الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرجعية تحذر وتحدد

ماهر ضياء محيي الدين

2018 / 7 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


المرجعية تحذر وتحدد

في الخطبة الجمعة الأخيرة حددت المرجعية مسار الحكومة القادمة من اجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من واقع اقل ما يمكن قوله وصل لحد مطالب اغلب المتظاهرين في توفير خدمة الكهرباء وشرب الماء الصالح بدل المالح، لا ناطحات سحاب ولا جزر سياحية في القمر، من خلال جملة توصيات لعل أبرزها في تحديد شخص رئيس الوزراء القادم .
مواصفات أو شروط رئاسة الوزراء القادمة بحسب رأي المرجعية ، إن يكون شجاع وقوي و عليه مسؤولية اختيار الكابينة الوزارية ، بشرط الكفاءة والخبرة لا المحصصه والتوافق ، ولدية القدرة في كشف ملفات الفساد ومواجهة حيتانها مهما كانت الأسماء أو العناوين له ، وان يكون عمل الحكومة مهنيا مخططا له وفق خطط مدروسة مبنية على أسس علمية عملية ، ويحاسب عن أداء الحكومة في تنفيذ مهامها ، ومواصفات أخرى وإلا ستكون ألأمور في أسوء مما سبق بكثير .
من هو الشخص الذي تتوفر هذه المواصفات لديه ، من الكتل الحاكمة أو للمرجعية مقصد أخرى ، وان توفرت هذه المواصفات هل يستطيع العمل في ظل وضع البلد المعقد للغاية من نزاعات داخلية محتدمة وتدخلات خارجية مستمرة ؟
لو مررنا سريعا على الشخصيات التي تولت رئاسة منذ السقوط وليومنا هذا ، نجدها شخصيات توفرت لديه بعض أو اغلب مواصفات المرجعية من الشجاعة والقوة ، ولديهم منجزات معلومة من الجميع ، وبعضهم حقق ما هو أكثر من ذلك ، وكان يمكن تحقيق الأكثر ونقل البلد وأهلة إلى حال أفضل مما نعيشه اليوم ، لكن منجزاتهم بدأت تتراجع يوم بعد يوم في ملفات الخدمات وتحقيق الأمن والاستقرار للبلد.
الأسباب التي أفشلت مهام رئيس الوزراء كثيرة ، لكن أهمها الصراع بين اغلب الكتل السياسية في فشل مهمة رئيس الوزراء لأسباب سياسية انتخابية تسقطيه لشخص رئيس الوزراء أو لكتلها أو لحزبه ، بل عملت على وضع العراقيل في طريقه من خلال عدة أمور ووسائل شتى , منها لعبة تشريع القوانين وتعطيلها ، وجعلها ورقة ضغط من اجل فشل الحكومة ورئيسها المستهدف الأول .
السلطة وملذاتها أصبحت الهدف أو الغاية الأولى لكل السياسيين ، مهما كانت الوسيلة,ساحة صراع أكون أو لا أكون ومعركة كل الأسلحة متاحة ومباحة ، الشرعية وغير الشرعية منها ، الأهم البقاء في قمة الهرم ومهما كان الثمن وعدد الضحايا ، وشعارات ترفع منهم من اجل البلد كاذبة .
في كل مرة نقول لدينا لعنة مثل لعنة الفراعنة وهي التدخل أو الأيادي الخارجي وأدواتها ، التي كانت دائما وابدأ سببا مباشر ورئيسيا في مشاكلنا ، وفي فشل عمل رئيس الوزراء وحكومته ، حيث تفرض نفسها علينا حتى في اختياره وتتوافق مع الآخرين عليه وفق مصالحها ومشاريعها التوسعية في البلد .
لذا أتصور إن وضع المرجعية لهذه المواصفات أو الشروط لرئاسة الوزراء كحل امثل لمشاكلنا مع علمها اليقين للتحديات والمخاطر والصعاب التي ستواجهه رئيس الوزراء في مهامه ،وعدم وجود رغبة حقيقة من كل الكتل في تغير الأمور وإصرارها على البقاء بنفس الوضع ، مجرد محاولات منها ترقعيه وحلول فاشلة ، لتخدير الشارع والالتفات عليه من خلال أساليبهم المعهودة هذا من جانب .
ومن جانب أخرى وضعت المرجعية الحروف على النقاط وأعطت كلمتها الفصل بان شخص رئاسة الوزراء من خارج سرب الكتل السياسية ، بمعنى لا مكان لكم في الحكومة القادمة ، لأنهم لا يملكون هذه المواصفات ، ولم تقتصر المسالة عند هذا الحد بان حددت حتى الوزراء بان يكون من الشخصيات الوطنية من أهل الخبرات والكفاءات مع المدراء العاملين وغيرهم بمعنى أدق وواضح ( شلع قلع للجميع بدون استثناء .
المرجعية حذرت من إن استمرار الوضع بنفس المنوال معناها الأسوأ قادم بكل المقاييس ، وحددت إن تغيرت الأمور وفق مواصفاتها وشروطها التي وضعتها فالحال سيتغير نحو الأحسن والأفضل لنا جميعا .
لتنقل المسؤولية على كل فئات المجتمع ليكون دورها بفرض قوته واردته على كل القوى في إن يكون شخص رئيس الوزراء بهذا المواصفات ، والاستمرار في التظاهر والمطالبة بتنفيذ مطالب المتظاهرين في التغير والإصلاح الجذري والشامل ، و إلا تغيير الأساليب السلمية حتى نهاية الطريق من اجل مصلحة البلد وأهله وقد اعذر من انذر يا ساسة المنطقة الخضراء .
ماهر ضياء محيي الدين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل