الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقِعٌ مُضطَرِب

امين يونس

2018 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


حتى لو كُنتَ مُسالِماً ، إنسانيي النَزعة .. فأن موجات العُنف والتطرُف ، قَد تجرفكَ بين الحين والحين .. مادُمتَ تُقيم في منطَقةٍ مُضطَرِبة . وهذا هو حالنا نحن الذين نعيش هاهنا في العراق .
ف " كامل شياع " كان مُثّقَفاً من طرازٍ رفيع ، نظيف اليد والفِكر .. و " هادي المهدي " مسرحيٌ إعلاميٌ طامِحٌ لمُستقبلٍ مضئ .. و " سوران مامه حمه " صحفيٌ شاب قارَعَ الفساد بقلمهِ .. و " سردشت عثمان " ذلك الفتى الحالم الجميل .. و " كاوة كرمياني " الشاب الصحفي الكادِح الجرئ ... وغيرهم الكثير . كلّهم أغتيلوا .. قُتِلوا بِدَمٍ بارِد .. ليسَ لأنهم كانوا إرهابيين ولا لأنهم إقترفوا أفعالاً سيئة ولا حتى لكونهم عنيفين أو مُسّلَحين ... حيث أن جميعهم كانوا في مُنتهى الوداعة واللُطف والبراءة ، سلاحهم الوحيد هو القَلَم والفِكر فاضحين السُراق والناهبين ، حالمين بِغَدٍ أجمَل ، طامحين إلى مُحاسبة الفاسدين وتقديمهم للمُحاكمة ... فماذا كانتْ النتيجة ؟ قُتِلوا ببساطة وسهولة وفي وضح النهار .. ولم يُلقَ القبض على أي من الجُناة وقُيِدتْ القضايا ضِد مجهول ! .
نحنُ في بَلدٍ ... يُقتَلُ ويُغتالُ فيه أمثال هادي المهدي ... ويُقّدَرُ ويُحتَرَمُ أمثال مهدي المُهندِس وهادي العامري وقيس الخزعلي ! .
يُغتالُ فيهِ أمثال كاوة كرمياني ، الصحفي الشريف الكادِح ... ويتبخترُ علانِيةً تاجِر الحروب والمتعامِل مع داعِش ! .
يُعاني المسحوقين والمستضعفين الفقراء في الموصل وتكريت والرمادي ، من الذُل والهوان ... ويلمعُ نجمُ خميس الخنجر ! .
يعجزُ الفقراءُ عن شراء الأدوية لأبناءهم المرضى ... وأبناءُ السَفَلَةِ ينثرونَ دفاتر الدولارات على موائد العُهر والقمار ! .
يُقتَلُ المُحامي الشريف الشُجاع " جبار محمد كَرَم " المُدافِع عن مُعتقَلي المظاهرات في البصرة ... ويسرح ويمرح رموز المافيات نهاراً جهاراً بعمائمهم الوسِخة ! .
..............
وسط الكَم الهائِل من اللاعدالة وسوء الخدمات ... كيف لا تندلع الإحتجاجات والمظاهرات ؟ نعم ... طبيعي ما يحصل في البصرة والجنوب والوسط .. أرى أنها البداية فقط ، وقد تمتد أكثر . قد تكون الرؤية غير واضحة الآن .. وربما ينقص هذه الحركة الشعبية ، قيادة واعية ثورية ... لكن ليس من المُستحيل ، بزوغ قيادات ميدانية متفاعلة مع نبض الشارع الحقيقي ... فعلى أية حال ، فأن الرعاية ( الأبوية ) للحِراك الجماهيري ، التي يدّعيها مقتدى الصدر ، مثلاً ... ما هي إلا هراء . فهو لا يُمّثِل أي جانبٍ من الحَل ، بل هو جزءٌ من المُشكلة ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا