الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلوا عن مي سكاف

مازن كم الماز

2018 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


الحقيقة أننا نختلف أمام الموت , هذا طبيعي , طبيعي أن نموت و طبيعي ( المفروض أن يكون طبيعيا ) أن نختلف .. ماتت مي , لحظة صدق , سنواجهها جميعا , بلا استثناء , لحظة نهاية , لحظة عابرة جدا , فكل شيء عابر في حياتنا , و في موتنا .. يمكن اختصار مي بكلمتين , كما أفترض : لقد كانت إنسانة .. لا أتحدث عن الوجود البيولوجي , الذي فرض علينا و لم نختاره , و لم تختاره مي أيضا .. و لا عن نتائجه المفروضة علينا أيضا .. أتحدث عن خياراتها , ما هو غير مفروض علينا , ما نختاره نحن .. أعتقد أن مي قد رفضت الاستسلام للقيطعية , الطائفية أو الوطنية أو الثورجية , و حاولت أن تكون مي .... لذلك أعتقد أن مي تستحق تأبينا أفضل .. لا أتحدث عن الغارقين في شهوة الدعس على خصومهم و شتم أمهاتهم و أخواتهم بأعضائهن التناسلية كأن أمهاتهن و أخواتهن لا تملك فروجا أو مهابل هن أيضا , إن هذا من حقهم أيضا , لا تنسوا أن هذا قمة الشبق عندهم و وسيلتهم الوحيدة للاستمناء على أشلاء خصومهم و هم يشتمون أمهاتهم بفحش , أعتقد أنهم يستحقون أن يكونون جزءا من حفلة جنسنا السادية المازوخية العامة , الفضائحية , الداعرة تلك , طالما كانوا مستعدين أن يشاركونا فيها بدمائهم و رقصاتهم المجنونة حتى الانتحار كما فعلوا حتى اليوم في فيلم الكاوبوي أو الرعب الشرقي صميم و أصيل , على وزن الأصالة العربية الإسلامية , الذي نمثله اليوم في الشرق , و لا تثير فيي كلماتهم و لا دمائهم أو صرخات شهوتهم و هم يبلغون الذروة فوق أشلائنا و اشلائهم سوى الرغبة بالرقص المجنون معهم كما يفعل شامان الأباتشي الهندي الأحمر أو ساحر الآزتيك و هو يرمي بقلوب ضحاياه من فوق المعبد إلى أرض بلا قاع أو كما يفعل مقاتل أسود و هو يقتل أخاه أمام حشد من الرومان المبتهجين و هو يحلم بعالم بلا قيود و بلا سادة و بلا روما .. أتحدث عمن يريد أن يجعل من مي أيقونة , مومياء , لثورة , لشعب عظيم , لشعب من المومياءات , شعب واحد , يتألف من عدد لا متناهي , بحكم ما كان و سيكون و بحكم النطاف و البيوض التي في أصلابنا كسوريين , شعب واحد من النطاف و البيوض و المومياءات و الأيقونات .. تحنيط البشر بتحويلهم إلى أيقونات ظاهرة إنسانية قديمة , و لعلها أساسا ظاهرة شرقية أصيلة .. اعتراضي الوحيد هنا هو : ألا تحولوا المجنون ابن الزانية إلى أيقونة , هذه خيانة .. اتركوه يهيم في الحقول , يخاطب النجوم و الورود و الذئاب و يبحث عن حتفه و شهوته في جوف ذئبة ستلتهمه في لحظة الذروة , و كأنها إرهابي من ذوي الذقون الطويلة جدا و هو يصيح الله أكبر بينما يتحول قضيبه إلى مليون قطعة .. قلت لصاحبي الذي يعشق مايكل جاكسون , لقد كان الفتى يعشق الصبيان , فرمقني بنظرة جامدة حتى الموت .. من حقك أن تكرهني , أن تعشقني , أن تذهب معي إلى فراشي أو تطلق الرصاص على رأسي , لكن لا يحق لك أن تنكر علي إنسانيتي , أني لست أيقونة , مومياء , أني شيء ما , من لحم و دم .. اقبلني أو ارفضني , اشتمني , اشتم قضيبي و عقلي و رأسي و جوفي النتن , أو تغزل بقدرتي على العشق , أو بجنوني , لكن لا تسيء إلي بأن تنكر علي جنوني و قضيبي و عشقي .. لا تنحطوا البشر الحقيقيين , بالذات أولئك الذين يرفضون التحنيط .. أحرقوا أجسادنا كما طلب الحلاج , كشجرة , كغابة , تتهاوى فجأة تحت صاعقة مرت من هنا بالصدفة و انثروا الرماد بين الأزهار البرية و جحور صغار الذئاب و الخنازير البرية .. تصبحين على خير يا مي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات