والهامش، مغرب مركزة الفكر والفكرة والسلطة وصناعة النخبة، لان الخدمات العامة التي تستعين بها الدولة في ادارة شؤونها - من احزاب وجمعيات ومشارع تنموية وخدمات اجتماعية- لا تعتمد فيها على منطق المواطنة والاستحقاق لكي لا توهمي عقول العصافير ببرنامج مرحلي وطني متساوي وضد الطبقة الحاكمة والاقطاع، اقول إن المشاريع العامة من خدمات وافكار وبرامج وتوجهات التي تستعين بها الدولة/الادارة لا تتناقض اساسا مع مصالح الحاكمين والمستَغِلين لا من الناحية القانونية ولا من الناحية الادارية او طبيعة البنيات التحتية، وبالنسبة لهذه الاخيرة بالتحديد لن نستفيد في جهة درعة درى- تافيلالت من مشروع السكك ولا من الطرق السيارة لان رجالات هذه المناطق كنموذج لا يخدمون مصالح الفئة الحاكمة بل ان الحماية جاءت من اجل ابادتهم لتركز الادارة والقانون والتسيير في نخبة مكونة من طرفها.
إن انتفاضات الشعب المغربي المتعددة سواء ضد الدخلاء او السلطة المركزية (المخزن) كافية لكي تدركي ان التناقض الاجتماعي والصراع داخل المجتمع المغربي لم يكن ساكنا وهادئا، ولا يمكن اجماله او تحليله بقوالب جاهزة فهو اعمق من ذلك بكثير لانه قد يتمظهر اقتصاديا او اجتماعيا او سياسيا ولكنه في العمق مرتبط بالثقافة وبالهوية الحقيقية للشعب وبصراعاته الوجودية ولرفضه للابتلاع وللاستيلاب، فكما خلقت الدولة طبقة/فئة اقتصادية ترتكز عليها وتخدمها في الوقت نفسه في تبادل للمصالح خلقت ايضا طبقة ثقافية وفكرية -رغم استيرادها لوجودها من "الوطن العربي"- زودتها بالمال وبالريع لخلخلة موازين القوى وللاسراع في القضاء على كل ما هو اصيل وموروث من معادن واراضي خصبة واراضي الجموع والاهم من ذلك الاستيلاء على الذاكرة الجماعية للشعب وتشويهها وفلكرتها، هذه الدولة بنفسها خلقت قطاع ديني موازي لكبح جماع القومية العروبية بغلاف ديني لتظهرها متى دعت الضرورة في قالب العروبة الاحسانية للعالمين وليست المتناقضة مع جوهر الشعب الحقيقي، بالحمد لله كلنا مسلمين والنبي العربي...
إن الصراع اعمق مما تظنين بكثير ولن تفهميه حتى تكلفي نفسك عناء زيارة الهامش لتكتشفي حجم حقده على المركز سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، واتمنى ان تراجعي جيدا تنظيرات رفاقك في اوراق حزبكم بعناونين مختلفة منها: تخميس البربر والفيئ وثقافة الحديد والنار...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا