الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إدارة ترامب في مواجهة العالم .. التهديدات والتهديدات المُضادة ....!!!!

زياد عبد الفتاح الاسدي

2018 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


إدارة ترامب العنصرية واليمينية المُتطرفة والمُغرمة بالدعم اللامحدود للكيان الصهيوني ونهب الانظمة الخليجية وتوتير الاجواء السياسية في الشرق الاوسط وكافة أنحاء العالم , تُتابع تهديداتها على الصعيدن الدولي والاقليمي ولا سيما المُوجهة ضد الصين وإيران وما يرافقها بالمقابل من تهديدات مُضادة ... فالولايات المُتحدة في تهديدها واتهامها للصين بسرقة الاقتصاد الامريكي من خلال التبادل التجاري الغير مُتكافئ بينهما, تعتبر الصين عدوها الاقتصادي الاول على صعيد التجارة العالمية والتقدم التقني والصناعي والعسكري , وامتداد نشاطاتها السياسية والاقتصادية لتشمل مجمل جنوب شرق آسيا والهند وإيران وأوروبا والشرق الاوسط .. وصولاً الى أفريقيا وأمريكا اللاتينية .. عدا عن دورها القيادي في منظمتي بريكس وشنغهاي وتحالفها المُتنامي مع روسيا الاتحادية وهي المنافس والغريم السياسي والعسكري الرئيسي للولايات المُتحدة .... والصين كما نعلم كانت دوماً مصدر قلق للادارات الامريكية المُتعاقبة التي تعمل على حماية المصالح الامبريالية للنخب الطبقية والقوى المالية والطفيلية الكبرى والمالكة للاستثمارات النفطية والبنكية والعقارية والصناعات العسكرية والالكترونية العملاقة ...الخ ولكن إمساك اليمين القومي المُتطرف بالقرار السياسي والاقتصادي والعسكري في الولايات المُتحدة نقل السلوك الامبريالي للادارة الامريكية الراهنة الى أبعاد جديدة من التهور والتطرف وانعدام العقلانية وتوتير المناخ العالمي على الصعيد السياسي والتجارة العالمية وخرق الاتفاقيات الدولية , عدا عن فرض عقوباتها الاقتصادية في كل الاتجاهات والابتزاز المالي المكشوف حتى لحلفائها والتخلي عن التزاماتها المالية والاخلاقية تجاه العديد من المؤسسات والمنظمات الحقوقية والانسانية والاغاثية الدولية (الاونروا وغيرها) , وتخليها كذلك عن التزامها باتفاقيات حماية البيئة والمناخ والانبعاث الحراري ... الخ .... وإذا استثنينا تفاهمات ترامب الاخيرة مع روسيا حول الملف السوري في قمة هلسنكي .. فالسياسة الامريكية الراهنة مع مُختلف دول العالم بما فيها الدول الحليفة (باستثناء الكيان الصهيوني والعملاء الخليجيين) هي سياسة تتميز بالعدوانية والابتزاز قادت الى الانتقاد الشديد والعزلة السياسية لهذه الادارة على الصعيد العالمي وبتعريض المصالح الاقتصادية والحيوية للولايات المُتحدة الى أضرار عديدة وانعدام الثقة بمصداقية السياسة الامريكية في عدم احترامها للاتفاقيات الدولية وفي مقدمتها الاتفاق النووي الايراني ونظام العولمة الاقتصادية ومواثيق مُنظمة التجارة العالمية, والتي قادت الى مواجهات حادة بين الولايات المتحدة والعديد من الدول, والى جملة من الاتهامات والتهديدات والتهديدات المُضادة التي شملت ليس فقط الصين وإيران, بل حتى حلفائها في الاتحاد الاوروبي وكندا .
ولكن من الملاحظ أن السياسة العدوانية الامريكية في العالم تتركز في المرحلة الراهنة بشكلٍ رئيسي ضد الصين من أجل كبح جماح تقدمها على الصعيد الاقتصادي والتجاري وعرقلة تقدمها في مجال الصناعات التقنية والعسكرية وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي .. ويبدو أن ادارة ترامب مصرة على تطبيق سياستها الجمركية الجديدة مع الصين بالرغم من اعلان الصين عن استعدادها لتطبيق إجراءات مماثلة على الصادرات الامريكية اليها وعلى الرغم من التداعيات والاضرار السلبية التي قد يواججها الاقتصاد الامريكي في كلا الاتجاهين ... كما أن السياسة العدوانية الامريكية مُوجهة أيضاً وعلى نحوٍ خطير ومُتصاعد ضد إيران ولكن على صعيد العقوبات الاقتصادية الشاملة , وذلك على خلفية عدائها للكيان الصهيوني ودعمها لسوريا ومحور المقاومة وتصاعد نفوذها كقوة إقليمية كبرى في المنطقة مناهضة لسياسة الغرب الامبريالي والكيان الصهيوني ... وهنا حولت الولايات المُتحدة أجواء العقوبات والاتهامات الموجهة الى إيران الى حالة مُتصاعدة من الاحتقان والتهديدات المُتبادلة والتوتر الاقليمي الشديد الذي لا يبدو بأنه سيهدأ أو ستخف وتيرته في المُستقبل القريب .. لا سيما وأن هذه المُواجهة تلقى تأييداً هائلاً من التحالف السعودي والاماراتي والكيان الصهيوني وحتى تأييداً خجولاً من الاوروبيين وبعض الرجعيات العربية .... وفي هذا الاطار تستغل الولايات المُتحدة بعض الاحتجاجات والتذمر الداخلي في الشارع الايراني وسوء الاوضاع الاقتصادية وتردي قيمة العملة .. والتي تعود في مجموعها الى العقوبات الاقتصادية الطويلة التي تعرضت لها إيران من جهة , وبسبب وجود الفساد والفوارق الطبقية وسوء الادارة في الداخل الايراني من جهة أخرى .. لتقوم الولايات المُتحدة بالتالي بتشديد عقوباتها الاقتصادية الشاملة على إيران بهدف لخنق إقتصادها الى أقصى الحدود المُمكنة بما في ذلك منع إيران من تصدير نفطها الى السوق العالمية , آملة بتفاقم الوضع الاقتصادي وتصاعد التذمر والاحتجاجات الشعبية في إيران الى درجة تُهدد بسقوط نظام الحكم ..... ولكن جميع المُؤشرات تدل على أن الوضع الداخلي في إيران يشير الى وحدة الصف الداخلي تجاه العقوبات والتهديدات الامريكية لا سيما وأن إيران اعتادت سابقاً ولسنوات طويلة على التعايش مع العقوبات الاقتصادية بالاعتماد على تقوية الانتاج المحلي والصناعات الداخلية واتباع سياسة الاكتفاء الذاتي على مختلف المستويات الاقتصادية والانتاجية بالاضافة الى اتباع سياسة للتبادل التجاري مع الدول الصديقة باستخدام العملات المحلية دون الحاجة لاستخدام تحويلات مصرفية بالدولار والعملات الصعبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تحظر أميركا تطبيق تيك توك قريبا؟


.. سائق يتسبب في حادث مروع بعد تجاوزه إشارة المرور في بريطانيا




.. وزير المالية الإسرائيلي يدعو إلى اقتحام رفح بأقصى سرعة وتدمي


.. مع قرب ساعة الصفر لاجتياح رفح.. أين يذهب النازحون؟




.. هيئة الطيران المدني بالسعودية: فتح رحلات جوية مباشرة بين الد